مشكلة التفكك الأسري
تعريف التفكك الأسري
تُعرف الأسرة (بالإنجليزيّة: Family ) بأنها مجموعة من الأفراد الذين تربطهم روابط الدم، أو الزواج، وبينهم العديد من التفاعل، والتي يترتب على أفرادها مجموعة من الوظائف، وتُعد الأسرة اللبنة الأساسية للمجتمع، لذلك فإن أي خلل في المفهوم الأساسي للأسرة يُؤدي إلى تفككها، ويُمكن تعريف التفكك الأسري ( بالإنجليزيّة: Family disintegration ) على أنه فقدان التواصل الجسدي والعاطفي بين أفراد الأسرة، والذي ينشأ عن العديد الأسباب ويترتب عليه العديد من الآثار النفسية، والاضطرابات، وعلى الرغم من أن مشكلة التفكك الأسري موجودة منذ الأزل، إلا أنها أصبحت تتزايد في عصرنا الحالي.
أسباب التفكك الأسري
توجد العديد من الأسباب التي تؤثر على استقرار الأسرة، وتُسبب المشاكل التي تؤدي إلى تفكك الأسرة، ومنها ما يلي:
- وجود الأب داخل الأسرة شكليًا فقط، مُتخليّاً عن كافة مسؤولياته تجاه الأسرة.
- تخلّي الأم عن ممارسة واجبتها تجاه الأسرة.
- تضارب الأدوار أو المنافسة بين الزوجين، ومحاولة أي منهما السيطرة على مكان الآخر وإلغاء وجوده.
- إهمال أحد الزوجين أو كلاهما الناتج عن الإدمان على وسائل الاتصال الحديثة .
- الاعتماد على الخادمة أو المساعدة وتسليمها الشؤون المنزلية كافة لتحل مكان الأم والزوجة.
- الوضع الاقتصادي للأسرة يُؤثر بشكل كبير على قدرة الأسرة على التماسك، والتواصل فيما بينها، سواء كانت الأسرة تنتمي للطبقة الغنية أو الفقيرة.
- الطلاق وما يترتب عليه من خلافات ومشاكل، وضغوطات نفسية.
- خيانة أحد الزوجين، وما يترتب عليه من مشاكل.
- انشغال الوالدين بأعباء الحياة وعدم تخصيص الوقت لقضائه مع أطفالهم.
أنواع التفكك الأسري
يوجد عدة أنواع للتفكك الأسري، وتختلف الأنواع فيما بينها في الخصائص، ومن هذه الأنواع ما يلي:
- الانفصال بشروط جيدة مع حضانة مشتركة: أي عندما يتوصل الزوجان إلى إنهاء الحياة الزوجية بطريقة طبيعية وبدون مشاكل، في هذه الحالة لا يُعاني الأطفال عادةً من أي عواقب سلبية نتيجة الانفصال، على الرغم من اختلاف نوع العلاقة بين الوالدين أمام أطفالهم، إلا أن تلقي الأطفال إلى الاهتمام من كلا الوالدين، والاتفاق المسبق على الحضانة المشتركة تخفف من أعراض الصدمة أو تلغيها.
- الطلاق المعقد ومشاكل الحضانة: أي عندما يحدث الانفصال بين الزوجين بدون اتفاق، وظهور مشاكل الحضانة، والبدء بالأكاذيب، والأقاويل وغالبًا ما يؤثر هذا النوع من الانفصال على الأطفال ويؤذيهم.
- الطلاق مع العنف الأسري: ويُعد هذا النوع من أسوأ أنواع الانفصال، والذي يترك الأطفال يعانون من أثر العنف المنزلي سواء كان العنف عليهم، أو على أحد أطراف الأسرة، إذ إن العيش في بيئة مليئة بالإهانات، والذل، والعنف الجسدي، تُؤثر سلبًا على الأطفال، بحيث يحتاجون إلى مساعدة من الطب النفسي للتغلّب على معاناتهم، والبدء بعيش حياة صحية وسليمة.
آثار التفكك الأسري
أثر التفكك الأسري على المجتمع
يُؤثر تكوين الأسر ووضعها على جميع الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المجتمع، إذ إن الأسر المُستقرة تنتج مجتمعًا آمنًا ومناسبًا للعيش، لذلك فإن تفكك الأسر يؤدي إلى ظهور مشاكل كثيرة مثل السرقة والاغتصاب والقتل والعدوانية، وغيرها من المشكلات.
أثر التفكك الأسري على الأطفال
يترك التفكك الأسري آثارًا سلبية على الأطفال، ويعتمد أثر التفكك على عمر الطفل وقت انفصال الزوجين، وعلى طبيعة العلاقة بينهما، إذ إن الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين أكثر عُرضة للتأثير عليهم أكثر من الأطفال الصغار والرُّضع، ويترك التفكك الأسري على الطفل آثارًا سلبية في عدة مجالات، كالآتي:
- التطور العاطفي: يُمكن أن يُعاني الأطفال من العجز في النمو العاطفي والتي تكون في مرحلة ما قبل المدرسة وتستمر إلى نهاية مرحلة المراهقة، وتستمر هذه الحالة إلى عدة سنوات من انفصال الزوجين، ويُمكن أن يُظهِر الأطفال ردة فعل عاطفية قليلة على الطلاق، والذي يُعرف أيضًا بالقمع العاطفي، والذي يشير إلى كتمان الأطفال لمشاعرهم السلبية، مما يجعل من الصعب معالجتهم نفسيًا.
- التطور الأكاديمي: يُمكن أن يُؤدي الضغط العاطفي الناتج عن الانفصال إلى إعاقة التطور الأكاديمي، بالإضافة إلى أن التغير في أسلوب الحياة، وعدم استقرار الأسر المُنفصلة يُساهم أيضًا في ضعف النتائج الأكاديمية.
- التطور الاجتماعي: يؤدي الانفصال أحيانًا إلى لجوء الأطفال إلى التعبير عن استيائهم من خلال التنمر والعدوانية تجاه الآخرين، أو يُمكن أن يُعاني الأطفال من مشاعر الاضطراب والقلق، وصعوبة الانخراط في الأنشطة، الاجتماعية كالرياضة، بالإضافة إلى نمو مشاعر عدم الثقة تجاه والديهم، وشركائهم، مما يجعلهم فرسية سهلة للاستغلال المادي أو الجنسي.
حلول للتفكك الأسري
توجد العديد من الممارسات التي بإمكانها التخفيف من آثار التفكك الأسري، ومنها ما يلي:
- التحدث ومحاولة إنشاء حوار أُسري عن المشاكل التي تواجه الأسرة ومحاولة التوصل إلى حلول.
- التعبير عن مشاعر الغضب والإحباط، بطريقة طبيعية وغير هجومية تجاه أفراد الأسرة.
- الحصول على الاستشارة من الأخصائيين النفسيين، للتحدث عن المشاكل التي تواجه الأسرة.
- كتابة ما يشعر به الشخص وإرسالها إلى أفراد العائلة يُمكن أن يُخفف من الضغط الأسري والمشاكل، وبالتالي تجنب حدوث التفكك.