التهاب اللثة عند الأطفال
صحة الأطفال
تشكِّل فِئة الْأطْفالِ النِّسْبة الْأكْبر فِي الْعالم؛ فهمْ الْبِناء الْأساسِيّ فِيه، وعليهمْ يبْنى مسْتقْبِل الْمجْتمعاتِ كافّةً، وتعْتبر الرّعايةِ بصِحّتِهِمْ مِنْ إحْدى الْحقوقِ الْأساسِيّةِ الّتِي يقْدمها الْعالِم لِهمْ. تعْتمِد الْحالة الصِّحِّيّةِ لِلطِّفْلِ على مدى الرِّعايةِ الّتِي وُجِّهتْ إِليْهِ وهو جنِين داخِل رحِم أمّه أثْناء وِلادتِهِ وبعْد وِلادتِهِ، وتقع هذِهِ الْمهِمّة على عاتِق الْوالِدِين، ولا بدّ من الإشارةِ أيضاً إِلى وجود مراكِز مخْتصّةِ لِلْعِنايةِ بِصِحّةِ الطِّفْلِ بِجمِيع جوانِبِها ومتابعتِهِ خِلال مراحِله الْأوْلى.
العناية بأسنان الأطفال
إِنّ الْعِناية بِصِحّةِ الْفمِ والْأسْنان أحد تِلْك الْجوانِبِ الْأساسِيّةِ فِي مرْحلة الطّفولةِ؛ إِذْ إنّ تكْوِين أسنان الطِّفْلِ وفمِهِ بِمراحِلِهِ اللّاحِقةِ يعْتمِد على مخْزون الْعِنايةِ بِها منْذ الصِّغرِ، عدا عن أنّ التغذيةِ السّليمةِ أساسها أسنانٌ صحيّة.
قدْ يعانِي الطِّفْل مِنْ تغيّراتٍ أوْ مؤثِّراتٍ قدْ تعِيق سيْر صِحّته السّنِيّةِ، والّتِي قدْ تتفاقم إِنْ لمْ يتم التّعامل معها بِحكمةٍ ومسْؤولِيّةٍ مسبِّبةً أمراضاً ومضاعِفاتٍ وخِيمةً. مِنْ هذِهِ الْأمْراض الشّائِعة؛ أمراض اللِّثةِ وخاصّة "اِلْتِهاب اللِّثةِ" والّتِي بِمعْتقدِ الكثِيرِين تؤْثّر فقطْ على الْبالِغِين، ولكِنّها فِي الْحقِيقةِ قدْ تصِيب الْإِنْسان فِي أيّ فترة منْ فتْراتِ حياتِهِ، وهو الْمرض الْفموِيّ الْأكْثر شيوعاً بيْن الْأطْفالِ، ومِن الْواجِبِ على الْوالِدِين إِنْ لاحظا أعراض الْإصابةِ بِاِلْتِهابِ اللِّثةِ فِي فم الطِّفْلِ زِيارة طبِيب الأسْنانِ لِبدْءِ الْعِلاجِ.
أعراض الْإصابةِ بِالْتِهابِ اللِّثةِ عند الْأطْفالِ
توجد الكثير من أعراض الإصابة بالتهاب اللثة، نذكر منها:
- اِنْتِفاخ اللِّثةِ وزِيادةٍ فِي حجْمِها مع وجودِ اِحْمِرارٍ شدِيدٍ.
- نزِيفٌ فِي اللِّثةِ عِنْد اِسْتِخْدامِ الْفرْشاةِ والْخيْط فِي تنْظِيفِ الْأسْنانِ.
- اِنْجِرافٌ فِي اللِّثةِ.
- ضعْفٌ ووجود حركةٍ موْضِعِيّةٍ لِلْأسْنانِ، ووجود مسافاتٍ بيْنها.
- اِحْتِمالِيّة وجودِ تغيّرٍ فِي إِطْباقِ الْأسْنانِ، ووجود اِخْتِلافٍ عنِ الْحالةِ الطّبِيعِيّةِ.
- وجود رائِحةِ فمٍ كرِيهةٍ.
أسباب الْتِهابِ اللِّثةِ عنِ الْأطْفالِ
تختلف المسبّبات مِنْ طِفْل لآخر كما فِي الْبالِغِين، ويمكن تفصيلها كالآتي:
- قلّة الْمحافظةِ على نظافةِ الْفمِ والْأسْنان، والّتِي تنْبع مِن اِعْتِمادِ الطِّفْلِ على الْكبارِ لِلْحصولِ على مزِيدٍ مِن المساعدة حوْل عاداتِ الْمحافظةِ على صِحّةِ الْفمِ والْأسْنانِ الرّوتِينِيّةِ، وربّما قدْ يكون السّبب الرّئِيِسيّ لِوجودِ الْاِلْتِهابِ فِي اللِّثةِ؛ إِذْ إِنّه يؤدِّي لِتراكمِ طبقةِ الْبلاكِ البكتيريّةِ والْجراثِيمِ الْفموِيّةِ وبقايا الطّعامِ فيبْدأ الْاِلْتِهاب، وقدْ يتعدّاها لِتدْمِيرِ الأنِسجةِ اللّيِّنةِ والصّلْبةِ فِي الْفمِ مع اِسْتِمْرار إهْمال نظافة الْأسْنانِ، وينْتِج عن ذلِك منْظرٌ سيّئ يؤثِّرعلى ثِقة الطِّفْلِ بِنفْسه أمام أقْرانِهِ.
- اِلْتِهاب اللِّثةِ النّاتِجِ عنْ بزوغِ الْأسْنانِ اللّبْنِيّة أوْ الدّائِمةِ والّذِي يُسْمى بـ Eruption gingivitis، أوْ عِنْد خلْعِ الْأسْنانِ.
- فتح الْفمِ بِصورةٍ مسْتمِرّةٍ نتِيجة عادةٍ أوْ مشْكِلةٍ عضْوِيّةٍ فِي الْبلْعومِ؛ مِمّا قدْ يؤدِّي لِوجودِ اِلْتِهابِ اللِّثةِ فِي بعْضِ الأحيان.
- وضْع أجهزةِ تقْويمِ الْأسْنانِ الْمخْتلِفةِ أوْ الْحارِس اللّيْلِيّ Night guard فِي سِنِّ الطّفولةِ؛ فأغلِب الْأطْفال الّذِين يضعونها يعانون مِن اِلْتِهابِ اللِّثةِ بِسببِ صعوبةِ الْاِلْتِزامِ بِاِسْتِخْدامِ فرشاةِ الْأسْنانِ بِوجودِ الْأسْلاكِ والْقِطع، مِمّا يؤدِّي لِتراكمِ بقايا الطّعامِ والْبكْتِيرِيا الْمسبِّبة لِلتّكلّسِ والْاِلْتِهاب.
- الْاِسْتِخْدام الْمزْمِن لِأدْوِيةِ معِينةٍ، والّتِي من آثارِها الْجانِبِيّةِ جفاف الْفمِ؛ مِمّا يسبِّب الْاِلْتِهاب فِي اللِّثةِ بِسببِ قلّة انتاج اللّعاب؛ كأدْوِيةِ اِكْتِئاب الْأطْفالِ الّتِي تسْتخْدِم لِمدّةِ طوِيلةِ بِالتّزامنِ مع قلّة الرِّعايةِ بِنظافةِ الْأسْنانِ.
التّعامل مع الْتِهاب اللِّثةِ عِنْد الْأطْفالِ
إِنْ لمْ تتِمّ إِدارة اِلْتِهاب اللِّثةِ بِعِنايةٍ؛ قدْ يؤدِّي ذلِك لِوجودِ ألمٍ أثْناء اِسْتِخْدام الْفرْشاةِ وعدِم الرّاحة أثْناء الْمضغِ، ويزداد هذا لدى الْأطْفالِ الّذِين يعانون مِنْ نقصٍ فِي الْمناعةِ، وسوء التّغْذِيةِ، والْملارِيا، أوْ الْمصابِين بِالْحصْبةِ أوْ الْجدْرِيّ، والّتِي تكوِن إصابتهمْ بالالتهابِ حادّةً و نخِرِيّةً.
يزداد التهاب اللثة لدى الْأطْفالِ الّذِين يعانون من وجود إِعاقاتٍ عقلِيّةٍ كالْمصابِين بِمتلازِمةٍ داوِن، والتّوحّد، أوْ الّذِين يُعانون مِنْ إصاباتٍ بدِنِيّةٍ والّتِي تمْنعهمْ مِنْ تنْظِيف أسْنانِهِمْ والْمحافظة عليها بِصورةٍ سلِيمةٍ، والْمشْكِلة الرّئِيِسيّة مع هؤلاءِ الْأفْراد الْإهْمال مِنْ جانِب الْآباءِ والْأمّهاتِ فِي تقْديم الرِّعايةِ السّنِّيّةِ الْوِقائِيّةِ بِالْمقارنةِ مع الْأطْفالِ والْمراهِقِين دون إِعاقاتٍ، فتقع مسْؤولِيّة كبِيرةٌ على عاتِق الْآباءِ فِي وِقاية الْأطْفالِ مِن الْإصابةِ بِاِلْتِهابِ اللِّثةِ.
أظهِرتْ عدّة دراساتٍ متعلِّقة بِصِحّةِ الْفمِ والْأسْنانِ لِصغارِ السِّنِّ مِنْ سكّان الْبلْدانِ النّامِيةِ أنّ سوء الرِّعايةِ بِصِحّةِ الْفمِ والْأسْنان شائِعٌ لديهم، وخاصّةً الّذِين يقْطنون فِي الْمناطِقِ الرِّيفِيّةِ النّائِيةِ ويعانون مِنْ سوءٍ فِي الْحالةِ الْاِقْتِصادِيّةِ، مِمّا يزيد مِنْ معدّلاتِ اِلْتِهاب اللِّثةِ مقارنة بِأطْفالِ الْمناطِقِ الْأخْرى.
يسْتطِيع الْآباء السّيْطرة على اِلْتِهاب اللِّثةِ بِالزِّيارةِ الْمنْتظِمةِ لِطبِيبِ أسِنانِ الْأطْفالِ، مع الْاِسْتِمْرارِ بِتعْمِيقِ الْمسْؤولِيّةِ لدى أطِفالِهِمْ بِأهمِّيّةِ الْاِلْتِزامِ بِتنْظِيفِ الْأسْنانِ ثلاث مرّاتٍ فِي الْيوْمِ ومساعدتهِم، وذلِك بِفرْشاةٍ ناعِمةٍ تناسب ترْكِيبِهِمْ الْفموِيِّ الْحسّاسِ، كما يشْغل التّثْقِيف الصِّحِّيّ الْمدْرسِيّ دوِراً مهِمّاً فِي نشر الْوعِيِ بِأهمِّيّةِ الْعِنايةِ بِصِحّةِ الْفمِ والْأسْنان وكيْفِيّتها، والْمخاطِر النّاجمة عن الإهمال بنظافتِها.
فيديو عن العناية بالأسنان اللبنية
للتعرفي على المزيد من التفاصيل حول كيفية و أهمية العناية بأسنان طفلك شاهدي الفيديو.