مدينة قالمة
مدينة قالمة
إحدى المدن الجزائريّة الواقعة في الجهة الشماليّة الشرقيّة من البلاد، وهي من أقدم مدنها وسمّيت بذلك نسبةً إلى الفاتح محمد القالمي، والروايات الأخرى تشير إلى تسمّيتها بذلك نسبةً إلى الملكة الرومانيّة مالاكا، والتي حكمت المدينة في العصر الروماني، وتمتاز المدينة بطابعها الفلاحي، حيث يزرع فيها القمح، وتُربى فيها المواشي، والذي يساعد على ذلك هو وجود المياه السطحيّة والباطنيّة فيها، كما يوجد فيها مجموعة من المصانع الخاصّة بالخزف، والدراجات الناريّة، إضافةً للسكر.
النشاط الثقافي في مدينة قالمة
يمارس سكّان قالمة مجموعة من الأنشطة الثقافيّة الهامّة، أبرزها المسرح، والعزف، الموسيقي إضافةً للفنّ التشكيلي، وعرفت على مدى سنوات بتعدّد مهرجاناتها وتظاهراتها الفنيّة على مستوى البلاد، وأسّست فيها مجموعة من الجمعيات والحركات الثقافية التي ساعدت على تطوير الحركات والأنشطة الفنيّة، منها جمعيّة هواري بومدين للمسرح، وجمعية مالاكا للموسيقى العصريّة، وجمعيّة بصمات للفنّ التشكيليّ وغيرها، وحظيت المدينة نتيجة وجود مثل هذه الجمعيات بمكانة فنيّة مرموقة، وساعدت على تشكيل نشاطات وفنون أخرى كالخزف والحياكة.
السياحة بقالمة
من أجمل وأهم المدن السياحية في الجزائر، حيث تحتوي على مجموعة رائعة من المعالم والمناطق الجميلة، أهمّها:
جبل ماونة
أحد المعالم الدينية الضخمة، حيث يبلغ ارتفاعه حوالي ألف وخمسمئة متر، تقع المدينة على قمته وتطلّ بذلك على مناظر طبيعيّة خلّابة وساحرة، يمتاز بالهواء العليل صيفاً ويذهب إليه الناس للاستمتاع بالغابات الكثيفة والمتنوّعة، كما وتنتشر فيه الحمامات، مثل حمام النبايل، وحمام ولاد علي، وثاني أسخن حمام في العالم وهو حمام دباغ.
المسرح الروماني
بني في الفترة ما بين القرن الثاني عشر والثالث عشر، على يدّ راهبة معبد المدينة آنيا إيليا ريستيتوتا، كلف بنائه ما يقارب الثلاثين ألف قطعة من الذهب، شكله كنصف الدائرة، ويتألف من مجموعة من المقصورات المخصصة لكبار موظفي الدولة والأعيان، إضافةً لمدرجات مخصصة للجمهور، ومنصة كبيرة وواسعة استخدمت لعمل مصارعة مع الحيوانات المتوحشة والمفترسة، كالأسود نتيجة انتشارها في المنطقة.
متحف المسرح
تابع للمسرح السابق، يوجد فيه مجموعة من التماثيل المتنوعة مثل تمثال القاضي، والأمبراطور، وهركول وتمثالين لجوبيتر، والنقود، إضافةً للفسيفساء، علماً بأن أجزاءاً كبيرة من هذه التماثيل قد سرقت، وهو ليس بالأمر السهل كونها النسخة الوحيدة الموجودة عنها في العالم.
هناك معالم أخرى في مدينة قالمة منها: المسبح الروماني هيليوبوليس، وعين نشمة بن جراح، وسور الثكنة العسكرية، وأطلال مدينة تيبيلس الرومانية بلاوة عنونة، إضافةً لزاوية الشيخ الحفناوي بديار بني مزلن، وغيرها.