ما هي معجزة سيدنا يوسف
ما هي معجزة سيدنا يوسف عليه السلام
معجزة علم سيدنا يوسف بتأويل الرؤى
بيّن الله -تعالى- في كتابه أنه أيد نبيه يوسف -عليه السلام- بِمُعجزة تأويل الأحاديث بقوله: (كَذلِكَ مَكَّنّا لِيوسُفَ فِي الأَرضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأويلِ الأَحاديثِ)، وتحققت هذه المُعجزة عندما قام بتأويل رؤيا السجينين، الأمر الذي أوصله إلى الملك، حيثُ ألحا عليه بتأويل رؤياهما، فقام بتأويل ذلك لهما، ولما سمع الملك بذلك بعد أن رأى رؤيا ولم يستطع أحدٌ تفسيرها له، قام باستدعائه وطلب منه تفسير رؤياه.
وذكر الله ذلك بقوله: (يوسُفُ أَيُّهَا الصِّدّيقُ أَفتِنا في سَبعِ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأكُلُهُنَّ سَبعٌ عِجافٌ وَسَبعِ سُنبُلاتٍ خُضرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ لَعَلّي أَرجِعُ إِلَى النّاسِ لَعَلَّهُم يَعلَمونَ* قالَ تَزرَعونَ سَبعَ سِنينَ دَأَبًا فَما حَصَدتُم فَذَروهُ في سُنبُلِهِ إِلّا قَليلًا مِمّا تَأكُلونَ* ثُمَّ يَأتي مِن بَعدِ ذلِكَ سَبعٌ شِدادٌ يَأكُلنَ ما قَدَّمتُم لَهُنَّ إِلّا قَليلًا مِمّا تُحصِنونَ* ثُمَّ يَأتي مِن بَعدِ ذلِكَ عامٌ فيهِ يُغاثُ النّاسُ وَفيهِ يَعصِرونَ).
ففسّر -عليه السلام- البقرات السمان والسُنبلات الخُضر بالسنين المُخصبة، والبقرات العجاف والسُنبلات اليابسة بالسنين المُجدبة، وكانت تأويل رؤيا الملك بعد أن فسّر يوسف عليه -السلام- لأحد السجينين سابقاً أنه سيُصبحُ ساقياً للملك، وطلب منه يوسف -عليه السلام- أن يذكره عند الملك، فنسي الأمر بعد خُروجه من السجن، وتذكره لما رأى الملك رؤياه، وعجزت حاشيته عن تفسيرها له.
معجزات سيدنا يوسف الأخرى
توجد العديد من المُعجزات التي أيد الله -تعالى- بها نبيه يوسف -عليه السلام-، وهي كما يأتي:
- إعادة البصر لأبيه بعد أن أُصيب بالعمى، فقام بإرسال قميصه مع إخوته، وطلب منهم أن يضعوه على عيني أبيه، فرجع إليه بصره، لِقولهِ -تعالى-: (فَلَمّا أَن جاءَ البَشيرُ أَلقاهُ عَلى وَجهِهِ فَارتَدَّ بَصيرًا قالَ أَلَم أَقُل لَكُم إِنّي أَعلَمُ مِنَ اللَّـهِ ما لا تَعلَمونَ).
- تحقُّق رؤيا يوسف وجمع أبيه وأُمّه وإخوته به .
- إخبار الله -تعالى- له بما يكيد إخوتهُ له من رميه بالبئر، وأنهم سيأتون إليه يطلبون منه الطعام بعد حُصول الجدب عندهم، فقد أخبر الله عن هذه المُعجزة بقوله: (لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ).
التعريف بسيدنا يوسف عليه السلام
يُعدُّ سيدنا يوسف -عليه السلام- أحد أبناء النبيّ يعقوب -عليه السلام- ، ويُعدُ بنيامين الأخ الشقيق الوحيد له من أمّه، و كان ترتيبه الثاني عشر من بين إخوته ، وتميّز في صغره بالذكاء وحسن الخُلُق، فكان محل اهتمام وحُب أبيه؛ لذكائه، ولموت أُمّه في صغره، ولما رآه في الصغر؛ وهي أحد عشر كوكباً والشمس والقمر يسجدون له، ففسرها والده بأنه سيُصبح نبياً بعده، ونصحهُ بعدم إخبار إخوته برؤياه؛ للمُحافظة على المودة بينهم.
وكان يوسف -عليه السلام- يتصف بالجمال ، ويذكُر السُهيلي بأنه أخذ النصف من الحُسُن، ورآه النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- في ليلة الإسراء في السماء الرابعة، وقال عنه إنه كالقمر في ليلة البدر، وتميز بالرُشد والفهم، وصدق المعاملة، والإخلاص في عبادة الله، والعدل، والصبر والتحمُل، وتوفّي في أرض مصر ودُفن فيها، ثُمّ نُقل إلى فلسطين في عهد موسى -عليه السلام-، وكان يُلقب بالصديّق، وغاب عن أبيه أربعين سنة، وقيل: ثمانين، وتوفّي وعُمره 120 سنة، وكان بينه وبين موسى أربعمئة سنة.