أعشاب للهضم والغازات
أعشاب للهضم والغازات
تُعدّ مشكلة الغازات والانتفاخ من المشاكل الشائعة المزعجة والمُحرجة، وهناك العديد من العلاجات الطبيعية للتخفيف منها، والتي تختلف اعتماداً على سبب تكوّن الغازات، ويجدر التنبيه إلى أنّ من المهم استشارة مُقدّم الرعاية الصحية المؤهل قبل استخدام أيّ علاجٍ طبيعي؛ ونذكر فيما يأتي بعضاً من هذه الأعشاب:
الزنجبيل
يُعدّ الزنجبيل أحد الأعشاب التي تُعرَف بتأثيرها الطارد للغازات، حيث أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلّة Evidence-based Complementary and Alternative Medicine عام 2015، والتي شارك فيها 126 شخصاً يُعانون من عُسر الهضم إلى أنّ استخدام مُستخلصات أوراق الزنجبيل والخرشوف يُمكن أن يساعد على تخفيف أعراض عُسر الهضم.
ومن جهةٍ أخرى؛ يجدر التنبيه إلى أنّه يُمكن للزنجبيل أن يزيد من خطر حدوث النزيف لدى المرأة الحامل، ولذلك يُنصح بتجنُّب استخدامه عند اقتراب موعد الولادة، حيث يجب الموازنة بين الفوائد والمخاطر قبل تناوله خلال فترة الحمل، كما يجب استشارة الطبيب قبل استخدامه أثناء الحمل.
وللمزيد من المعلومات حول فوائد الزنجبيل يُمكنك قراءة مقال فوائد الزنجبيل .
بذور الشمر
يُمكن استخدام بذور الشمر (الاسم العلميّ: Foeniculum vulgare) لتحضير شاي يُشبه طعم عرق السوس ، والذي يساعد على تحسين اضطرابات الجهاز الهضمي؛ بما في ذلك: آلام البطن، والانتفاخ، والغازات، والإمساك، حيث تحتوي بذور الشمر على تركيزٍ عالٍ من الألياف بأشكالها، كما أنّها تحتوي على مركّبٍ يُسمّى الأنيثول (بالإنجليزيّة: Anethole)، وقد تعود الآثار المفيدة للشمر إلى محتواه من هذا المركب، ونذكر فيما يأتي بعض تأثيرات بذور الشمر في تحسين الهضم:
- تساعد الألياف الموجودة فيها على التخفيف من الإمساك، وغيرها من مشاكل الجهاز الهضميّ التي قد تُسبّب الغازات.
- تحافظ الألياف على الحركة الصحيحة في الجهاز الهضمي بشكلٍ عام.
- تمتلك خصائص قد تساهم في التقليل من الالتهابات، وتُخفف التورُّم أو التهيُّج في الأمعاء، وتُحسّن عملية الهضم.
- تساعد على استرخاء عضلات الأمعاء والمعدة، ممّا يساعد على التخفيف من الإمساك، والغازات الناتجة عنه أو ارتجاع حمض المعدة.
وتجدر الإشارة إلى أنّه يُفضّل تجنُّب استخدام الشمر أثناء الحمل؛ حيث إنّه لا توجد معلوماتٌ كافيةٌ حول مدى سلامة استخدامه في هذه الفترة، أمّا بالنسبة للمُرضع فإنّه من المُحتمل عدم أمان استخدامه أثناء الرضاعة الطبيعية ، حيث سُجّلت حالتان لرضيعين أُصيبا بتلف الجهاز العصبي بعد شُرب الأم لشاي الأعشاب الذي يحتوي على الشمر.
وللمزيد من المعلومات حول فوائد الشمر يُمكنك قراءة مقال فوائد بذور الشمر .
الكركم
يُمكن أن يساعد الكركم على التقليل من عُسر الهضم، والانتفاخ، والغازات، من خلال تسهيل وظيفة الجهاز الهضمي ، حيث أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلّة Journal of the Medical Association of Thailand، والتي شارك فيها 116 مريضاً مُصاباً بعُسر الهضم إلى تحسُّن 87% من المرضى الذين استهلكوا الكركم.
ومن الجدير بالذكر أنّ تناول الكركم بجرعاتٍ كبيرةٍ -كالموجودة في مستخلصاته- خلال فترة الحمل يُعدّ غالباً غير آمن؛ لأنّه قد يُحفّز الرحم أو نزول الدورة الشهرية؛ ممّا يُعرّض الحمل للخطر، ولذلك يجب عدم استخدامه بجرعاتٍ كبيرة خلال هذه الفترة، كما تجدر الإشارة إلى عدم توفّر معلوماتٌ كافيةٌ لتقييم مدى أمان تناوله بجرعاتٍ كبيرةٍ أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، ولذلك يُنصح بتجنُّب تناوله بهذه الكميات خلال هذه الفترة.
