مرض نقص المناعة
مرض نقص المناعة
مرض نقص المناعة أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة أو السيدا أو أو نحت تناذر نقص المناعة المكتسبة أو الإيدز (Acquired immunodeficiency syndrome) واختصارًا AIDS، كلها مصطلحات تُعبر عن الحالة المرضية المزمنة نتيجة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (Human immunodeficiency virus) واختصارًا HIV مُسببًا إتلافًا في جهاز المناعة والتقليل من قدرة الجسم على مكافحة العدوى والمرض.
ويجدر التنويه إلى أنّ فيروس نقص المناعة البشرية ينتقل عبر الاتصال الجنسي، وعادةً ما يستغرق الفيروس سنوات عدة قبل إضعاف جهاز المناعة لدرجة الإصابة بالإيدز؛ إذ إنّ الإيدز هو المرحلة الأخيرة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، وحقيقة لا يوجد علاج فعّال للقضاء على فيروس نقص المناعة أو الإيدز ولكن تُساعد الأدوية المكتشفة في إبطاء تطور المرض وخفض عدد الوفيات في العالم وتحسين حياة المصاب.
أعراض مرض نقص المناعة
قد لا يتسبب فيروس نقص المناعة البشرية بظهور أي أعراض أو علامات في المراحل الأولية من المرض، وقد يشعر البعض بأعراض شبيهة بالإنفلونزا (Influenza)، وهذه الأعراض تظهر بعد بضعة أيام إلى عدة أسابيع من إصابة الشخص بالفيروس لأول مرة، وعادةً ما تختفي في غضون أسبوعين إلى ثلاث، وتشمل الأعراض الأولية الشائعة ما يأتي:
- الحمى أو ارتفاع درجة حرارة الجسم\.
- التهاب الحلق.
- ألم العضلات والمفاصل.
- تضخم الغدد الليمفاوية.
- الطفح الجلدي.
- صداع.
ومن الجدير ذكره أنّه بعد زوال الأعراض المبكرة قد لا تظهر أي علامات أو أعراض على المصاب مرة أخرى لمدة سنوات عديدة، ونتيجة تطور المرض وتُسببه بإضعاف الجهاز المناعي ووصوله إلى مرحلة الإيدز (مرض نقص المناعة) تظهر على المصاب عدد من الأعراض الأخرى والتي تشمل ما يأتي:
- التعب والإرهاق الشديدان.
- فقدان الوزن.
- التعرق الليلي (Night sweat).
- السعال.
أسباب الإصابة بمرض نقص المناعة
كما تمت الإشارة سابقًا فإنّ مرض نقص المناعة يحدث نتيجة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، ويمكن الإصابة بهذا الفيروس عن طريق وصول الدم أو السائل المنوي أو السوائل المهبلية إلى الجسم؛ بحيث يكون مصدرها شخصًا مصابًا، إذن يُصاب معظم الأشخاص بالفيروس نتيجة ممارسة الجنس غير المحمي مع شخص مُصاب بفيروس نقص المناعة البشرية، ومن الطرق الأخرى الشائعة للإصابة بفيروس نقص المناعة:
- مشاركة الإبر مع شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية.
- انتقال الفيروس من الأم للطفل إما أثناء الحمل والولادة، وإمّا خلال الرضاعة الطبيعية .
ومن الجدير ذكره أنّ فيروس نقص المناعة البشرية لا يعيش خارج جسم الإنسان بشكل جيد، لذلك لا يمكن أن ينتقل الفيروس من خلال مشاركة الأكواب أو أواني الطعام مع شخص مُصاب.
تشخيص مرض نقص المناعة
توجد العديد من الفحوصات لتشخيص مرض نقص المناعة، ومن هذه الفحوصات ما يعتمد إجراؤه على أخذ عينة من اللعاب أو من الدم؛ وتشمل:
- اختبارات المستضد والأجسام المضادة:
(Antigen/antibody tests) تكشف هذه الفحوصات عن وجود المستضد أو الأجسام المضادة في عينة الدم المسحوبة من الوريد، والمستضدّ هو مادةٌ توجد على فيروس نقص المناعة، أما الأجسام المضادة فهي أجسامٌ تفرز بواسطة جهاز المناعة عند التعرض للفيروس، ويكشف عن وجود المستضد بالدم غالبًا بعد بضعة أسابيع من الإصابة بالفيروس، بينما تحتاج الأجسام المضادة أسابيع أو ربما أشهر حتى يمكن الكشف عنها، وتستغرق مجموعة فحوصات المستضد والأجسام المضادة بشكل عام فترة 2-6 أسابيع بعد التعرض للفيروس لتعطي نتيجةً إيجابية.
