ما هو فيروس الروتا
فيروس الروتا
تُعدّ الإصابة بعدوى الفيروس العجليّ والمعروف بالروتا (بالإنجليزية: Rotavirus) شائعةً بشكلٍ كبير خاصة لدى الأطفال، فهو السبب الأكثر شيوعاً لحالات الإصابة بالإسهال لدى الأطفال والرضع، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الفيروس من الفيروسات شديدة العدوى وسهلة الانتشار، ويتسبّب بالالتهاب المعديّ المعويّ (بالإنجليزية: Gastroenteritis)، والإسهال ، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى الإصابة بالجفاف الشديد، والذي يشكّل خطراً على حياة الطفل وقد يؤدي إلى وفاته، حيثُ يُعدّ السبب الرئيسيّ لوفاة الأطفال في الدول النامية. ولا تحتاج معظم حالات الإصابة بعدوى الروتا إلى العلاج وتزول من تلقاء نفسها مع ضرورة تقديم كميّات إضافيّة من السوائل لمنع الإصابة بالجفاف ، ويمكن للفيروس أن يُصيب الأطفال الأكبر سناً والبالغين، ولكن لا يكون مصحوباً بنفس الأعراض الخطيرة التي تظهر على الأطفال تحت سن الخامسة، ويمكن وقاية الأطفال من الإصابة بالفيروس من خلال الحصول على اللقاح المخصّص لفيروس الروتا.
أعراض فيروس الروتا
تظهر أعراض الإصابة بفيروس الروتا بشكلٍ أكبر عند الأطفال، وقد تبدأ الأعراض بالظهور بعد مدّة يومين من الإصابة بالفيروس، ومن الأاعراض التي يمكن ملاحظتها على المصاب ما يلي:
- الإصابة بالحمّى .
- خروج براز أسود، أو مائيّ.
- خروج الدم ، أو القيح مع البراز.
- الشعور بألم في البطن.
- الشعور بالتعب الشديد.
- الإصابة بالجفاف.
- التهيج.
- التقيؤ .
وقد تستمر الإصابة بالإسهال لمدّة تصل إلى ثمانية أيام، ممّا يشكّل خطراً على حياة الطفل بسبب الإصابة بالجفاف الشديد، وفي ما يلي بيان لبعض أعراض الجفاف الشائعة:
- انخفاض عدد مرات التبوّل.
- جفاف ولزوجة الفم.
- الخمول.
- برودة وجفاف الجلد .
- انعدام الدموع عند البكاء.
- تغوّر العينين.
- جفاف الحلق .
- العطش الشديد.
- الشعور بالدوار عند الوقوف.
طرق انتشار فيروس الروتا
ينتشر فيروس الروتا في حال عدم غسل اليدين بشكلٍ جيد بعد استخدام المرحاض، أو مساعدة الطفل على دخول الحمّام ، أو تغييّر حفاض الطفل المصاب، ممّا يؤدي إلى انتقال الفيروس إلى الأشياء التي يلامسها الشخص كالطعام، والألعاب، وفي حال ملامسة الشخص السليم لهذه الأشياء ووضع يده في فمه يُصاب بالعدوى، ومن الجدير بالذكر أنّ فيروس الروتا قد يبقى لفترات طويلة تصل إلى أسابيع على الأسطح في حال عدم تعقيمها ، كما وتجدر الإشارة إلى أنّ الفيروس قد ينتقل إلى الشخص دون إحداث أي أعراض لعدّة أيام، ويكون الفيروس معدياً في هذه الفترة ولفترة تصل إلى عشرة أيام بعد زوال الأعراض، وبسبب وجود عدّة سلالات مختلفة من الفيروس قد يُصاب الشخص بالفيروس عدّة مرات حتّى في حال الحصول على اللقاح المضاد للفيروس، وتكون الإصابة في هذه الحالة أقل شدّة في الغالب.
