مراحل نشأة المذهب المالكي
مراحل نشأة المذهب المالكي
بدأت مرحلة التكوين للمذهب المالكي مع بدء الإمام مالك رحمه الله بإعطاء دروس العلم والفتوى في مجلسه بالمسجد النبوي، حيث بدأ تلامذته في هذه الفترة بجمع الروايات والسماعات عن الإمام مالك وترتيبها وتدوينها في مصنفات معتمدة متعددة منها الكتب الأربعة الكبرى والتي تسمى بالأمهات الأربع، وهي:
- المدونة الكبرى؛ والذي يُعد من أشهر وأهم الكتب التي ألفها الإمام مالك، حيث يتميز بوجود أسئلة وأجوبة فيه.
- الواضحة؛ أو ما يسمى بالواضحة في الحديث والسنة وهو كتاب من تأليف ابن حبيب أحد تلاميذ الإمام مالك.
- العتبية: نسبة إلى مؤلفها محمد العتبي أحد تلاميذ الإمام مالك.
- الموازية؛ من تأليف محمد بن إبراهيم بن زياد أحد تلاميذ الإمام مالك.
وكانت هذه الكتب تجمع اختيارات الإمام مالك واجتهادات وتخريجات من بعض التلاميذ وطوّر المذهب على يد أفاضل علماء المالكية الذين قاموا بتفريع المذهب والترجيح بين أقوال العلماء من المذهب، وكانت بداية هذه المرحلة في بداية القرن الرابع حتى نهاية القرن السادس عند وفاة ابن شاس عام 610 أو 616 هـ.
وفي فترة نشوء المذهب المالكي كانت هذه الفترة تغلب عليها نزعة في الضبط والتحرير والتمحيص والتنقيح والتفريع والتفريغ، ومن أشهر المصنفات المختصرة في هذه المرحلة: التفريع لابن الجلاب، وتهذيب المدونة للبراذعي، ثم استقر المذهب ببداية القرن السابع الهجري تقريبا أو بظهور مختصر ابن الحاجب المعروف بجامع الأمهات، واستمر إلى العصر الحالي.
وأما أصول الاجتهاد في المذهب المالكي، فقد بني المذهب على أصول وقواعد متعددة تعتمد على عشرة أدلة، لذلك إنه أكثر المذاهب الفقهية أصولاً، وأشار الإمام مالك إليها على سبيل الإجمال: "الحكم الذي يحكم به بين الناس حكمان: ما في كتاب الله، أو أحكمته السنة، فذلك الحكم الواجب، وذلك الصواب والحكم الذي يجتهد فيه العالم برأيه فلعله يوفق"، وهكذا يجمع بين الأدلة النقلية والعقلية.
تعريف بالمذهب المالكي
يأتي المذهب المالكي حسب الترتيب الزمني للمذاهب الفقهية الأربعة لأهل السنة بالمرتبة الثانية، حيث ينسب تأسيس هذا المذهب إلى الإمام مالك بن أنس -رحمه الله-، والذي كان يلقب بعالم المدينة وإمام دار الهجرة، والمولود سنة 179 هجرياً على الصحيح، والمتوفى بالمدينة ويقال لأصحابه: أهل الحديث.
واختص إمامه بمدرك آخر للأحكام غير المدارك المعتبرة عند غيره وهو عمل أهل المدينة حيث يوجد كتب ومصنفات للمذهب دونت فيها جميع الفتاوى، وقد نشأ المذهب المالكي بالمدينة المنورة وانتشر في الحجاز، ومصر، وما والاها من بلاد، والسودان، وظهر ببغداد ظهورا كثيرا .
أصول المذهب المالكي
استطاع أصحاب الإمام مالك أن يستقصوا فقهه، وينتزعوا منه الأصول التي بنى عليها، وأصول مذهبه هي كما يأتي:
- القرآن الكريم
- السنة النبوية
- الإجماع
- عمل أهل المدينة
- القياس
- المصالح المرسلة
- الاستحسان
- العرف والعادات
- سد الذرائع
- الاستصحاب