متى كانت حرب القادسية
متى كانت حرب القادسية؟
وقعت معركة القادسيّة بقيادة سعد بن أبي وقّاص -رضيَ الله عنه- في السنة الخامسة عشر من الهجرة، ويعدّ هذا التاريخ هو التاريخ الأصحّ من بين التّواريخ التي وُضعت للمعركة، وكان ذلك في فصل الشتاء، حيث سار سعد بجيشه إلى القادسيّة، ثمّ أرسل إلى عمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه- يطلب منه مدداً، فأرسل إليه جيشاً من المدينة بقيادة المغيرة بن شعبة، كما أرسل إلى أبي عبيدة يطلب منه أن يمدّه بألف مقاتل.
معلومات عن معركة القادسية
التعريف بمعركة القادسية
سُمّيت معركة القادسيّة بهذا الاسم نسبةً وجود قرية القادسيّة بها؛ وهي المكان الذي وقعت فيه المعركة، ولها اسم آخر معروف بالديوانيّة، وهو مكان بين النّجف والحيرة، وسمّي كلّ يوم من المعركة باسم؛ فالأول يوم أرماث، والثاني يوم أغواث، والثالث يوم عماس، ثمّ ليلة الهرير، وأخيراً يوم القادسيّة الذي انتهت به المعركة، وهي من أعظم الوقائع التي حصلت بين المسلمين والفُرس ، والقادسيّة مدينة كبيرة عظيمة قام سعد بن أبي وقّاص -رضيَ الله عنه- بفتحها، لكن لمَ يبقَ من هذه المدينة الآن سِوى قرية كبيرة تتواجد فيها مزارع من النّخيل، وتصل إليها المياه من نهرالفرات.
سبب المعركة واختيار القائد
علم عمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه- بهزيمة المسلمين واستشهاد قائدهم في معركة الجسر، ثمّ بعد ذلك اجتمع الفُرس تحت حكم يزدجرد في العراق، ونقضوا عهودهم مع المسلمين، وتعرّضوا لهم بالإيذاء وإنهاء خدمات العمّال المسلمين وطردهم من وظائفهم، فبلغ غضب عمر -رضي الله عنه- منتهاه، وقرّر الخروج لهم بنفسه وإيقافهم عند حدّهم، فخرج وأخذ معه كبار الصّحابة، وأمّر عليّ بن أبي طالب -رضيَ الله عنه- على المدينة المنورة.
فأشار عليه بعض أصحابه أن يبقى بالمدينة يُدير شؤونها ويُرسل أحد الصّحابة بدلاً منه، فقدّم عمر المصلحة الأكثر ضرورةً على الأقل منها، واختار سعد بن أبي وقّاص -رضيَ الله عنه- ليكون قائداً للجيش، وقد وقع الاختيار على سعد لِما يمتاز به من شرف نسبه وتاريخه الجهاديّ، وأوصاه قبل خروجه بأن يلتزم طاعة الله -تعالى- في كلّ أمره وفعله، وأن لا يغرّنه نسبه برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
التعريف بمعركة القادسية
اجتمع المسلمون في القادسيّة بناءً على أمر عمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه-، وأقام بها سعد شهراً كاملاً يُرسل السّرايا إلى جميع الجهات من حوله ويأتون بالغنائم، فلمّا سمع يزدجرد أمير الفرس بذلك، أمر بجيش من مئة ألف مقاتل بمددهم وعدّتهم، فقام سعد بإرسال من يدعوه إلى الإسلام لكنّه رفض، فبدأ القتال واستمرّ ثلاثة أيام، وفي اليوم الرّابع حمي الوطيس فأرسل الله ريحاً شديدة اقتلعت خيم الفرس ففرّوا هاربين من أرض المعركة.
أهمية ونتائج معركة القادسية
انتهت معركة القادسيّة بهروب جيش الفرس بعدما اقتلعت الرّيح خيامهم، وقُتل قائدهم يزدجرد رستم، ولمّا هربوا لحق بهم بعض المسلمين، فاستشهد من المسلمين ألف وخمسمئة، وقُتل من الفرس عشرون ألف، وجمع المسلمون منهم غنائم كثيرة، ثمّ بعد ذلك سار سعد -رضيَ الله عنه- بجيشة إلى المدائن والتقى بآخرين فقاتلهم وقتلهم، وانتصر المسلمون عليهم،وتعدّ هذه المعركة من المعارك الحاسمة في التاريخ العراقيّ، حيث أنهت الحكم الفارسيّ الذي دام عقوداً طويلة على العراق، وصارت العراق تحت حكم الدولة العربيّة الإسلاميّة.