فضل سورة الرحمن
ما هي فضائل سورة الرحمن؟
أغلب الأحاديث التي جاءت في فضائل السور بشكل عام أحاديث ضعيفة، وفي سورة الرحمن جاء في السنة حديث صحيح الإسناد يذكر هذه السورة وفيه: (أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ قرأَ سورةَ الرَّحمنِ على أصحابِهِ فسَكتوا فقالَ ما لي أسمعُ الجنَّ أحسنَ جوابًا لربِّها منكُم ما أتيتُ على قولِه اللَّهِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ إلا قالوا: لا شيءَ من آلائِكَ ربَّنا نُكذِّبُ فلَكَ الحمدُ).
وأما بقية الأحاديث فهي أحاديث ضعيفة وقد يؤخذ بها في هذا الموضع؛ حيث يُعمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال وفي فضائل السور، ومن تلك الأحاديث: (لكلِّ شيءٍ عروسٌ، وعروسُ القرآنِ الرحمنِ).
ميزات سورة الرحمن
تتميز سورة الرحمن بما يأتي:
- استخدام أسلوب الترغيب والترهيب؛ فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في السورة الكريمة حال الأشقياء، وما يعانونه من الفزع والأهوال يوم القيامة، ثمّ ذكر حال المتنعّمين في الجنان بإسهاب وتفصيل.
- ذكر نعم الله تعالى الكثيرة التي لا تُحصى، ومنها نعمة تعليم القرآن.
- ذكر دلائل القدرة الباهرة في تسيير الأفلاك، وتسخير السفن، ثمّ استعراض الكون بما فيه من أمور منظورة.
- تميّز السورة بتناسق كلماتها، وإيقاع فواصلها، ونسقها الخاص الملحوظ.
- السورة الوحيدة التي افتتحت باسم من أسماء الله تعالى وهو الرحمن الذي لم يتقدّم عليه غيره، كما تميّزت ببديع أسلوبها.
- تكرار ذكر قوله تعالى (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)، فقد جاء ذكر هذه الآية في السورة إحدى وثلاثين مرة، وقد دلّ ذلك على مقام الامتنان والتعظيم، كما دل على الأسلوب العربيّ الجليل.
سبب نزول سورة الرحمن
ذُكر في سبب نزول سورة الرحمن عدة أسباب، منها:
- جاءت لإثبات صفة الرحمن لله تعالى بإضافة هذه الصفة التي أنكرها المشركون إلى هذه السورة الكريمة، قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا).
- جاءت رداً على المشركين حينما قالوا عن النبي -عليه الصلاة والسلام- ما جاء في قوله تعالى: (إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ).
- ذكر أبو بكر الصديق رضي الله عنه يومي القيامة والحساب، فقال: "وددتُ أنّي كنتُ خضراءَ من هذه الخضر تأتي على بهيمة تأكلني، وأنّي لم أُخلَق"، وكان ذلك سبب نزول قوله تعالى: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ).
سورة الرحمن مكية، وعدد آياتها ثمان وسبعون آية، جاءت لإثبات صفات الله تبارك وتعالى، والرد على المشكين منكري نبوة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد تم ذكر سبب نزولها، وذكر لبعض الأحاديث الواردة في فضلها.