متى توفى ابو هريرة
وقت وفاة أبو هريرة
تعدّدت أقوال العُلماء في سنة وفاة أبي هريرة من سنة سبعٍ وخمسين إلى تسعٍ وخمسين في ثلاثة أقوال:
- جاء عن ابن عُيينة أنه تُوفيّ مع عائشة في سنة سبعٍ وخمسين.
- جاء عن الهيثم بن عدي وغيره أنه توفي سنة ثمانيةٍ وخمسين؛ لأنه تُوفي في العام الذي توفيت به عائشة -رضي الله عنها-.
- قال الواقديّ: إنه توفي سنة تسعٍ وخمسين، وكان يبلُغ من العُمر ثمانيةٍ وسبعين سنة.
قصة وفاة أبو هريرة
ولما مَرِض أبو هُريرة مَرَض موته بكى، فسأله الناس عن سبب بُكائه، فقال لهم إنه يبكي لقلة زاده وبُعد سفره، وتمنّى لقاء الله -تعالى-، وطلب منه أن يُعجّل له فيه، وتُوفّي بعدها بلحظات.
ولما دخل عليه مروان بن الحكم وهو في مرض موته ودعا له بأن يُخفف الله -تعالى- عنه، قال أبو هُريرة: "اللهم اشدد عليّ"، وبكى، وأخبرهم أنه ينتظر إحدي البُشريين من ربّه، فإمّا الجنة أو النار.
وحضر جنازته عددٌ من الصحابة؛ كعبد الله بن عُمر، وأبي سعيدٍ الخُدريّ -رضي الله عنهُما-، وكذلك مروان بن الحكم، وسار ابنُ عمر أمامه، وكان يُكثر من الترحُّم عليه.
نبذة عن حياة أبي هريرة
أبو هُريرة: هو عبد الرحمن بن صخر من قبيلة دوس اليمنيّة، تُوفي في المدينة ودُفن فيها، وفيما يأتي بيان نبذةٍ عنه -رضي الله عنه-:
- إسلامه
أسلم أبو هُريرة في السنة السابعة من الهِجرة على يد الطُفيل بن عمرو في اليمن، ثُمّ توجّه بعدها مُهاجراً إلى المدينة، فوجد النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- في خيبر، ثُمّ عند عودته بقي مُلازماً له إلى آخر حياته، سواءً في حضره أو سفره، وسلمه أو حربه، وبقي قائماً على خدمته، وكان شديد الحُب له.
- صفاته
كان أبو هُريرة شديد الورع، كثير الالتزام بِسُنة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، بعيداً عن الدُنيا وشهواتها، كثير الخشية لربه، كثير العِبادة والطاعة، صابراً على الفقر، عفيف النفس، كريماً.
- ولايته
فقد ولّاه النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- مع العلاء الحضرميّ على البحرين؛ ليقوم بنشر الإسلام، وتفقيه المُسلمين وتعليمهم، وكذلك في عهد عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ولاه أيضاً على البحرين، ولكنه تركها بعد ذلك، واستعمله مُعاوية على المدينة، واستخلفه مروان عند ذهابه إلى الحج.
علم أبي هريرة
كان الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- حريصاً على العلم وطلبه، وفيما يأتي بيان حرصه على العلم والثمرة العظيمة التي خلّفها لمن بعده:
حرصه على طلب العلم
حرص أبو هُريرة على طلب العلم، وكان من الحُفاظ المُتقنين، دقيقاً فيما يرويه من أخبار، كما كان واسع العلم وكثير الرواية وقوي الذاكرة والدقة في الضبط، ودعا له النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- له بالعلم وعدم نسيانه، وكان يُجزّئ الليل إلى ثلاثة أجزاء، إحداها لِمُذاكرة الحديث.
كما ورد عنه أن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- بسط له رداءه، ثُمّ حدّثه، وأمره أن يضمّه، فلم ينسى شيئاً بعدها، كما أن حُبّه للنبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- وتعلُّقه به كان الدافع وراء طلبه للعلم والحديث، وشهد له الصحابة والتابعون بالحفظ والإتقان.
ملازمة أبو هريرة النبيّ لتحصيل العلم
لازم أبو هريرة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أربع سنين، وقام فيهم على خدمته، وكان يدخُل معه على بيته، ويُصلِّي معه، ولم يُفارقه في حضره أو سفره، وسمع منه الكثير من الأحاديث، وشاهد دقائق السُنة، وفهم الشرع وتطبيقاته، وكان يسأل النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- ويستفسر منه، وكان همّه طلب العلم والفقه في الدين.
وجاء عن الإمام البُخاريّ أن أبا هُريرة قدم المدينة بعد خيبر، وبقي بعدها مُلازماً للنبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- إلى آخر حياته، ولم يُفارقه إلا سنةً واحدة عندما بعثه والياً على البحرين.
إفادة أبي هريرة الآخرين من علمه
حرص أبو هُريرة على نشر ما تعلّمه من العلم، وحذّر الناس من الكذب في الحديث، كما أنه كان يتلو القُرآن ويسمعه، ويقوم به ليله، وكان فقيهاً ومُفتياً، فكان يُفتي في المسائل الدقيقة ويأخُذ بها الصحابة منه، وعمل في الإفتاء أكثر من عشرين سنة.
وكان أهل العلم يحتجّون بعلمه واجتهاداته، وأمّا في القضاء فلم يرد عنه أنه كان يقضي، وأمّا في ولايته على البحرين فلا يخلو الأمر من اختصام الناس إليه، وأمّا الأحاديث التي رواها فكانت محل اهتمام الفُقهاء والمُجتهدين في مُختلف الأمصار.
تعددت الأقوال في وقت وفاة الصحابي أبي هريرة -رضي الله عنه- وقد تم ذكر هذه الأقوال بالإضافة إلى بيان لقصة وفاته رضي الله عنه، كما تم التطرق لأبرز المعلومات المتلعقة بأبي هريرة وإسلامه وعلمه.