مدينة قسنطينة
مدينة قسنطينة الجزائرية
تعد مدينة قسنطينة إحدى المدن الجزائرية التي يُطلق عليها اسم "مدينة الجسور المعلقة"، وفيما يأتي أبرز المعلومات عنها:
موقع قسنطينة
تقع مدينة قسنطينة في وسط إقليم الشرق الجزائري، على خط طول 35 - 7 شرقًا، ودائرة عرض 23 - 36 شمالًا، وتبعد عن الحدود الجزائرية التونسية بـ245 كم شرقًا، وعن العاصمة الجزائر بحوالي 437 كم غربًا، وهي بالتالي بوابة للشرق الجزائري.
مساحة قسنطينة
تبلغ مساحة مدينة قسنطينة 2187 كيلومتراً مربعاً، وهي بذلك تكون ثالث أكبر مدن الجزائر، بعد العاصمة الجزائر، و مدينة وهران ، حتى أصبحت تعتبر عاصمة الشرق الجزائري.
جغرافية قسنطينة
تقع مدينة قسنطينة على هضبة صخرية بارتفاع 650 فوق سطح البحر، تأخذ شكل الماسة، وتنشقّ هذه الهضبة إلى جزءين تحيطهما المنحدرات الشديدة من جميع الجهات، لذا، تتجزأ المدينة بفعل الطبيعة إلى جزءين، بينهما وادٍ سحيق يسمّى وادي الرمال، ويربط كل جزء من المدينة جسور معلّقة ضخمة ليسهل التنقل بينهما.
يُذكر أن الهضبة الصخرية التي تحمل المدينة والمقسومة نصفين كانت بالأصل جبلاً واحدًا تكسوه المياه، ولكن، انحسرت المياه حتى ظهر الجبل، وانقسم نصفين، وبُنيت المدينة عليها، وفي أسفل المدينة، يجري نهر عرضه حوالي 150 قدمًا، عمقه 3 أقدام، كما تتخلل الصخور أسفل المدينة الكثير من الكهوف والمغارات والشلالات والغابات.
سكان مدينة قسنطينة
يبلغ عدد سكان المدينة أكثر من 1,291,575 نسمة، وبالتالي تمتلك المدينة كثافة سكانية تقدّر بـ521 فرداً في الكيلومتر المربع، وتمتاز المدينة بخليط سكاني متنوع، يتضمنّه المسلمون من العرب والأمازيغ، يتشاركون العادات والتقاليد الجزائرية الأصيلة، ويظهرون حسن الضيافة كملمح واضح لكل زائر.
بلدية مدينة قسنطينة
تضم مدينة قسنطينة في تقسيماتها الإدارية 6 دوائر و12 بلدية موزّعة عليها، وفيما يأتي تفاصيل حولها:
- دائرة قسنطينة: والتي تضم بلدية قسنطينة.
- دائرة ابن زياد: والتي تضم بلدية ابن زياد، وبلدية مسعود بوجريو.
- دائرة الخروب: والتي تضم بلدية الخروب، وأولاد رحمون، وعين سمارة.
- دائرة حامة بوزيان: والتي تضم بلدية حامة بوزيان، وديدوش مراد.
- دائرة عين عبيد: والتي تضم بلدية عين عبيد، وابن باديس.
- دائرة زيغود يوسف: والتي تضم بلدية زيغود يوسف، وبني حميدان.
تاريخ مدينة قسنطينة
يعتبر تاريخ مدينة قسنطينة ثريًا وغنيًا بالكثير من الحضارات العريقة منذ أكثر من ألفي عام، لذا، سنلخّص فيما يأتي أبرز المحطات التاريخية التي مرت بها المدينة الجزائرية:
التاريخ القديم
يعود تأسيس مدينة قسنطينة إلى التجار الفينيقيين ، وقد أطلقوا عليها قديمًا اسم "قرتا" والذي يعني بالفينيقية "المدينة أو القرية"، وقد بدأ تسجيل تاريخ المدينة بعد قدوم الأمازيغ إليها، والذين كانوا يعيشون في قبائل، واشتهرت المدينة في فترة لاحقة باسم "سيرتا"، وذلك عندما سيطرت عليها مملكة نوميديا، واتخذتها عاصمة لها.
