ما لون حجر الزمرد
الزمرد
الزمرد (بالإنجليزية: Emerald) هو عبارة عن نوع من الأحجار الكريمة الثمينة والتي تضم تشكيلة متنوعة من البيريل المعدني (بالإنجليزية: beryl)، وقد تم اشتاق اسمه من الكلمة اليونانية Smaragdos. كما تم إطلاق هذا الاسم على العديد من الأحجار الكريمة التي تشترك مع بعضها البعض بعدّة صفات قد تكون قليلة إلى حدٍّ ما باستثناء اللون الأخضر الذي يطغى عليها، ويتركّب الزمرّد من الحديد، والكروم، والفاناديوم، ووجود هذه العناصر الثلاث فيه بنسبٍ مختلفة هو ما يعطيه مجموعةً من الألوان.
وللزمرد العديد من الخصائص الفيزيائية التي يمكن القول إنها مشتركة بين جميع أنواع البيريل المعدني، ومن أهم هذه الخصائص أن قوة حجر الزمرد ليست كبيرة، فهو سريع الانكسار والتشتت، كما أنه عند قطع حجر الزمرد فإن مظهره الإشعاعي الجذاب يقل إلى حد كبير. والجدير بالذكر أنه عند تسخين الزمرد إلى درجات حرارة عالية يفقد قوته. وبمقارنة حجر الزمرد مع الأحجار الأخرى من حيث الصلابة فقد وُجد أن حجر الزمرد أقل صلابة من حجر السَّفير، وهو أشد صلابة من حجر المرو.
يمكن الحصول على الزمرد الصافي الطبيعي من كولومبيا ، والهند، والاتحاد السوفياتي، وجنوب أفريقيا، وزيمبابوي، كما يوجد في الولايات المتحدة تحديداً في ولاية كارولينا، كما يمكن تصنيعه في المختبرات، فقد جرت محاولات جهيدة لتصنيعه، وقد نجحت هذه المحاولات في الفترة 1934م-1937م ونتيجة لذلك حصلت ألمانيا على براءة اختراع خاصة بتصنيع الزمرد. والجدير بالذكر أنه يتم تصنيع الزمرد في الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً وذلك باستعمال طريقتين، إما طريقة التدفق الانصهاري، أو الطريقة الحرارية المائية، حيث إنه في هذه الطريقة يتم تعريض بلورات الزبرجد إلى حرارة وضغط مرتفعين في محلول مائي وتكون البلورة كبذرة ينمو عليها الزمرد، ويكون الزمرد الناتج شبيهاً إلى درجة كبيرة بالزمرد الطبيعي، إلّا أنه يمكن تمييزه بسهولة تحت المجهر.
لون الزمرد
يشيع الزمرد بلونه الأخضر، كما تتدرج ألوانه من الأخضر إلى الأخضر المزرق، وإن اختلاف ألوان الزمرد ترجع إلى اختلاف نسب العناصر التي يتكوّن منها والمسؤولة عن لونه بشكل أساسي، فمعدن الكروم هو ما يمنحه اللون الأخضر، في حين أن الحديد هو ما يمنحه اللون الأخضر المزرق، وبالرغم من أن الزمرد الأخضر هو الأكثر شيوعاً ولونه الأخضر الكثيف مع شفافيته هو ما يجعل قيمته أعلى، إلّا أنّه يجدر الذكر أن للزمرد عدة ألوان تتدرج بين الأصفر، والأخضر، والأخضر المزرق أيضاً، وكلما زادت خضرته أصبح أجمل وأكثر إشراقاً وأناقة وزادت قيمته.
