مدينة قطرية تاريخية
نبذة عن مدينة الزبارة القطرية التاريخية
تُعدّ مدينة الزبارة مدينة قطرية تاريخية، وتقع على ساحل البحر، وهي أكبر موقع تراثي في قطر ، كما أنّها صُنّفت في عام 2009م كمنطقة محمية، وبدأ الخبراء بعد ذلك يتنبّهون لأهميتها الأثرية، ففي عام 2013م أُدرجت الزبارة من قِبل لجنة التراث العالمي على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
تاريخ مدينة الزبارة
يوجد عدد قليل من الدراسات والأبحاث التي حددت بالتفصيل عمر هذه المدينة، وخلال السنوات الماضية أجرت السلطات القطرية الرسمية بعض البحوث والدراسات التي أظهرت أنّ مدينة الزبارة كانت موجودةً فعلاً في الزمن الإسلامي أيّ خلال القرن السابع الميلادي، كما أشارت بعض الكتب الجغرافية القديمة إلى وجود بلدة تُسمّى القدرة أو كادارا، ورجّحت أن تكون هذه البلدة هي نفسها مدينة الزبارة.
وصف حمد بن نعيم بن سلطان المريخي الزباري القطري مدينة الزبارة في عام 1638م على أنّها ميناء يضم 150 منزلاً، و700 نسمة، وأنّ سكانها متعددو الثقافات ويشملون؛ المسلمين، والبدو، والنعيم، والاطوار، والهواجر، وغيرهم، كما أنّ أهلها يمتلكون المواشي والقوارب، كما كشفت التنقيبات في موقع الزبارة الأثري أنّ المدينة ازدهرت بتجارة اللؤلؤ خلال الفترة 1760-1811م، حيث إنّها شهدت عصراً قوياً لتجارة اللؤلؤ بالأخص من قِبل التُجار الكويتيين، كما أنّها شكّلت أحد أهم المدن التجارية الخليجية في القرن الثامن عشر.
انتقلت جماعتان من بني العتوب وهما؛ آل خليفة والجلاهمة في عام 1765م من موطنهم الكويت إلى البحرين بحثاً عن اللؤلؤ، وفي نفس الوقت احتلّ الفرس البحرين، الأمر الذي دفع القبيلتين للانتقال إلى مدينة الزبارة، حيث سمح حاكم الزبارة لهم بالاستقرار فيها مقابل دفعهم ضرائب على التجارة، لكنّهم رفضوا ذلك وبنوا حصناً خاصّاً بهم على بعد 2 كم جنوب بلدة الزبارة وهو قلعة المرير.
حصّنت قبيلة العتوب لاحقاً قلعتهم بجدران إضافية، كما نجحت ببناء قناة مائية بحرية واستخدمتها كميناء يربط قلعة المرير والزبارة بالبحر، وأصبحت كلّ من مدينة الزبارة وقلعة المرير مع نهاية القرن الثامن عشر الميلادي مراكز قوة، لكنّ الهجرات المستمرة من المنطقة إلى البحرين تسبّبت في تدهور تدريجي لكلّ منهما حتّى أصبحا مهجورين بالكامل، وفي عام 1811م انهارت مدينة الزبارة ودُفنت مع الوقت برمال الصحراء؛ ممّا جعلها تُحافظ على شكلها وتصميمها الذي عكس طبيعتها التجارية التي تميّزت بها.
الأهمية التاريخية لمدينة الزبارة
كانت مدينة الزبارة علامةً بارزةً في التجارة الحضرية التي دعمت المدن الساحلية في منطقة الخليج العربي خلال الفترة الإسلامية، كما أنّها كانت إحدى أبرز الأمثلة على سلسلة الحضارات التي أعادت تشكيل الخريطة السياسية والديموغرافية لدول الخليج العربي، ممّا جعل تلك الدول أكثر تطوّراً وازدهاراً وسرّع من استقلالها ممّا أدّى في النهاية إلى ظهور دول الخليج الحديثة.
معالم مدينة الزبارة
تشمل مدينة الزبارة مجموعةً من المعالم الأثرية البارزة، ومنها ما يأتي:
- سور المدينة.
- القصور.
- المنازل القديمة.
- الأسواق.
- المساجد.
- قلعة مرير، وترتبط هذه القلعة بالبقايا الأثرية للمدينة، ويعود تاريخها إلى ستينيات القرن الثامن عشر.
- قلعة الزبارة التي تُعتبر من أحدث المعالم في المدينة.
قلعة الزبارة
بُنيت قلعة الزبارة في العام 1938م من قِبل الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني بغرض استخدامها كمحطة لخفر السواحل، وبالفعل استُخدمت القلعة لهذا الغرض حتّى منتصف الثمانينيات تقريباً، وبعد ذلك تحوّلت القلعة إلى متحف أصبح يُستخدم كمعرض للقطع الأثرية التي اكتُشفت في مدينة الزبارة.
تعكس قلعة الزبارة أسلوب البناء القطري التقليدي، حيث توصف بأنّها فناء مربع منتظم، ذو جدران ضخمة، وعالية، وسميكة، وبُنيت القلعة من قطع الصخور المرجانية والأحجار الجيرية التي جُمّعت معاً باستخدام الطين، ثمّ غُطّيت بطبقة من الجبس، أمّا السقف فعُزّز بعد بنائه بطبقة من الطين المضغوط، وساهمت طبيعة هذا البناء في إعطاء القلعة مجموعة من المميزات المهمّة، ومنها ما يأتي:
- تعزيز القدرات الدفاعية للقلعة.
- بقاء القلعة صامدةً لسنوات طويلة.
- توفير حماية كبيرة لكلّ ما بداخل القلعة.
- المساهمة في عزل الحرارة، وحماية القلعة من أشعة الشمس الحارقة، والحفاظ على برودة الغرف، خصوصاً في المواسم الحارّة.