أفضل الكلام عند الله
أفضل الكلام عند الله
تتعدد العبادات وتتنوع في الشريعة الإسلامية، ومنها ما يكون أفضل من أغيره وأقرب إلى الله -سبحانه وتعالى- وأعلى أجراً، ويدخل في ذلك كلام الله -تعالى- وبقية الأذكار، وفيما يأتي بيان لأفضل الكلام عند الله -تبارك وتعالى:
القرآن الكريم
يعد القرآن الكريم خير الكلام على وجه الأرض وأفضله بلا شك؛ إذ إن مصدره هو الله -سبحانه وتعالى-، ولذلك فمن أراد الأجر العظيم عليه بتلاوة القرآن الكريم، وترتيل آياته العظيمة في كل آن وفي كل حين وتعلمه ليزداد من الهداية والنور والشفاء وغيرها من المنافع العديدة المتضمنة في القرآن الكريم، بالإضافة إلى الأجر العظيم المرتب على تلاوته وتعلمه.
وقد روى الصحابي عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- في الحديث الشريف: (قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يُقالُ لصاحِبِ القُرآنِ: اقرَأْ وارتَقِ، ورتِّلْ كما كنتَ تُرتِّلُ في الدُّنيا؛ فإنَّ مَنزِلَك عندَ آخِرِ آيةٍ تَقرَؤُها).
وتجدر الإشارة إلى أن القرآن الكريم وتلاوته هو أفضل الذكر بشكل عام باستثناء الأوقات المخصوصة التي قدَّم الله -تعالى- فيها ذكراً معيناً في هذا الوقت، فيتم حينها تقديم هذا الذكر في وقته على القرآن الكريم.
التسبيح
يعد التسبيح من خير الكلام والذي يستطيع المسلم التعبد فيه لله -عز وجل-، وباب التسبيح باب واسع يدخل فيه العديد من الأذكار المباركة، نورد منها الآتي:
- روى الصحابي سمرة بن جندب -رضي الله عنه-: (أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، لا يَضُرُّكَ بأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ. ولا تُسَمِّيَنَّ غُلامَكَ يَسارًا، ولا رَباحًا، ولا نَجِيحًا، ولا أفْلَحَ؛ فإنَّكَ تَقُولُ: أثَمَّ هُوَ؟ فلا يَكونُ، فيَقولُ: لا. [قال سَمُرةُ]: إنَّما هُنَّ أرْبَعٌ فلا تَزِيدُنَّ عَلَيَّ).
- روى الصحابي أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-: (استكثِروا مِن الباقياتِ الصَّالحاتِ، قيل: وما هنَّ يا رسولَ اللهِ ؟ قال: التَّكبيرُ والتَّهليلُ والتَّسبيحُ والحمدُ للهِ ولا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ).
- روى الصحابي جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-: (مَن قال سبحانَ اللهِ وبحمدِه غُرِسَتْ له نخلةٌ في الجنةِ).
الاستغفار
أمر الله -سبحانه وتعالى- عباده بالاستغفار في العديد من المواضع في القرآن الكريم، ومن ذلك قوله -عز وجل-: (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، وقوله تعالى: (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ)، كما مدح الله -سبحانه وتعالى- أهل الاستغفار إذ قال عنهم: (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ).
وللاستغفار صيغ عديدة، أفضلها ما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما يُعرف بسيد الاستغفار؛ حيث جاء في الحديث الصحيح: ( سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ. إذا قالَ حِينَ يُمْسِي فَماتَ دَخَلَ الجَنَّةَ- أوْ: كانَ مِن أهْلِ الجَنَّةِ- وإذا قالَ حِينَ يُصْبِحُ فَماتَ مِن يَومِهِ مِثْلَهُ.)