العوامل المؤثرة في جودة الزمرد
توجد العديد من العوامل التي تؤثر في جودة حجر الزمرد، والجدير بالذكر أنه لا يمكن لأي شخص أن يحدد الاختلاف بين الأحجار ويقرر أيها أفضل جودة، إذ يتطلب الأمر شخصاً ذا خبرة، له نظرة خبيرة أو يمتلك عيناً مدرّبة قادرة على ملاحظة الفروقات بين حجر زمرد وآخر. ومن العوامل التي تؤثر في جودة حجر الزمرد الآتي:
- اللون: إن الزمرد الأكثر قيمة والمرغوب بكثرة هو الذي يمتلك اللون الأخضر النقي أو الأخضر المائل إلى الأخضر المزرق، أما إذا كان لون حجر الزمرد مائلاً إلى اللون الأصفر، أو أنه مزرقٌ للغاية دون وجود أثر للون الأخضر، فإنه بذلك يعد خليطاً من البريل المعدني وليس زمرداً صافياً، وبذلك فإن قيمته تقل ولا يُعتبر ذا جودةٍ عاليةٍ، وما يحدد اللون اختلاف نسب العناصر المكوّنة له كما ذُكر سابقاً بالإضافة إلى مصدر الزمرد، حيث يختلف لون الزمرد المستخرج من زيمبابوي عن ذلك المستخرج من كولومبيا.
- الوضوح والصفاء: يحتوي حجر الزمرد في بعض الأحيان على الشوائب في تركيبته، وعادة ما يفضل المستهلكون أو تجار الزمرد الأحجار التي لا تحتوي على الشوائب، حيث إنها تكون نادرة جداً وبذلك فإن ثمنها يكون مرتفعاً وجودتها أعلى، ويطلق مصطلح (مطحلب) أي ذو شكل طحلبي على الزمرد الذي يحتوي على الشوائب، كما يُدعى بـالإنجليزية (Garden-Like)، والجدير بالذكر أن الشوائب قد توجد بدرجة لا تؤثر على الجودة في كثير من الأحيان، أما إن وجدت الشوائب وأثرت على شفافية ونقاء الزمرد بشكل كبير فإنها تخفض من قيمته.
- القطع: يجب توخي الحذر عند قطع أحجار الزمرد ، فعلى من يقوم بقطعها أن يكون على دراية بدرجة عمق اللون، كما أن حدوث الأخطاء أثناء عملية القطع قد يؤثر على وزن حجر الزمرد، الأمر الذي يؤثر بدوره على قيمته بشكل سلبي، وهناك عدة عوامل من شأنها التأثير على عملية القطع، ومنها وجود الصدوع في الحجر، فعلى من يقطع الزمرد أن يقطع بشكل يقلل من أثر الصدوع الموجودة في الحجر، وهناك عامل آخر وهو اللون الأخضر المائل إلى الأخضر المزرق، فيُمكن للقاطع أن يوجّه القطع بشكل عمودي على طول البلورة، وبالتالي يكون اللون الأخضر المزرق أكثر وضوحاً في الحجر الأمر الذي يزيد من قيمته.
منشأ الزمرد
إن أول مناجم الزمرد ظهوراً كانت في مصر ، فقد ورد أنه في عام 2000 ق.م، وتحديداً في عصر الإسكندر الأكبر عمل عمال المناجم في الزمرد، كما عَرَفت كليوبترا الزمرد واشتهرت بحبها له وشغفها به، وتقع مناجم الزمرد الخاصة بكليوبترا في جبل سكيت (بالإنجليزية: Jabal Sukayt) وفي جبل زبارة (بالإنجليزية: Jabal Zabārah).
وخلال الاحتلال الإسباني لأمريكا الجنوبية تم استخراج كميات كبيرة من الزمرد من مناطق عدة في كولومبيا ، وقد تم العثور على نحو 1830 حجراً من الزمرد في جبال الأورال ، ويمكن العثور عليه في النمسا في صخور الجرانيت في إيدزفولد، وفي أستراليا ، وفي مصر، وكندا ، وسويسرا، والصين والنرويج، وينحدر نحو 50%-95% من إنتاج العالم من الزمرد من كولومبيا، أما زامبيا فهي في المرتبة الثانية من حيث إنتاجها للزمرد.