ما هي مواصفات عمر بن الخطاب
صفات عمر بن الخطاب الخَلقيّة
كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه طويلًا كأنّه راكب، شديد الحمرة، وكانت لحيته طويلة في أطرافها شقرة أو حمرة، وكان أصلعاً جسيماً، يعمل بشماله أي أنّه كان أعسر، وكان سريع المشية، كان رضي الله عنه يرجل رأسه بالحناء، ويصفّر لحيته، ولم يكن آدم اللوم ولكنه في عام الرمادة ترك أكل الزيت واللحم واتجه إلى أكل الزيت فتغير لونه وشجب، ومما روي عنه في فروسيته أنّه عندما كان يثب على الفرس يأخذ أذنه اليسرى بيده اليمنى ويرفع بيده اليسرى ما ينشر من ملابسه، فيبدو كأنّه خلق على ظهره، وقد كان رضي الله عنه رجل شديد الهيبة، ويلبس الثياب المرقوعة.
صفات عمر بن الخطاب الخُلقيّة
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذا حب شديد وعاطفة غامرة تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أنّ صراحته كانت دليل قوته النفسية، وذلك ما ورد في البخاري: (كنَّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو آخُذٌ بيدِ عمرَ بنِ الخطابِ، فقال له عمرُ: يا رسولَ اللهِ، لأَنْتَ أحبُّ إليَّ مِن كلِّ شيءٍ إلا مِن نفسي، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: لا، والذي نفسي بيدِه، حتّى أكونَ أحبَّ إليك مِن نفسِك. فقال له عمرُ: فإنه الآن، واللهِ، لأَنتَ أحبُّ إليَّ مِن نفسي، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمرُ)، وكان قوياً شجاعاً مُهاباً، وندلل على ذلك بإعلانه إسلامه أمام الملأ من الكفار وسلاطين الضلال دون أن يهابهم أو يخاف من عقابهم وإيذائهم، وكان رضي الله عنه مميزاً عن الصحابة رضوان الله عليهم بالصرامة والقوة في الحق، وكان شديداً في دينه، إلى جانب أنّه شديد الخشية من الله وذلت نفسه فيه، فهو متضرع ومخبت ومنيب وأواب، وقد كان رضي الله عنه متقشفاً متزهداً في الدنيا، شديد العدل لا يحابي أحد من الرعية على الآخر، ولا يستصغر من شأن أحد منهم صغيراً كان أم كبيراً وفقيراً أم غنياً، وكان الصدّيق رضي الله عنه يعلم أنّ سره خير من علانيته، وإنّه شديد وقوي، وقد ظهرت شفقته ورحته حين تولّى الإمارة، فكان نِعمَ القاضي العادل، والسياسي الماهر.
فرار الشيطان من عمر بن الخطاب
ورد في صحيح في الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص أنّه قال: (استأذن عمرُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وعنده نساءٌ من قريشٍ يكلمْنه ويستكثرْنه، عاليةً أصواتُهن، فلما استأذن عمرُ قُمنَ يبتدرْنَ الحجابَ، فأذن له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يضحكُ، فقال عمرُ: أضحك اللهُ سنَّك رسولَ اللهِ، قال: عجبتُ من هؤلاء اللاتي كنَّ عندي، فلما سمعْنَ صوتَك ابتدرْن الحجابَ. قال عمرُ: فأنت يا رسولَ اللهِ كنتَ أحقَّ أن يهَبنَ، ثمّ قال: أي عدواتِ أنفسِهنَّ، أتهبنني ولا تهبْنَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ؟ قلنَ: نعم، أنت أفظُّ وأغلظُ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: والذي نفسي بيدِه، ما لقيك الشيطانُ قطُّ سالكًا فجًّا إلا سلك فجًّا غير فجِّك)، وهذا إن دلّ فإنّه يدل على أنّ لعمر بن الخطاب من خصال الإيمان والخير من لم يسابقه أحد فيه إلّا الصدّيق رضي الله عنه، فكان فرار الشيطان منه خصوصية وكرامة له، وما بلغه رضي الله عنه من منازل الخير والتقوى وعظيم الإخلاص والصدق، وصدق في اللهجة وصدح بالحق، بلا مداهنة، وذلك كلّه مما يغاظ به الشيطان.