لقاح فيروس الروتا
كانت الإصابة بفيروس الروتا شائعة جداً في السابق فقد كان من المألوف عند جميع الأطفال الإصابة بعدوى فيروس الروتا مرة واحدة على الأقل، وفي عام 2006 تمّ تقديم لقاح فيروس الروتا للأسواق (بالإنجليزية: Rotavirus vaccine)، وينقسم اللقاح إلى نوعين؛ لقاح الروتريكس (بالإنجليزية: Rotarix) ويتمّ إعطاؤه للأطفال الرّضع بين عُمُر الشهر ونصف إلى الستة أشهر، ولقاح الروتاتيك (بالإنجليزية: RotaTeq) ويتمّ إعطاؤه للأطفال الرّضع بين عُمُر الشهر ونصف إلى الثمانية أشهر، ويتمّ إعطاء نوعي فيروس الروتا عن طريق الفم، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يوجد لقاح للفيروس للأطفال الأكبر سناً والأشخاص البالغين لذلك يجب الحرص على حصول الطفل على اللقاح في العُمر المناسب، وعلى الرغم من الحصول على اللقاح تبقى فرصة الإصابة بالفيروس في المستقبل موجودة، ويجب الحرص على عدم تقديم اللقاح للأطفال المصابين بداء العوز المناعيّ المشترك (بالإنجليزية: Combined immunodeficiency)، والأطفال المصابين بالانغلاف المعويّ (بالإنجليزية: Intussusception)، وقد يُصاحب اللقاح بعض الآثار الجانبيّة في بعض الحالات النادرة، نذكر منها ما يلي:
- الإسهال .
- الحمّى.
- التهيّج.
- الانزعاج.
- الانغلاف المعويّ.
تشخيص فيروس الروتا
يمكن تشخيص الإصابة بفيروس الروتا عن طريق تحليل عيّنة من براز الشخص المصاب، أو من خلال القيام بعمل اختبار المقايسة الامتصاصيّة للإنزيم المرتبط (بالإنجليزية: Enzyme immunoassay)، كما تتوفر مجموعة من أدوات التحليل المرخّصة والدقيقة في للكشف عن الفيروس بأنواعه المختلفة، وتجدر مراجعة الطبيب في بعض الحالات على النحو التالي:
- عدم زوال الأعراض بعد مدّة تزيد عن أسبوع.
- خروج دم أو مخاط مع البراز.
- سفر الشخص المصاب مؤخراً إلى أحد البلدان.
- امتلاك الشخص لجهاز مناعيّ ضعيف بسبب الإصابة بسرطان الدم الحاد (بالإنجليزية: Acute leukemia)، أو بسبب التعرّض للعلاج الكيميائيّ.
علاج فيروس الروتا
لا يوجد علاج محدّد للإصابة بفيروس الروتا، ويتمّ الشفاء من المرض في العادة دون تدخّل طبيّ خلال سبعة أيام، وتجدر الإشارة إلى ضرورة علاج الجفاف في حال مصاحبته للإصابة بالعدوى، ويمكن التخلّص من الجفاف من خلال شرب كميّات كبيرة من الماء، أو عن طريق المعالجة بالإمهاء الفمويّ (بالإنجليزية: Oral rehydration solution)، ولا يُنصح بتناول العصائر أو المشروبات الغازيّة لما قد تسببه من سوء في حالة الإسهال، وتتوفر المعالجة بالإمهاء الفمويّ في الغالب على شكل أكياس يتمّ حلّها في الماء تتوفر في الصيدليّات ولا تحتاج إلى وصفة طبيّة، ويساعد شربها على إستعادة الجسم للنسبة الطبيعيّة من الأملاح، والمعادن، والسكّر في الدم ، وتتمّ المعالجة بالإمهاء الفمويّ بشكل بطيء حيثُ يتمّ شرب كميّة قليلة بحجم ملقعة كبيرة كل بضعة دقائق، وبعد نزول كميّة كبيرة من البراز المائيّ، وفي حال تقيؤ الشخص بعد الشرب يجب الانتظار لمدّة خمسة أو عشرة دقائق قبل محاولة الشرب مرّة أخرى، وقد يحتاج الشخص في حالات الجفاف الشديدة إلى دخول المستشفى للحصول على السوائل عبر الوريد.