ما يقال عند ذبح العقيقة
ما يقال عند ذبح العقيقة
ذهب جمهور الفقهاء إلى وجوب التسمية عند ذبح العقيقة عن المولود، شأنها شأن سائر الذبائح في الشريعة الإسلامية، وخالفهم في ذلك الشافعية الذين يرون استحباب التسمية عند الذبح لا وجوبها.
وصيغة ما يقوله ذابح العقيقة هي أن يقول: "بسم الله، الله أكبر، اللهم لك وإليك، اللهم عقيقة عن فلان"، فيسمّي الذابح اسم من أراد أن يعقّ عنه سواء كان ذكراً أو أنثى، ودليلهم في ذلك عندما عقّ النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أحفاده الحسن والحسين، فقد روي عن السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قالت: (عقّ عن الحسنِ والحسينِ وقال قولوا: بسم اللهِ والله أكبرُ، اللهم لك وإليكَ، هذه عقيقَةُ فلانٍ).
أمّا التلفظ بالنية عند العقيقة فلا يشترط ذلك، وإن نوى دون تلفظ صحّت نيته.
حكم العقيقة
وحكم العقيقة عن المولود الحي هي سنة مستحبة حسب ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، في حين أن بعض الحنابلة والظاهرية يرون وجوبها، وفي رأي عند بعض الحنفية يرون أنها مباحة؛ لا مستحبة ولا واجبة، وهناك آراء ضعيفة لا يعتد بها ترى كراهتها أو بدعيتها.
والراجح هو أنها مستحبة، بدليل فعل النبي صلى الله عليه وسلم- لها حينما عق عن الحسن والحسين -رضي الله عنهما-، ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم- إذ قال: (كلُّ غُلامٍ رَهينةٌ بعَقيقَتِه، تُذبَحُ عنه يَومَ سابِعِه، ويُحلَقُ ويُسَمَّى)، ووجه الدلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم- قرن أمر الحلق والتسمية بالعقيقة، وهي أمور غير واجبة فدل على أنها مستحبة.
وتكون العقيقة شاتان عن المولود الذكر، وشاة واحدة عن المولودة الأنثى، ويستحب أن تكون في اليوم السابع من ولادته.
الحكمة من مشروعية العقيقة
شرع الله -تعالى- العقيقة عن المولود لحكم عظيمة، وهي كما يأتي:
- إحياء سنة من سنن النبي -صلى الله عليه وسلم- والاقتداء به.
- تأسي بنبي الله إبراهيم -عليه السلام- حين افتدى ابنه إسماعيل بكبش عظيم، فيذبح المسلم العقيقة عن مولوده فداء له من كل شر أو مصيبة قد يقع فيها ولده، وحرز له من الشيطان، قال ابن القيم في كتابه تحفة المدود في هذا الباب: "وغير مُستَبعَدٍ في حكمة الله في شَرْعِهِ وقدَرِه، أن يكونَ سببًا لحُسْن إنباتِ الولدِ، ودوامِ سلامتِه، وطولِ حياته، وحفظِه من ضرر الشيطان، حتى يكون كلُّ عضوٍ منها فداءَ كلِّ عضوٍ منه، ولهذا يُستحبُّ أن يُقالَ عليها ما يُقالُ على الأضحية".
- فك لرهان المولود كما مر في الحديث أعلاه أن كل مولود مرتهن بعقيقتهِ، ووضح العلماء مفهوم ذلك الرهان أنه مرهون للشفاعة لوالديه.
- إظهار لمعاني الفرح والسرور بقدوم المولود وإشاعتها بين الناس.
- تحقيق لمعاني التكافل الاجتماعي، وذلك من خلال ذبح الأنعام وتوزيعها على الأقارب وعلى الفقراء والمحتاجين.
- التقرب لله -تعالى- بالذبح و شكره على نعمة الولد .