أهمية التخطيط والتنظيم في حياة المسلم
أهمية التخطيط والتنظيم في حياة المسلم
جاء في الحديث النبويّ الشريف أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ)،في هذا الحديث بيانٌ لضرورة أن تكون حياة المسلم منظمة معروفة المقاصد والغايات، ومعلومة المسالك والخطوات في كل النواحي، بدءًا من تنظيم الوقت كلّه مرورًا بتنظيم حياته الصحيّة وإدارة قدراته الجسميّة، والماليّة، والعلميّة، والعمليّة وفق علمٍ ودرايةٍ، بحيث تكون حياته كلّها واضحة المعالم في التحصيل والأهداف والغايات.
حسن الإدارة أقصر الطرق إلى تحقيق الأهداف
لا شكّ أنّ تنظيم الوقت مع التخطيط السليم يختصران على المسلم الكثير من الجهد والعمل ويعينانه في تحقيق أهدافه في الحياة، ويجنبانه الكثير من الأخطاء وهدر الوقت في ضياع التجارب العبثية أو التخبّط الأعمى والسير بغير معرفة الوجهة التي يسير فيها، فمن يعرف طريقه ويعرف إلى أين يوصله ويعرف كيف يسير في هذا الطريق فهو الذي سيحقق غاياته في أقرب أوقاته.
ترتيب الأولويّات
إنَّ بحسن الإدارة يعرف المسلم الأهم في حياته من المهم ومن غير المهم، ويفرّق بين الجهد الضائع و العمل المفيد النافع ، فيرتّب حياته وينظّمها وفق رؤيةٍ وتخطيطٍ يوميٍّ وأسبوعيٍّ وسنويٍّ، وربما استطاع بعضهم أن يجعل له هدفًا محدَّدًا في حياته، ورسم خطته في الوصول إليه ولو احتاجت منه أكثر حياته.
ومن كان في حياته كذلك فإنّه سيجد أنّ كلمة: "ليس لديّ وقتٌ" ستتلاشى وتنمحي من فكره، بل سيجد أن الوقت فيه متّسعٌ لإنجاز المهام اليوميّة والسنويّة، وسيظلّ عنده من الفائض الوقتيّ ما يكفيه لإنجازاتٍ أخرى، من غير أن يشعر بأنّه يكلّف نفسه ما لا تطيق، ومن غير حرمان نفسه من حقِّها عليه.
الاختصاص تنظيم وتخطيط وتحقيق أهداف
لا يمكن لإنسانٍ أن يستوعب كلّ مجالات الحياة، فلا بُدَّ له من تحديد ما يجد في نفسه الرغبة في تحقيقه والقدرة على إنجازه أو المهارة والإبداع في إظهاره وتطويره، وهذا لا يتحقّق إلا بالاختصاص والبعد عن عبثية التنقل بين المعارف والعلوم وتطبيقاتها العمليّة، وهذه مُشاهد مدركةٌ بوضوحٍ في حياة الناجحين الذين برزوا على أقرانهم وقدّموا المفيد النافع للناس وأنجزوا ما ترضى به أنفسهم ويرضى به عنهم ربّهم، ونفعوا الناس أكثر من غيرهم.
من فوائد التخطيط والتنظيم
إنّ للتخطيط وتنظيم فوائد عديدةٌ تعود على من التزمهما، وفيما يأتي بيان جملةٍ منها:
- القرب من النجاة ورفعة الدرجة عند الله -سبحانه- والسلامة من التعرض لحسابه الشديد.
- تحقيق الأهداف في أقصر وقت.
- الارتقاء بالعمل والشعور بالتغيير الإيجابيّ المستمر.
- تقليل عدد الأخطاء والتجارب الفاشلة.
- البعد عن ضياع الوقت فيما هو ضارٌّ أو لا فائدة فيه.
- تقديم نفعٍ أكبر للنفس والأقربين والمجتمع والإنسانيَّة.
- الشعور بوجود متَّسعٍ من الوقت يكفي لأداء الشعائر وللعمل الجاد والترفيه والصلات الاجتماعيّة.
- تنمية المهارات الفرديّة بصورةٍ تصاعديَّةٍ.