معاني كلمة الفلك في القرآن الكريم
معاني كلمة الفلك في القرآن الكريم
نزل القرآن الكريم بلسان العرب ليكون شاهداُ وحجةً عليهم؛ لأنه نزل بينهم ليفهموه وليعرفوا دلالاته و معجزاته البيانية والغيبية وغيرها، ومن كلماته التي وردت في آيات القصص وآيات الإعجاز والتحدي من الله -عز وجل- من المشركين كلمة الفلك.
وكلمة الفلك في القرآن الكريم تعني السفينة وقد وردت كلمة الفلك في عدّة آيات منها ما هو على سبيل القصص ومنها ما هو للعظة وتبيين نعم الله علينا.
السفن من معجزات الله
قال -تعالى-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).
وفي هذه الآية دلائل على وجود الله -عز وجل-، فالله -تعالى- يخاطب العقول السليمة بأن يتفكروا في هذا الكون، ويدعوهم لله -عز وجل- وإلى النظر في آياته من سماوات بكل ما فيها من عجائب ومعجزات، وفي الأرض ومخلوقاتها وعجائبها.
وإلى هذه السفن كيف تطفو على هذه المياه في البحر الذي يُغرق مسماراً، فهذه من معجزات الله -عز وجل- في الخلق، ومن تحدياته للمشركين والكفار باستحالة أن يكون هذا الكون من غير خالق أو من خلق كائن مخلوق ضعيف.
السفينة في قصة سيدنا نوح
سنذكر بيان قصة نبي الله نوح -عليه السلام- في ما يأتي:
- الأمر الرباني لصناعة الفلك
قال الله -تعالى-: (وَيَصنَعُ الفُلكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيهِ مَلَأٌ مِن قَومِهِ سَخِروا مِنهُ قالَ إِن تَسخَروا مِنّا فَإِنّا نَسخَرُ مِنكُم كَما تَسخَرونَ)، فبعد كفر قوم نوح -عليه السلام- بما جاء به، وصبره عليهم ودعوته لهم لمدة تسعمائة وخمسين عاماً من الدعوة إلى الله.
- دعوة قومه لعبادة الله -تعالى-
كان قومه يعبدون الأصنام التي اتخذوها شركاء مع الله، فدعاهم نوح -عليه السلام- إلى الله -تعالى- وتوحيده وصبر على ذلك بالرغم من أذاهم وكفرهم، فبعد كل هذه الدعوة وعدم امتثالهم أوامر الله -عز وجل- والكفر بنبوة نوح -عليه السلام- استحقوا العذاب.
- سخرية قوم نوح من صنعه للسفينة
أمر الله -تعالى- نوح -عليه السلام- بأن يصنع سفينة، وقد كان يسكن في صحراء قاحلة فسخر قومه منه واستهزأوا من فعله، ولكن الله -تعالى- تحداهم وتوعدهم بالعقوبة، قال -تعالى-: (فَسَوفَ تَعلَمونَ مَن يَأتيهِ عَذابٌ يُخزيهِ وَيَحِلُّ عَلَيهِ عَذابٌ مُقيمٌ).
- انتهاء سيدنا نوح من صنع السفينة
بعد انتهاء سيدنا نوح -عليه السلام- من صنع هذه السفينة أمطرت السماء وانفجرت ينابيع الأرض وفاضت على سكانها، وكان نوح -عليه السلام- قد حمل على ظهرها المؤمنين وحمل عليها من كل دابة زوجين؛ لكي لا ينقطع النسل ولا تنتهي المخلوقات بعد هذا الطوفان الذي عمّ الأرض.
- مصير المؤمنين من قوم نوح
قال -تعالى-: (حَتّى إِذا جاءَ أَمرُنا وَفارَ التَّنّورُ قُلنَا احمِل فيها مِن كُلٍّ زَوجَينِ اثنَينِ وَأَهلَكَ إِلّا مَن سَبَقَ عَلَيهِ القَولُ وَمَن آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلّا قَليلٌ).