ما مدة نزول القران الكريم
مدة نزول القران الكريم
نزل القرآن الكريم على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على مرحلتين؛ وتفصيلهما فيما يأتي:
النزول المجمل للقرآن
النزول الإجمالي للقرآن يعني نزوله مرّة واحدة؛ حيث أنزله الله -تعالى- دفعة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزّة في السماء الدنيا، وكان توقيت هذا النزول في نزل في شهر رمضان في ليلة القدر ، وقد قال -تعالى- في ذلك: (إِنّا أَنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدرِ)، وقال أيضاً: (شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدًى لِلنّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ).
أمّا ما يخص العام الذي نزل فيه القرآن إلى بيت العزّة فلم يتحدد العام، كما لم يتحدد إن كان النزول حصل بعد البعثة النبويّة أم قبلها.
ولهذا النزول حكم كثيرة، ومنها:
- أنّ في ذلك تعظيماً للقرآن الكريم وللنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وبيانٌ لفضله وعلوّ منزلته -عليه السلام- عن سائر الأنبياء.
- رفع قدر الأمّة الإسلامية وبيان فضلها ومكانتها.
- كما أنّ ذلك دليلٌ جليٌّ على عظم علم الله -تعالى- وقدرته.
نزول القرآن مفرقا
المرحلة الثانية من نزول القرآن هي نزوله مفرّقاً على قلب النبي -عليه السلام-، حيث استمر نزوله على النبيّ من حين بُعث وحتى مات -عليه السلام-، وكان نزوله مفرقا بحسب ما يحصل من أحداث.
وقد ذهب جمهور أهل العلم ومنهم ابن عبّاس إلى أنّ نزول القرآن كان في ثلاث وعشرين سنة، بناء على مدّة مكث النبيّ -عليه السلام- في مكّة المكرمة ثلاث عشرة سنة، واتّفق أهل العلم على أنّ النبي -عليه السلام- مكث في المدينة عشر سنين.
وذكر بعض المحققين مثل الشيخ محمد الخضرى أنّ مّدة إقامته -عليه السلام- في مكّة بعد البعثة كانت بالتحديد اثني عشرة سنة وخمسة أشهر وثلاثة عشر يوماً، ويضاف إلى ذلك مدّة إقامته في المدينة المنورة حتّى وفاته، والتي استمرت تسع سنوات وتسع أشهر وتسعة أيّام؛ أيّ أنّ ذلك كان في السنة العاشرة من الهجرة؛ فثلاث عشرة سنة في مكّة وعشر سنين في المدينة فتكون مدّة نزول الوحي على النبي ثلاث وعشرون عاماً.
الحكمة من نزول القرآن الكريم مفرّقاً
نزول القرآن الكريم مفرّقاً على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان من رحمة الله -تعالى- وحكمته؛ فتتابع نزول القرآن الكريم على النبي -عليه السلام- له الكثير من الحكم ومنها:
- كان سبباً في ثبات قلبه وتجديد قوّته والعناية به.
- كثرة نزول المَلَك على النبيّ الكريم كان من أحد الأسباب التي تدخل السرور على قلب النبيّ محمّد -عليه السلام- وتجبر خاطره، وكلّما كثر نزول الوحي عليه كان أعظم في كرمه وجوده.
- أنّ نزول القرآن مفرّقاً حسب الحوادث والأحوال والوقائع والظروف هو ميزة من ميزات هذا الكتاب العظيم عن باقي الكتب السماويّة التي نزلت على الرّسل دفعة واحدة.
- ومن حكم نزول القرآن مفرّقاً أيضاً تحدي المشركين في أن يأتوا بمثل هذا القرآن.
- نزول القرآن مفرّقاً أسهل لحفظه في قلوب المؤمنين وصدورهم، وقد يصعب على المسلمين حفظه في حال نزوله مرّة واحدة.
- ومن ذلك أيضاً تدرّج القرآن في نزول الأحكام والتشريعات.
نزول القرآن الكريم
يُرسل الله -سبحانه- الرّسل والأنبياء إلى الناس ويبعث معهم المعجزات التي تؤيّد رسالتهم وتدلّ على صدق نبوّتهم، فلم يُرسل الله -تعالى- نبيّاً إلّا وأنزل معه معجزة تؤيّد صدقه، وكان للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- الحظّ الأكبر من المعجزات سواءً في العدد أو في الأثر، وأعظم هذه المعجزات وأبقاها المعجزة الخالدة وهي القرآن الكريم .
وهو دستور المسلمين، وهادي العالمين ومرشد البشريّة إلى الحقّ المُبين؛ ففيه حُكم الله -تعالى- وشريعته الصالحة لكل زمان ومكان، ومن تبعه فقد تبع الصراط المستقيم واستنار بالنور المبين، قال -تعالى-: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ).