محددات الدراسة في البحث العلمي
محددات الدراسة في البحث العلمي
إنّ محددات الدراسة في البحث العلمي من المواضيع الهامّة التي يجب الوقوف عليها من قِبل الباحثين، خاصةً قبل إجراء عملية البحث والغوص في تفاصيله، وذلك من أجل توفير الوقت والجهد للباحث فيما بعد، فالباحث الذي يعلم محددات الدراسة الخاصة ببحثه ويستوعبها، يجعل بحثه أكثر دقة مقارنة بالباحثين الذين قد لا يعرفون ذلك من قبل، ويمكن تصنيف محددات الدراسة إلى نوعين كالآتي:
محددات تتعلق بمفاهيم الدراسة ومصطلحاتها
يتم التعبير عنها أيضاً بالمحددات المفاهيمية، فهناك الكثير من المفاهيم التربوية من جانب والعامّة من جانب آخر، كمفهوم التعلّم، و الدافعية ، والتفكير، والتحصيل..إلخ، لذا لا بدّ للباحث من القيام بتعريف التعريفات بطريقة محددة تشير إلى دلالات واضحة بحسب الدراسة ومعطياتها، وبالتالي يُعدّ هذا التعريف تحديداً لنتائج الدراسة ولا يصلح تعميمه خارج حدود الدراسة.
وهذا ما قصده عدداً من الباحثين بمصطلح (المحددات الموضوعية) أي التعريفات الخاصة بموضوع ولا يسمح لهذه التعريفات بالامتداد خارج هذا التعريف المحدد.
محددات تتعلق بالإجراءات التي تتم على الدراسة
هناك طرق لاختيار أفراد الدراسة وأساليب جمع البيانات وتحليلها، ومثال ذلك الاستبيانات والاختبارات والمقاييس التي يستخدمها الباحث في جمع البيانات وتحليلها أثناء بحثه، فكلّ ما سبق ذكره يحتاج إلى إجراءات وإن لزم الأمر تطوير الأدوات، مع مراعاة عوامل أخرى كزمن الدراسة ومكانها وغيرها.
وبالتالي لو قام الباحث باستخدام مقياس معيّن لقياس ظاهرة مثل ظاهرة التفكير الناقد عند طلبة الجامعات، فمن المرجّح أنّ صدق النتائج التي سيحصل عليها الباحث ستتحدد بمجموعة من العوامل كعدد الفقرات التي يتضمنها الاستبيان، ودرجات الصدق والثبات عند الطلبة، بالإضافة إلى عددهم والفئة العمرية المستهدفة وغيرها من العوامل.
فهناك العديد من البحوث والدراسات التي تختص بموضوعات معينة، كالموضوعات التاريخية التي تحتاج إلى تحديد المدة الزمنية والمكان اللذين يشملهما البحث بدقة، ومن الجدير بالذكر أيضاً أنّ هناك من قسّم محددات الدراسة إلى موضوعية أو زمانية أو مكانية.
تعريف محددات الدراسة
يمكن تعريف محددات الدراسة بأنّها التأثيرات والعوامل التي تؤثر على العملية البحثية في موضوع معيّن، فلا يستطيع الباحث السيطرة عليها، ومثال ذلك أوجه القصور أو الظروف أو المؤثرات التي تؤثر على البحث، ولا يمكن للباحث التحكم فيها.
وبالتالي تضع محددات الدراسة قيوداً على منهجية البحث والاستنتاجات التي يُتوصل لها، كما وتؤثر محددات الدراسة على البحث إلى درجة الوصول إلى نتائج غير دقيقة حينئذ لا يمكن تعميمها، ولذلك هناك عدة أمور تتعلق بمحددات الدراسة يجب على الباحث مراعاتها، وهي ما يأتي:
- طبيعة موضوع البحث.
- الأدوات التي سيتم استخدامها خلال البحث كالاستبيانات.
- عينة الدراسة أي مجال الدراسة.
- وقت البحث.