وللمزيد من المعلومات حول فوائد الكركم يُمكنك قراءة مقال فوائد وأضرار الكركم .
القرفة
نذكر فيما يأتي بعض الفوائد القرفة للهضم والغازات:
- محتواها من مضادات الأكسدة: تحتوي القرفة على العديد من مُضادات الأكسدة؛ مثل: الأوجينول (بالإنجليزيّة: Eugenol)، وألدهيد القرفة (بالإنجليزيّة: Cinnamaldehyde)، واللينالول (بالإنجليزيّة: Linalool)، والكافور (بالإنجليزيّة: Camphor)، والتي قد تساعد على تسهيل الهضم، وتقليل التهيُّج في الجهاز الهضمي.
- محتواها من المواد التي تقلل الغازات: حيث تحتوي القرفة على مواد قد تُقلّل الغازات ، والانتفاخ، والتشنُّجات، والتجشؤ، كما أنّها قد تساهم في تقليل حرقة المعدة.
ويمكن إضافة ملعقة صغيرة من القرفة أو عود قرفة بطول 2.5 سنتيمتر إلى الوجبات الغذائية، أو خلطها مع الماء المغليّ لتحضير الشاي، واستهلاكها مرتين أو ثلاث مراتٍ يومياً؛ للتقليل من عُسر الهضم.
ومن جهةٍ أخرى؛ فإنّ الإفراط في تناول القرفة قد يؤدي إلى حرقة المعدة، وبالتالي زيادة أعراض عُسر الهضم ، وبالنسبة للقرفة الصينية فإنّ من المُحتمل عدم أمان استهلاكها بكمياتٍ كبيرةٍ لفتراتٍ طويلة؛ لأنّها قد تؤدي إلى حدوث آثار جانبية لدى بعض الأشخاص، كما تحتوي القرفة الصينية على كمياتٍ كبيرةٍ من مادة الكومارين الكيميائية، والتي قد تُسبّب الإصابة بأمراض الكبد أو تفاقمها لدى الأشخاص المُصابين بالحساسية، أما بالنسبة للحامل والمُرضع فإنّه لا توجد معلوماتٌ موثوقةٌ وكافيةٌ حول سلامة تناولها خلال هاتين الفترتين.
أمّا بالنسبة للقرفة السيلانية فإنّ تناولها بكمياتٍ كبيرةٍ يُعدّ غالباً غير آمن أثناء فترة الحمل، ولكن لا توجد أدلّةٌ كافيةٌ حول أمان استهلاكها بجرعاتٍ عاليةٍ أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، ولذلك فإنّه يجب استهلاكها بالكميات الموجودة في الطعام خلال هاتين الفترتين.
وللمزيد من المعلومات حول فوائد القرفة يُمكنك قراءة مقال فوائد شرب القرفة .
بذور الكمون
يُعدّ الكمون من المواد المفيدة للجهاز الهضمي، ونذكر فيما يأتي بعضاً من فوائده للهضم والغازات:
- يساعد على تحفيز الجهاز الهضمي المتراخي.
- يحتوي على مواد تساعد على التخفيف من عُسر الهضم وأحماض المعدة الزائدة، والغازات، والتهاب الأمعاء .
- يمتلك خصائص مُضادة للميكروبات.
وقد أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلّة Middle East Journal of Digestive Diseases عام 2013، والتي ضمّت 57 مريضاً يُعانون من متلازمة القولون المُتهيّج (بالإنجليزية: Irritable Bowel Syndrome)، والذي يُعرف اختصاراً بـ (IBS) إلى أنّ مُستخلص الكمون قد يساهم في التخفيف من جميع أعراض المتلازمة؛ كآلام البطن والانتفاخ.
ومن جهةٍ أُخرى لا توجد معلوماتٌ موثوقةٌ وكافيةٌ حول درجة أمان استخدام الكمون بكمياتٍ كبيرةٍ -كالموجودة في مستخلصاته- خلال فترة الحمل والرضاعة الطبيعية، ولذلك يُنصح بتناوله بالكميات الموجودة في الطعام خلال هاتين الفترتين.
وللمزيد من المعلومات حول فوائد الكمون يُمكنك قراءة مقال فوائد شرب الكمون .
أطعمة ومشروبات يجب تجنبها للوقاية من عسر الهضم والغازات
يُمكن أن تُسبّب بعض الأطعمة احتباس الغازات لدى العديد من الأشخاص، والتي بدورها قد تؤدي إلى الإصابة بعُسر الهضم، ونذكر فيما يأتي بعض هذه الأطعمة:
- المُحليّات الصناعية ؛ كالأسبارتام، والسوربيتول، والمالتيتول.
