مراحل الفتح الإسلامي
الفتوحات الإسلامية في عهد النبي عليه السلام
بدأت الفتوحات الإسلامية منذ زمن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث إنّها لم تكن وليدة الصدف ومحض ارتجالٍ بل كانت وفق خطةٍ واضحة كان رسول الله قد أرسى قواعدها وسار عليها مَن جاء بعده من الخلفاء الراشدين، وممّا لا شكّ فيه أنّ المدينة المنورة تعدّ أول فتح إسلامي ، فقد نصرت رسول الله، واستقبلت المهاجرين، وطُبق فيها الأحكام والقوانين الإسلامية، وكانت المركز الذي بدأت تنطلق منه الدعوة الإسلامية والجهاد في سبيل الله -تعالى-.
وهناك العديد من المواقف التي تثبت أنّ بداية الفتوحات الإسلامية كانت منذ زمن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ومنها ما يأتي:
- إرسال رسول الله خمسة عشر رجلاً إلى منطقة ذات أتلاح الكائنة على مشارف بلاد الشام.
- إرسال رسول الله قبل فتح مكة سرية مؤتة إلى القبائل الغادرة بغية تأديبها، وهذه السرية وإن لم تحقق نجاحاً عسكرياً لكن كانت سبباً في وصول الدعوة إلى حدود الشام.
- إرسال رسول الله عمرو بن العاص على رأس حملة إلى الشمال، فاستطاع -رضي الله عنه- الوصول إلى عدة قبائل خاضعة للروم؛ كأرض طيء، ويلي، وعذرة، وبلقين.
- قيادة رسول الله جيش غزوة تبوك الذي بلغ عدده ثلاثين ألفاً، وقد كانت هذه الغزوة بمثابة بيان وتوضيح هدف رسول الله في أنّ الجهاد والفتح هو السبيل في تبليغ الدعوة الإسلامية ونشرها.
الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين
الفتوحات الإسلامية في عهد أبي بكر الصديق
هناك العديد من الفتوحات الإسلامية في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، منها ما يأتي:
- قام -رضي الله عنه- بإنفاذ جيش أسامة بن زيد -رضي الله عنه- تنفيذاً لرغبة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد وفاته.
- قام -رضي الله عنه- بقتال المرتدين في جميع أنحاء الجزيرة العربية بعد عودة جيش أسامة بن زيد -رضي الله عنه- منتصراً.
- أرسل -رضي الله عنه- الجيش الإسلامي إلى بني حنيفة الكائنة في اليمامة، ونشبت معركة هناك أسفرت عن مقتل مسيلمة الكذاب، وسمّيت هذه المعركة بمعركة اليمامة.
- وجّه -رضي الله عنه- الجيوش الإسلامية لفتح العراق والشام، وهو بذلك قام بمواجهة دولتي فارس والروم، وهما أكبر دولتين في ذلك الوقت.
الفتوحات الإسلامية في عهد عمر بن الخطاب
امتاز عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بكثرة الفتوحات الإسلامية، حيث شهدت الدولة الإسلامية أكبر توسّع لها في تلك الفترة، ومن الفتوحات الإسلامية التي نُفذت في فترة خلافته -رضي الله عنه- ما يأتي:
- تابعت الجيوش الإسلامية مسيرتها في الشام حتى وصلت شمالاً إلى سلسلة جبال طوروس، ووصلت غرباً إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط، ووصلت شرقاً إلى الحدود العراقية.
- تمّ في عهده -رضي الله عنه- فتح مصر ، وتابعت الجيوش الإسلامية مسيرتها حتى وصلت إلى طرابلس الغرب.
- تابعت الجيوش الإسلامية مسيرتها شرقاً حتى وصلت نهري السند وجيحون.
- أرسل -رضي الله عنه- الجيش الإسلامي لحرب الفرس في العراق.
الفتوحات الإسلامية في عهد عثمان بن عفان
بدأت الفتوحات الإسلامية في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- تتجه صوب الشمال الأفريقي، حيث فتحت في عهده -رضي الله عنه- أرمينية، إلّا أنّ الفتنة التي نشبت في النصف الثاني من فترة خلافته -رضي الله عنه- كانت سبباً في منع متابعة مسيرة الفتح والوصول إلى الأندلس التي كان عثمان -رضي الله عنه- قد أرسل سراياه إليها.
الفتوحات الإسلامية في عهد علي بن أبي طالب
انشغلت الدولة الإسلامية في عهد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالحروب الأهلية التي استمرت طوال فترة خلافته، ففي عام ستة وثلاثين من الهجرة خاض -رضي الله عنه- معركة الجمل، وفي عام سبعة وثلاثين من الهجرة خاض معركة صفين، واستشهد على يد عبد الرحمن بن ملجم، وهذا أدّى بدوره إلى منع التوسع في الفتوحات الإسلامية في عهده -رضي الله عنه-.
الفتوحات الإسلامية بعد الخلفاء الراشدين
عندما تولّى الخلافة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- لم يعمد إلى التوسُّع في الفتوحات الإسلامية، بل عمد إلى سياسة ذات طابع آخر وهو العمل على تثبيت الفتوحات الإسلامية، لا سيما وأنّ حركة هذه الفتوحات قد تمّت بسرعة كبيرة، فكان لا بدّ من السعي لتهيئة البلاد المفتوحة لقبول عقيدة وشرعة الإسلام؛ وذلك لأنّ الهدف والغاية من الفتوحات الإسلامية التعريف بأحكام ومبادئ وأهداف الإسلام لا الاستعمار كما الفرس والروم. لذا وُصفت فترة خلافته بالثبت والاستقرار.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الفتوحات الإسلامية قد توالت في عهد بني أمية، فوصلت شرقاً إلى الهند والصين، وشمالاً إلى سيبريا، وغربا إلى ما وراء جبال البرانس في الأندلس، وجنوباً إلى السودان، وامتدت الفتوحات الإسلامية حتى شملت جزر البحر الأبيض المتوسط. كما استطاعت الفتوحات الإسلامية من الوصول لبلاد ما وراء النهر وفتح أقاليمها، وهي البلاد التي تفصل عن خراسان بنهر جيحون وتعرف حالياً بآسيا الصغرى، وقد فتحت هذه البلاد على يد الفاتح البطل قتيبة بن مسلم الباهلي.
وقد تمّ أيضاً فتح بلاد السند من خلال الحملات التي قام بها محمد بن القاسم، وتمتد هذه البلاد غرباً من إيران إلى جبال الهمالايا في الشمال الشرقي، وقد سمّيت هذه البلاد بهذا الاسم لاحاطتها بنهر السند الذي كان يسمى بنهر مهران، وفُتحت بلاد المغرب وبلاد غالة الواقعة في جنوب فرنسا، كما تمّ الفتح الإسلامي لإسبانيا " الأندلس" ، وهي إحدى الفتوحات الإسلامية في الغرب.