الحكم الروماني والبيزنطي
بعد سيطرة المملكة النوميدية على المدينة، تمكن الرومانيون من احتلالها، ليتبعهم بذلك البيزنطيون، إلا أنه وأثناء الحكم البيزنطي للمدينة، تمردوا على السلطة المركزية في عام 311م، لتجتاحها القوات الرومانية وتعمل على تدميرها والإضرار بمرافقها، إلا أن الإمبراطور الروماني قسطنطين تمكن من إعادة بنائها في عام 313م، واتخذت حينها اسم قسنطينة، إلا أن البيزنطيين تمكنوا من استعادتها منه وإعادة احتلالها.
الحكم الإسلامي
ساعد دخول الإسلام إلى المغرب العربي على شيوع الاستقرار والاستقلال بين أهالي مدينة قسنطينة، بحيث تمكنوا من تولي شؤونهم بأنفسهم، وتعاقب عليها العديد من الإمبراطوريات والممالك؛ مثل الزيريين، والحماديين، والدولة الحفصية، والأتراك العثمانيين.
وقد اختيرت المدينة فيما بعد لتكون عاصمة لبايليك الشرق، إذ تمكن صالح باي؛ أحد الرموز التاريخية في المدينة، من تطويرها وإعطائها طابعًا متميزًا، فكان له الفضل في ازدهارها اقتصاديًا واجتماعيًا، وبنى فيها العديد من المساجد والمدارس؛ كمدرسة القطانية، ومدرسة سيدي خضر.
الحكم الفرنسي
رفض أهالي مدينة قسنطينة الاعتراف بسلطة الفرنسيين عليهم بعد احتلالهم للجزائر في عام 1837م، وقد شهدت المدينة آنذاك مقاومة شرسة من قبل الأهالي للاحتلال الفرنسي، إلا أن الأمر انتهى بسيطرة الفرنسيين على المدينة بعد محاولات فاشلة استمرت لسنوات لاحتلالها.
أبرز المعالم السياحية في مدينة قسنطينة
وفيما يأتي أبرز الأماكن السياحية في مدينة قسنطينة:
- جسر صالح باي
يعد هذا الجسر من أكبر الجسور في الجزائر، وهو جسر معلق يمتد بطول 1,119م، وعلى ارتفاع يقارب حوالي 60م فوق وادي الرمال، أما عرضه فيبلغ حوالي 27.34م، وقد استغرق بناؤه 4 سنوات، وحمل اسم صالح باي؛ أحد الرموز التاريخية للمدينة، والتي شهدت في عهده ازدهارًا في جميع نواحي الحياة.
- مدينة تيديس الأثرية
تقع تلك المدينة الأثرية على أحد الجبال المهجورة في المدينة، وتمتاز بكثرة كهوفها التي كانت تعد مكانًا للعبادة لأهالي المنطقة، وقد أطلق عليها قديمًا العديد من الأسماء؛ كقسنطينة العتيقة، ومدينة الحرفيين، ورأس الدار.
- تمثال قسطنطين
تم نحت هذا التمثال من قبل النحات الفرنسي "لوسيات براسور"، وهو تمثال الإمبراطور الروماني قسطنطين الذي أعاد بناء المدينة بعد تدميرها من قبل الإمبراطور مكسيونس عام 311م، وقد حصل هذا التمثال على الجائزة الأولى لروما، وكان موجودًا في روما، إلا أنه نقل فيما بعد إلى مدينة قسنطينة.
- مسجد الاستقلال
أنشئ هذا المسجد الذي يعد معلمًا أثريًا وتاريخيًا في المدينة في عام 1940م، وقد حول من كنيسة إلى مسجد في عام 1983م، وسمي بهذا الاسم تيمنًا بحرية الجزائر وحصولها على الاستقلال.
ألقاب مدينة قسنطينة
عُرفت مدينة قسنطينة بمسميات وألقاب كثيرة مختلفة، ولكل منها قصة تاريخية، يمكن جمعها جميعها كالآتي:
- بلاد الهوى، أو بلاد الهواء، وهو لقب أطلقه الإدريسي في كتابه نزهة المشتاق؛ وذلك بسبب ارتفاع المدينة، والرياح المحيطة لكل جوانبها.
- سيرتا، أو كيرثا، وتعني "مدينة" باللغة الفينيقية.
- مدينة الجسور المعلّقة؛ وذلك بسبب وجود الجسور التي تربط الجبال ما بين بعضها، وكأنّها معلّقة في الهواء الطلق، والبالغ عددها 8 جسور حتى الآن.
- مدينة الصخر العتيق؛ إذ بُنيت المدينة على الصخور الكلسية الصلبة المميزة، حتى نُسبت إليها.