معنى تحية الإسلام (السلام عليكم)
معنى "السلام عليكم"
يقول -صلى الله عليه وسلم- : (يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ وأطعِموا الطَّعامَ وصِلوا الرحام وصَلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ)، قبل مجيء الإسلام كان العرب في الجاهلية يرحبون بمن جاءهم بقولهم : "حياك الله"؛ أي زاد الله في عمرك، فلما جاء الإسلام صارت التحية بين المسلمين : "السلام عليكم ورحمة الله"، وهي أفضل وأجمل التحايا، ومعناها: سلمكم الله من كل شر أو مكروه قد يصيبكم.
وقيل أيضاً في معناها أن يكون السلام لكم، وأن يكون اسم الله -سبحانه-معكم، ويمكن أن يكون المراد منها أن تحصل السلامة لكم، وأما إفشاء السلام الوارد في الحديث فالمقصود فيه إظهاره ونشره، والسلام هو اسم من أسماء الله، فيكون المعنى أن الله السلام معكم مطلع عليكم، وقول المسلم تحية الإسلام لإخوانه المسلمين فيه إظهار لهم بأنه مسالم لا يخوفهم منه.
فضل التحية بتحية الإسلام
يقول سبحانه وتعالى: (وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ)، فبتحية الإسلام صار السلام فارقاً بين أهل الإسلام وغيرهم، كما ورد في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إِنَّ اللهَ أعطاني ثلاثَ خِصالٍ لم يعطَها أحدٌ قبْلِي .... والتحيةُ مِنَ تحيَّةِ أهلِ الجنةِ)، وهو حديث ضعيف إلا أنه يُعمل به في فضائل الأعمال بحسب أقوال العلماء.
وبتحية الإسلام الجليلة يكون الأنس والطمأنينة؛ فالله سبحانه يُحيي بها المؤمنين في الجنة، وتُحييهم الملائكة بها أيضاً، وقد ذكر أن اليهود حسدوا المسلمين على هذه التحية، ويقول الله -عز وجل- : (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَدخُلوا بُيوتًا غَيرَ بُيوتِكُم حَتّى تَستَأنِسوا وَتُسَلِّموا عَلى أَهلِها)، فجاءت تحية الإسلام هنا من باب الاستئذان على أهل البيت حتى يحتاط أهله، بالتنحنح أو نحوه ثم السلام.
أهمية تحية الإسلام
يقول الله -سبحانه وتعالى-: (وَإِذا حُيّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيّوا بِأَحسَنَ مِنها أَو رُدّوها إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيءٍ حَسيبًا)، فقد حث الإسلام على تحية الإسلام لما لها من أهمية كبيرة، نذكر منها الآتي:
- نشر المحبة بين الناس.
- مضاعفة الأجور والحسنات.
- نشر التواضع بين الناس.
- سبب لدخول الجنة.
- تقوية الأخوة بين المسلمين.
- تحقيق الأمن والطمأنينة في قلوب الناس.
كيف أحافظ على تحية الإسلام
يقول -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ)، فالمتأمل بالحديث يجد أن الإسلام قد حرص على أن يلقى المسلم إخوانه بوجه حسن فرح محييهم بتحية الإسلام لما فيها من الأجر والثواب.
والمحافظة على السلام تكون بالأمور الآتية:
- التزام المسلم بالسلام على من عرف ولم يعرف، وأن يبادر هو في إلقائها.
- أن يسلم الصغير على الكبير، والقادم للمجلس على القاعد فيه، والجمع القليل على الجماعة الكبيرة.
- أن يبتغي الأجر من الله ولا يجعل للشيطان فيها نصيباً؛ بأن يكون سلامه لأجل مصلحة أو منفعة.
لقد نظم الإسلام آداباً عظيمة، موضحاً للمسلم طرق تعامله مع الآخرين، تحديداً مع إخوانه المسلمين، مؤكداً على نشر الألفة وتوثيق الروابط بين المجتمع المسلم، وتحية الإسلام من أعظم نعم الله علينا، ففيها معاني الطمأنينة وفيها طلب الدعاء، وتحصيل البركة والأجر.