معلومات عن الفراش
تصنيف الفراش
الفراش (بالإنجليزية: Butterflies) هو أحد أنواع الحشرات المشهورة، والتي تُعرف بأجنحتها الكبيرة الملونة، وتشكّل مع العث رتبة قشريات الأجنحة (بالإنجليزية: Lepidoptera) التي تحتوي على 150.000 صنف أو نوع، وقد قدّر العلماء أنّ هناك حوالي 15.000 نوع من الفراش الموجود حول العالم.
ويعدّ الفراش من الحشرات المفضلة للإنسان، والتي تتميز بألوانها الزاهية، وعدم لدغها أو اعتبارها إحدى آفات المنازل، مما يجعل معظم الناس يستمتعون برؤيتها، ولا يفكرون بقتلها، كما تعدّ هذه الحشرة مفيدةً لعالم النبات، إذ تحمل حبوب اللقاح بين النباتات المختلفة، مما يُساعد الخضروات والفواكه والزهور على إنتاج البذور الجديدة.
أماكن انتشار الفراش
ينتشر الفراش بشكل كبير في كافّة أنحاء العالم، حيث يُمكنه التواجد في أماكن عدّة مختلفة المناخ ابتداءً من المناطق الاستوائية إلى المناطق الشمالية فوق الدائرة القطبية الشمالية، كذلك يُمكن إيجاده بالقرب من مستوى سطح البحر وصولًا إلى قمم الجبال حتى ارتفاع 6000 م، ويُذكر أنّه يُمكنه العيش في أغلب البيئات؛ الصحراوية، والرطبة، والأراضي العشبية، والغابات.
تتميّز كولومبيا بشكل خاص بتواجد أعداد وأنواع هائلة من الفراش في أراضيها، وذلك يعود لتنوّعها المناخي الكبير في مختلف مناطقها.
الصفات الشكلية للفراش
يتميّز الفراش بأشكاله المتعددة والجميلة وألوانه الخلّابة، ومن أهمّ صفاته الشكلية ما يأتي:
- تمتلك الفراشات 6 أرجل.
- ينقسم جسم الفراش إلى 3 أقسام كغالبية الحشرات، وهي: الرأس، والصدر، والبطن.
- يتمتع بوجود هيكل خارجي صلب.
- يوجد للفراش قرني استشعار في مقدمة رأسها.
- يمتلك أجنحة كبيرة حرشفية.
- يوجد لدى الفراش عيونًا معقدة التركيب على جانبيّ الرأس.
- تتصف الفراشات بأنّها ذات ملمس غباري.
- تمتلك الفراشات حاسّة تذوّق جيدة للغاية وخاصّة للمذاق الحلو.
- يبلغ وزن الفراشات أقلّ من نصف غرام، كما يكون الفراش الذكر أكبر حجمًا من الإناث.
الصفات السلوكية للفراش
يتصف الفراش بمجموعة من الصفات السلوكية ومن أهمّها ما يأتي:
- استخدام اللسان
يمتص الفراش الرحيق من الزهور بواسطة لسان يشبه الأنبوب نظرًا لعدم امتلاكه فمًا، وعند نقص الغذاء يلتف هذه اللسان ويصبح كروياً إلى أسفل رأس الفراشة.
- أماكن تواجد الذكور
يُفضّل الفراش الذكر التواجد والانغماس في الأماكن الرطبة أو برك المياه، ويُعتقد أنّ هذا سلوك تتبعه الذكور لزيادة خصوبتها.
- فرد أو ضم الأجنحة
يفرد الفراش أجنحته تحت أشعة الشمس في أوقات الصباح الباكر أو الأجواء الباردة لمدّة بسيطة حتى يتمكّن من الطيران، ويضم بالمقابل أجنحته عندما يريد أن يستريح أو أن يمكث في المكان بهدوء، ولكنّه لا ينام بشكل حقيقي.
غذاء الفراش
يُعتبر رحيق الأزهار طعام الفراش المفضّل، ويمكن أن تتغذى أيضًا على السوائل الموجودة في الفواكه المتعفّنة أو شديدة الإستواء، وكذلك على السوائل التي ترشح من بعض الأشجار، وأحيانًا روث الحيوانات.
تُعدّ الفراشات الكبيرة أكثر انتقائية في طعامها من تلك الصغيرة، ويمكنها الاعتماد كليًّا في طعامها على السوائل المختلفة، كذلك فإنّ الفراشات الصغيرة يُمكنها أن تكتفي بحاجتها من الماء عن طريق النباتات التي تتغذى عليها فقط دون أن تبحث عن مصدر ماء مباشر.
تكاثر الفراش
تتنافس ذكور الفراش لتنال إعجاب الإناث، إذ إنّ الأنثى هي التي تختار الذكر الذي تريد التزاوج معه، وتبحث بعض الذكور خلال أوقات الطقس المعتدل عن أنثى لتجذبها وبعضها الآخر لا يتكلّف عناء المحاولة وإنّما يكتفي بما يحمله من صفات تؤهله لأن تختاره الأنثى.