- مجموعة الخضراوات الصليبية؛ مثل: البروكلي، والملفوف، والقرنبيط.
- منتجات الألبان.
- مشروبات ومكمّلات الألياف الغذائية.
- الأطعمة المقلية.
- الثوم والبصل.
- الأطعمة الغنيّة بالدهون.
- البقوليات؛ والتي تشمل الفاصولياء والعدس.
- الخوخ وعصيره.
- الطعام الحار.
ومن الجدير بالذكر أنّه من المُمكن الاحتفاظ بمذكرة الطعام لتحديد الأطعمة المُحفّزة، وبالتالي الاستغناء عنها بسهولة كالمُحليّات الصناعية.
بالاضافة إلى أنّه هناك بعض الحالات المُتعلّقة بأمراض الجهاز الهضمي، والتي قد تتطلّب الابتعاد عن بعض الأطعمة؛ مثل:
- مرض حساسية القمح: (بالإنجليزيّة: Celiac disease)؛ يوصي الطبيب باتّباع نظامٍ غذائيٍّ خالٍ من الغلوتين في حال الإصابة بمرض حساسية القمح، حيث يشعر الأشخاص المُصابين بهذه الحساسية بتحسُّنٍ كبيرٍ في الأعراض بعد اتّباع هذا النظام.
- عدم تحمُّل اللاكتوز: يُمكن التحكُّم في أعراض عدم تحمُّل اللاكتوز عن طريق تغيير النظام الغذائي، حيث قد يوصي الطبيب بالحدّ من كمية اللاكتوز في الطعام أو المشروبات.
- متلازمة القولون المتهيّج: يجب على الأشخاص المُصابين بمتلازمة القولون المتهيّج اتّباع نظامٍ منخفضٍ بالفودماب (بالإنجليزيّة: FODMAPs)، وذلك من خلال تجنُّب بعض الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات التي يصعب هضمها؛ مثل: بعض أنواع الفواكه والخضراوات، ومنتجات الألبان، ومنتجات القمح والجاودار، والأطعمة التي تحتوي على أنواعٍ مُعيّنةٍ من المُحليّات.
نصائح عامة لتحسين الهضم والتخلص من الغازات
نذكر فيما يأتي بعض النصائح المفيدة للتخلُّص من عُسر الهضم والغازات:
- تناول الطعام ببطء: يساعد تناول الطعام ببطء على التقليل من ابتلاع الهواء الناتج عن تناول الطعام بسرعة، وبالتالي التقليل من الغازات والانتفاخ، بالإضافة إلى الشعور بالشبع بشكلٍ أسرع، ممّا يساعد على تجنُّب الإفراط في تناول الطعام الذي قد يؤدي إلى الانتفاخ.
- تناول وجبات صغيرة ومتكررة: قد يساعد تغيير النظام الغذائي من خلال تناول وجباتٍ صغيرةٍ ومتكررةٍ، وكمياتٍ أقلّ من الأطعمة التي تُسبّب الغازات على التقليل من فرصة حدوثها.
- تجنُّب تناول العلكة: يساعد تجنُّب مضغ العلكة على التقليل من كمية الهواء التي يتم ابتلاعها، وبالتالي التقليل من احتمالية احتباس الغازات والآلام الناتجة عنها، كما تحتوي العلكة الخالية من السكر على المُحليّات الصناعية التي قد تُسبّب الانتفاخ.
- عدم استخدام القشّة عند الشرب: يزيد الشُرب باستخدام القشة من كمية الهواء التي يتم ابتلاعها، كما أنّ الشُرب من القارورة يُمكن أن يمتلك نفس التأثير بالاعتماد على حجم وشكل القارورة، ولذلك فإنّ من الأفضل الشُرب باستخدام الكأس للتقليل من ألم الغازات والانتفاخ.
- الحدّ من تناول الأطعمة المُصنّعة: مثل: الشيبس، والبسكويت، والمعجنات؛ لأنّها قد تكون صعبة الهضم.
- تناول المزيد من الفواكه والخضراوات: وذلك لاحتوائها على نسبةٍ عاليةٍ من الألياف الغذائية التي تساعد على تسهيل حركة الأمعاء والهضم.
- مضغ الطعام جيداً: يساعد مضغ الطعام جيداً على حصول الإنزيمات الموجودة في اللعاب على الوقت الكافي لهضم الطعام ، وإرسال إشاراتٍ تحضيريةٍ إلى الأمعاء لهضم الطعام.
- الحصول على ما يكفي من النوم: يساعد النوم الكافي على التقليل من عُسر الهضم، كما يساعد النوم والرأس مرفوع على التقليل من ارتجاع المريء .