- اختبارات الأجسام المضادة:
(Antibody tests) يُعد اختبار الأجسام المضادة أسرع الاختبارات المتاحة للكشف عن الإصابة بمرض نقص المناعة؛ بما في ذلك الاختبارات المنزلية، أي أنّ نتيجة الفحص تظهر مباشرة، وتؤخذ عيّنة هذا الفحص إما من اللعاب أو من الدم، ويمكنها الكشف عن المرض بعد 3-12 أسبوعًا من التعرض للفيروس.
- اختبارات الحمض النووي:
(Nucleic acid tests) قد يطلب الطبيب هذا الفحص في حال كان التعرض للفيروس منذ أسابيع قليلة فقط، إذ يعتبر أول فحص يمكنه الكشف عن الفيروس في بداية التعرض له، ويظهر هذا الفحص الحِمل الفيروسي بالدم (Viral load)؛ أي كمية الفيروسات الحقيقية بالدم، وتؤخذ عينة الدم من الوريد لهذا الفحص.
علاج مرض نقص المناعة
من المهم معرفة أنّ مرض نقص المناعة من الأمراض التي لا شفاء منها، وتساعد العلاجات المتاحة المرضى أن يحظوا بحياة أطول وجودة أفضل، وفيما يأتي بيانٌ لهذه العلاجات:
- مضادات الفيروسات القهرية:
(Antiretroviral therapy) ويعرف اختصارًا ART، وهي مجموعةٌ من الأدوية تساعد المصاب على العيش لسنوات بصحة جيدة، كما تساعد على تقليل أو حتى منع انتقال الفيروس للآخرين، فهي تبطئ من تأثير فيروس نقص المناعة في الجسم، وتقلل من كمية الفيروسات في الجسم؛ وقد تصل لدرجة اختفاء الفيروس من فحوصات الدم الاعتيادية، ولكن لا يزال الفيروس موجودًا في الدم، وفي حال إيقاف العلاج ستتزايد أعداد الفيروسات في الدم، مع وجود احتمالية نقل الفيروس للآخرين.
- مثبطات العكسية الناسخة غير النيوكليوسيد:
( Non-nucleoside reverse transcriptase inhibitors)، تسببب هذه الأدوية تثبيط الإنزيم الذي يستخدمه الفيروس لنسخ نفسه؛ مثل إيفافيرينز (Efavirenz)، ودورافيرين (Doravirine)، وريلبيفيرين (Rilpivirine).
- 'مثبطات العكسية الناسخة النيوكليوسيد:
Nucleoside reverse transcriptase inhibitors (NRTIs) وهي نسخ خاطئة من القطع الأساسية التي يستخدمها الفيروس في استنساخ نفسه، وتتوفر بشكلين؛ أدوية أحادية أو مركبة، منها : تينوفوفير (Tenofovir)، أباكافير(Abacavir)، وزيدوفودين (Zidovudine)، ولاميفودين (Lamivudine)، وإمتريسيتابين (Emtricitabine).
- مثبطات البروتياز:
(Proteaseinhibitors - PIs) تثبط هذه المجموعة إنزيمًا آخر يستخدمه الفيروس لاستنساخ نفسه يُعرف بالبروتياز، وتشمل: أتازانافير(Atazanavir)، ودارونافير (Darunavir)، ولوبينافير/ريتونافير (Lopinavir/ritonavir).
- مثبطات الاندماج:
(Entry or Fusion inhibitors) والتي تمنع دخول الفيروس لخلايا CD4؛ مثل انفوفيرتيد (Enfuvirtide) ومارافيروك (Maraviroc).
- مثبطات الإنزيم المدمِج:
(Integrase inhibitor) تثبط هذه المجموعة بروتينًا يعرف بالإنزيم المدمج، وهو إنزيم يستخدمه الفيروس لإدخال مادته الوراثية داخل خلايا CD4، مثل: بيكتيغرافير الصوديوم (Bictegravir sodium)، وإمتريسيتابين، ورالتجرافير (Raltegravir)، ودولوتغرافير (dolutegravir).