يتكاثر الفراش عن طريق تخصيب بويضة الأنثى بالحيوانات المنوية الذكرية بعد اتصال الذكر والأنثى جنسيًا باستخدام الأعضاء التناسلية الخاصة بكل منهما والتي توجد في منطقة البطن لكليهما، بعد ذلك تضع الأنثى البيوض المخصبة إما على الأشجار أو على الأرض دون أن تُقدّم لها الكثير من الرعاية، وفيما يأتي توضيح لدورة حياة الفراش:
دورة حياة الفراش
يتحول الفراش تحولاً كاملاً (بالإنجليزية: complete metamorphosis)، ويمر بعدّة مراحل أثناء نموه، فيما يأتي مراحل تكوّن الفراشة :
مرحلة البيض
تضع إناث الفراش البالغات البيض على النباتات التي ستُصبح بدورها غذاءً لليرقات عند فقس البيض، ويكون وضع البيض من فصل الربيع، أو الصيف، أو الخريف، وذلك اعتماداً على نوع الفراش، وتضع الإناث عدد كبير من البيض دفعةً واحد لضمان بقاء البعض منها على الأقل.
مرحلة اليرقة
تسمى هذه المرحلة أيضاً بمرحلة التغذية، حيث تستمر اليرقة الناتجة عن فقس البيض بالتغذية على الطعام، مما يجعلها تنمو بسرعة، إذ ينفصل جلدها ويتغير أربع أو خمس مرات، ويتم تخزين الطعام الذي تم تناوله من قبل اليرقة للاستخدام لاحقاً عند البلوغ أو النضوج، وخلال مرحلة التغذية يمكن لليرقات أن تنمو 100 ضعف حجمها.
مرحلة الشرنقة
تعدّ هذه المرحلة مرحلةً انتقالية، والتي تتحول فيها اليرقة إلى شرنقة عندما تنمو بالكامل، وتتوقف عن الأكل، وقد توجد هذه الشرنقة تحت فروع الأشجار، أو مخبأةً في الأوراق، أو مدفونةً تحت الأرض، وذلك بالاعتماد على نوعها.
ويمكن أن تستمر هذه المرحلة بضعة أسابيع، أو شهر، أو حتى أكثر من ذلك، كما قد تبقى بعض الأنواع مدة عامين، وتحدث في هذه المرحلة تغييرات كبيرة كتكوين الأرجل، والعيون، والأجنحة، وأجزاء مختلفة من الفراشة البالغة.
مرحلة الفراش البالغ
تشكّل مرحلة الفراش البالغ المرحلة الأخيرة والمعروفة، والتي يتكوّن فيها الفراش البالغ، ويؤدي وظيفته في التزاوج، ووضع البيض، وتحصل بعض أنواع الفراش البالغ على الطاقة من خلال التغذية على رحيق الأزهار، بينما لا تتغذى العديد من الأنواع الأخرى على الإطلاق.
وتستطيع إناث الفراش البالغة أن تطير من مكان إلى آخر بسهولة لإيجاد المكان المُناسب لوضع بيوضها، وتبلغ مدة حياة الفراش البالغ أسبوعاً أو أسبوعين فقط، كما قد تعيش بعض الأنواع التي لها سبات شتوي عدّة أشهر.
أهمية الفراش في حياة الإنسان
للفراش أنواع متعددة ، وهناك العديد من الأسباب التي تجعله مهماً، ومنها ما يأتي:
- يعدّ الفراش مكوناً مهماً من مكونات التنوع البيولوجي، والذي وُجد لمدة 50 مليون سنة تقريباً على الأقل.
- يُعتبر الفراش جزءاً من الإرث الطبيعي، والذي تمت دراسته لأكثر من 300 عام.
- يُستخدم الفراش في جميع أنحاء العالم من قبل الرسامين، والمعلنين كوسيلة للإشارة إلى شيء صديق للبيئة، كما يُصوّر الفراش في الغالب على أنه جوهر الطبيعة، أو أنه يُمثّل الجمال، والحرية، والسلام.
- يعدّ الفراش مجموعةً مهمةً جداً من الكائنات المثالية التي استُخدمت لعدّة قرون في العديد من مجالات البحث البيولوجية كمكافحة الآفات، والتطوّر، وعلم الوراثة، وعلم الأجنة، والحفاظ على التنوع البيولوجي.
- وفّرت شعبية دراسة الفراش، والتاريخ الطويل له مصدراً مميزاً للبيانات على مجموعة من الحشرات التي لا مثيل لها في المقياس الزمني، والنطاق الجغرافي في أي مكان في العالم، مما كان له أهمية كبيرة في الأبحاث العلمية التي تتعلق في المناخ.
- يعدّ الفراش عنصراً مهماً في السلسلة الغذائية، إذ يشكّل غذاءً للطيور، والخفافيش، والحيوانات الأخرى.
- تمّ استخدام الفراش على نطاق واسع من قبل علماء البيئة ككائنات مثالية لدراسة نتائج فقدان الموائل، وتجزئتها، وتغير المناخ.
- يُسافر آلاف الأشخاص كل عام إلى الخارج للبحث عن الفراشات، مما يشكّل دخلاً اقتصادياً ثميناً للعديد من الدول الأوروبية، والدول النامية حول العالم.