لماذا سميت آية الكرسي بهذا الاسم
لماذا سميت آية الكرسي بهذا الاسم
يعود سبب تسمية آية الكرسي بهذا الاسم لِما ورد فيها من ذكر الكرسيّ، قال -تعالى-: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)، ولم يرد ذكر الكرسي في غير هذا الموضع من القرآن كلّه، وتعدل آية الكرسي رُبع القرآن الكريم وذلك لِما تتضمّنه من التّوحيد، وقيل إنّ قراءتها تعادل في الأجر قراءة ربع القرآن، وقيل إنّها سيدة آي القرآن، وهي من الآيات التي لها اسم خاصّ بها إضافةً إلى اسم السّورة القرآنيّة الواقعة بها ، وتعدّ من أعظم آيات القرآن الكريم.
دلالات الكرسي في الآية
تعدّدت الأقوال في المراد من الكرسي بالآية، لكن القول الذي ذهب إليه السّلف الصّالح من الصّحابة، والتابعين، ومن تبعهم، ودلّ عليه القرآن الكريم، والسنّة النبويّة، والإجماع؛ أنّ الكرسي من مخلوقات الله، يقع بين يدي العرش، فالعرش أعظم منه، وهو موضع القدمين لله -عزّ وجلّ-، وقد روى سعد بن جبير -رضيَ الله عنه- فقال: (عن ابنِ عباسٍ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قال: موضعُ القدمينِ ولا يقدرُ قدرَ عرشِه إلا اللهُ)، ولا يعلم أحدٌ من الخلق ما هي كيفيّة هذا الكرسي.
تفسير عام لآية الكرسي
أخبر الله -عزّ وجلّ- في بداية آية الكرسي أنّه عظيم وكامل في ذاته وصفاته، لذلك لا معبود بحقّ في هذا الكون سواه، فيجب على العبد أن يكون ممتثلاً لأوامر الله -تعالى-؛ فيقوم بما أمره به ويجتنب ما نهاه عنه، فالله هو المعبود لأنّه الخالق، وما سِواه مخلوق يعتريه النّقص، ثمّ ذكر الله اسمان من أسمائه وهما: الحيّ والقيّوم، فالحيّ الذي له من الصّفات كالسّمع، والبصر، والقدرة، وهذه صفات الذّات، أمّا القيّوم فيستلزم منها صفات الأفعال، مثل الخلق، والرّزق، والإحياء، والإماتة وغيرها، فهو الذي قام بنفسه وقام بغيره.
وهو الذي لا يأخذه النّعاس، مالك السماوات والأرض، والشّفاعة له وعنده وبإذنه، عالم بما كان وبما هو كائن وما سيكون، وليس لأحد من هذا العلم شيء، ثمّ ذكر الكرسي بعظمته التي وسعت السماوات والأرض بعظمتهما، وهناك ما هو أعظم من الكرسي وأكبر وهو العرش، والله -تعالى- حفظ السماوات والأرض من الزّوال، بعلوّ ذاته وصفاته وعظمته، وقد تضمّنت آية الكرسي جوامع عظمة الله -تعالى- وصفاته، فهو الحيّ، القيّوم، العالم الذي وسع علمه بواطن الأمور وظواهرها، جليّاتها ودقائقها، وهو العليّ العظيم.
فضل آية الكرسي
تعدّ آية الكرسي أعظم آية في القرآن الكريم ، فقد صحّ عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه سأل أبيّ بن كعب -رضيَ الله عنه-: (أيُّ آيةٍ في كتابِ اللَّهِ أعظمُ؟ - قلتُ: اللَّهُ ورسولِهُ أعلمُ، فردَّدَها مرارًا ثمَّ قال أُبَيٌّ: اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، فضربَ صَدري، وقالَ: ليَهْنِكَ العلمُ أبا المنذرِ)، فدلّ ذلك على أنّها أعظم آية في القرآن الكريم، ومنه ما رواه أبو أمامة الباهلي -رضيَ الله عنه- عن رسول الله عن قراءة آية الكرسي بعد الصلاة ، فقال -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَرأَ آيةَ الكرسيِّ دُبَرَ كُلِّ صلاةٍ؛ لَم يَمنعْه مِن دخولِ الجنَّةِ إلَّا أن يَموتَ).