مظاهر الحياة السياسية في العصر الأموي
مظاهر الحياة السياسية في العصر الأموي
اعتمد الأمويون على مبدأ الوراثة في الحكم، وقد أثار هذا النظام غضب العديد، فلم يقبل عبدالله بن الزبير والحسين بن علي مبايعة يزيد بن معاوية بالخلافة، واحتموا بالكعبة، وبعد وفاة معاوية بن يزيد الثاني اجتمع رؤساء قبائل وأجناد الشام في الجابية لتسمية وليٍ للعهد من بني أمية، فتوافقوا على تسمية مروان بن الحكم خليفةً وخالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ولياً لعهده وعمر بن سعيد بن العاص الملقب بالأشدق، ولياً لولي عهده.
بعد تولي مروان بن الحكم الخلافة عاد إلى مبدأ الوراثة، فبايع ابنيه عبدالملك ولياً للعهد وعبد العزيز ولياً لولي عهده، وبعد وفاة مروان في عام 65 هـ بويع عبد الملك بن مروان خليفةً للمسلمين، وبعد أن جمع الحجاز والعراق إلى ملكه نزع من أخيه ولاية العهد ونقلها إلى ابنيه الوليد وسليمان، فأصبحت الوراثة في البيت المرواني قائمةً على نقل الخلافة من الأخ الأكبر إلى الذي يليه في العمر، وجعل ابن الخليفة ولياً لولي العهد، إلا أن سليمان بن عبد الملك خالف هذا المبدأ، إذ بايع عمر بن عبد العزيز ولياً لعهده.
عاد الأمر إلى أبناء عبد الملك بن مروان، وذلك بعد وفاة الخليفة عمر بن عبد العزيز، إذ كان يزيد بن عبد الملك ولياً لعهده، فعاد الأمر إلى أبناء عبد الملك بن مروان، وجاء يزيد بن عبد الملك بعد أخيه هشام، وكان ولي عهده الوليد بن يزيد، وبالرغم من وجود مسلمة بن عبد الملك الذي لم يستطع تقلد ولاية العهد لكونه ابن جارية، وحاول هشام بن عبد الملك نزع الخلافة من ابن أخيه ونقلها إلى ابنه معاوية، إلا أن معاوية مات في عهد والده، وبعد وفاة أبناء عبد الملك لم يكن هذا النظام قادراً على إيجاد الحل لمسألة الحكم.
السياسة الداخلية في العصر الأموي
يمكن توضيحها كما يأتي:
سياسة بني أمية مع القبائل العربية
استمال الأمويون القبائل العربية في الشام، فقد تزوج معاوية من ميسون ابنة بحدل الكلابي فأنجبت له ولي عهده يزيد،وعمل عبد الملك بن مروان على إصلاح العلاقات بين القيسية واليمنية في الشام، وذلك على إثر ما كان بينهما في معركة مرج راهط،وقد قام يزيد بن عبدالملك بتقريب القيسية تارةً واليمنية تارةً أخرى، فقام بتعيين عمر بن هبيرة -وهو قيسي- على العراق وفيها الكثير من اليمنية، كما اعتمد على اليمنية في حربه ضد يزيد بن المهلب.
وفي عهد الخليفة الوليد بن يزيد نقمت القبائل اليمنية على الخليفة، فتآمروا مع أبناء عمومته من بني أمية على قتله، ففعلوا ذلك في عام 126هـ،وبايعوا يزيد بن الوليد بن عبد الملك خليفةً، وقد بايع القيسية مروان بن محمد بن مروان، حين أراد أخذ الخلافة من يزيد بن الوليد، وقد عملت العصبية القبلية بين قبائل الشام كقبائل قضاعة وبني سليم وبني عامر على إحلال الهزيمة بالدولة الأموية. في معركة الزاب.
سياسة بني أمية مع بني هاشم
حاول الأمويون اتباع سياسة اللين مع أبناء بني هاشم ، وذلك لمعرفتهم بما يملكون من مكانة دينية، إلا أن المساعي السياسية لبني هاشم كانت تقابل بالشدة والعنف الكبيرين من خلفاء بني أمية، فقد قتل الحسين بن علي في عام 61 هـ هو وسبعون من أصحابه على يد والي العراق عبيد الله بن زياد في كربلاء،وصلب زيد بن علي بن الحسين في الكوفة بعد أن بايعه أهلها في عام 122هـ، وهرب ابنه يحيى بن زيد إلى خراسان، فقتله الوليد بن يزيد في عام 125 هـ.
الثورات في عصر بني أمية
من ضمنها ما يأتي:
- ثورة عبد الرحمن بن الأشعث
اندلعت ثورة عبد الرحمن بن الأشعث في عام 81 هـ، وسيطر الثوار على الكوفة والبصرة بعد أن هزموا جيش الحجاج الثقفي، ثم استطاع الحجاج أن يُلحق بهم الهزيمة في عام 82 هـ، واستمر جيش الشام بملاحقة ابن الأشعث، حتى تمكنوا منه عام 85 هـ.
- ثورة يزيد بن المهلب
اندلعت هذه الثورة بعد هروب يزيد بن المهلب من حبسه في عام 101 هـ، ثم سيطر على البصرة، وأسر واليها عدي بن أرطأة الفزاري، وقد انهزمت قوات يزيد بن المهلب أمام قوات الخليفة يزيد بن عبد الملك بقيادة مسلمة بن عبد الملك على نهر الفرات في عام 102 هـ، وسقط يزيد بن المهلب قتيلاً في المعركة.
السياسة الخارجية في العصر الأموي
استأنف خلفاء بني أمية الفتوح الإسلامية، فوصلت الحملات العسكرية إلى عاصمة الإمبراطورية البيزنطية القسطنطينة ، وحاصروها عدة مرات، واستطاعوا في عهد معاوية بن أبي سفيان افتتاح جزيرة رودوس وجزيرة أرواد وجزيرة سيزيكوس والجزر المطلة على القسطنطينية، وإعادة أرمينية إلى سلطتهم، وجرت مفاوضات بين الإمبراطورية البيزنطية والدولة الأموية، فتم عقد صلح مدته ثلاثون سنة.
وفي عام 50 هـ استطاع عقبة بن نافع أن يتوغل في الشمال الإفريقي، وأنشأ مدينة القيروان، وفي عهد عبد الملك بن مروان عقدت معاهدة صلح مع الإمبراطور جستنيان الثاني، وقد وافق عبد الملك بن مروان على دفع مبلغ من المال لبيزنطة، وعادت الحرب بين الدولتين في عام 73 هـ في معركة سيبا ستوبوليس، التي انتهت بهزيمة الدولة البيزنطية، وبدأ في عام 76 هـ سك النقود العربية بدلاً من النقود البيزنطية.
وفي عهد الوليد بن عبد الملك فتح قتيبة بن مسلم الباهلي مدن بخارى وسمرقند وكاشغر من بلاد ما وراء النهر، وفتح محمد بن القاسم الثقفي الديبل من بلاد السند واستمر في فتوحاته حتى وصل كشمير، ونزل طريف بن مالك في عام 90 هـ على جزيرة إسبانيا، وكان بعد ذلك عبور طارق بن زياد البحر إلى إسبانيا في عام 92 هـ، حيث جرت معركة وادي لكة، التي انتهت بهزيمة القوط، فأرسل طارق بن زياد الحملات العسكرية إلى قرطبة وغرناطة ومالقة، وأكمل مسيره إلى طليطلة ففتحها عام 93 هـ.