ما هي صفائح الدم
ما هي صفائح الدم
الصفائح الدموية أو الصفيحة الدموية أو الصُفَيحة (بالإنجليزية: Platelet) أو (بالإنجليزية: Thrombocyte)، هي قطع صغيرة جدًا من الخلايا، لا لون لها وتشبه في شكلها الأقراص الصغيرة غير المنتظمة، وتوجد في الدم والطحال، وهي في الأصل عبارة عن قطع صغيرة من خلايا كبيرة جدًا في حجمها تسمّى خلايا نواء أو خلايا كبيرة النواة (بالإنجليزية: Megakaryocytes) موجودة في نخاع العظم ، ويمثّل نخاع العظم المركز الإسفنجي في العظام، حيث يتم تصنيع مكوّنات الدم وهي؛ الصفائح الدموية، وكريات الدم الحمراء، وكريات الدم البيضاء فيه، ويُشار إلى أنها هذه المكونات توجد معلقة بسائل شفاف يميل لونه للأصفر يسمى البلازما (بالإنجليزية: Plasma)، وينتج نخاع العظم باستمرار صفيحات دموية جديدة لتحلّ محلّ الصفيحات التي تتحلل أو تُستخدم أو يفقدها الجسم خلال النزيف، ويبلغ متوسط عمرها في الدورة الدموية من 8 إلى 10 أيام تقريبًا.
تحاليل الصفائح الدموية
تتضمن تحاليل الصفائح الدموية عدة فحوصات نذكر منها ما يأتي:
تحليل تعداد الصفائح
يقيس تحليل تعداد الصفائح (بالإنجليزية: platelet count) عدد الصفائح في الدم، ويتم إجراؤه عادةً كجزء من اختبار تعداد الدم الكامل (بالإنجليزية: Complete blood count) واختصارًا CBC، الذي يعدّ أحد اختبارات الصحة العامة، ويُشار إلى أنّ تعداد الصفائح يتأثر بالعديد من الأمراض، وهناك العديد من الأسباب والدواعي الطبية لإجراءه، كتشخيص بعض الأمراض، أو البحث عن أسباب التجلّط أو النزيف الشديد.
اختبارات وظائف الصفائح الدموية
تقيس اختبارات وظائف الصفائح الدموية (بالإنجليزية: Platelet function tests) قدرة الصفائح على التجمّع، وتعزيز عملية التخثر ، من خلال استخدام مُعدّات مخصصة لهذه الاختبارات، وتشمل اختبارات وظائف الصفائح الدموية واحدًا أو أكثر ممّا يأتي:
- تحليل زمن الإغلاق (بالإنجليزية: Closure time assay).
- قياس اللزوجة (بالإنجليزية: Viscoelastometry).
- زمن النّزيف (بالإنجليزية: Bleeding time).
- قياس تجمع الصفائح الدموية (بالإنجليزية: Platelets aggregometry).
- التدفق الخلوي (بالإنجليزية: Flow cytometry).
وفيما يأتي بيانٌ لدواعي إجراء اختبارات وظائف الصفائح الدموية:
- المعاناة من أعراض اختلال الصفائح الدموية كالمعاناة من النزيف المُفرط وذلك عند إجراء عمليات الأسنان مثلًا، أو ملاحظة ظهور الكدمات بسهولة، أو نزيف الأنف المتكرر، أو غزارة الطمث لدى النساء، أو نزيف اللثة، وغيرها.
- قبل إجراء العمليات الجراحية الكبرى، وأثناء العمليات الجراحية الطويلة.
- متابعة الأفراد الذين يأخذون أحد الأدوية التي قد تؤثر في وظائف الصفائح الدموية.
العدد الطبيعي للصفائح الدموية
يتراوح عدد الصفائح الدمويّة الطبيعيّ من 150-450 ألف صفيحة لكل ميكرولتر من الدم، وفي حال بلغت الصفائح الدموية أكثر من 450 ألف، فيقال إنّ هناك زيادة في عدد الصفائح، وتُعرف هذه الحالة بكثرة الصفيحات (بالإنجليزية: Thrombocytosis)، أمّا حالة قلّة الصفيحات الدموية (بالإنجليزية: Thrombocytopenia) فتحدث عند انخفاض عددها عن 150 ألف.
وظيفة صفائح الدم
تكمن وظيفة الصفائح الدموية بقدرتها على إيقاف النّزف، فعند التعرض لجرحٍ ما، تتعرّف الصفائح الدموية التي تدور في الدم على مكان الجرح وترتبط ببعضها بعضًا وبموقع الجرح لإيقاف النزف عبر تجلّطها في المكان نفسه، وتُعرف عملية انتشار الصفائح الدموية عبر سطح الجرح باسم الالتصاق (بالإنجليزية: Adhesion)، ويحدث الالتصاق عند نمو أجزاء لزجة للصفائح الدموية تساعدها على الالتصاق ببضعها، في حين تُرسل أيضًا إشارات كيميائية لجلب المزيد من الصفائح الدموية للارتباط بموقع الخثرة، وتُعرف هذه العملية باسم تكدّس الصفائح الدموية (بالإنجليزية: Aggregation).
مشاكل صفائح الدم
تشمل أمراض الصفائح الدموية ما يأتي:
زيادة الصفائح الدموية
تُعرف زيادة الصفائح الدموية بارتفاع نسبة الصفائح الدموية عن المعدّل الطبيعي في الدم، وتُقسم زيادة الصفائح الدموية إلى نوعين؛ الأول هو كثرة الصفيحات الأوليّة (بالإنجليزية: Primary thrombocythemia) التي تكون الزيادة فيه مجهولة السبب، ويظهر كحالة مرضية مستقلة على عكس النوع الثاني، الذي تكون فيه الزيادة في عدد الصفائح عَرضًا مرتبطًا بمرض، ويُسمى كثرة الصفيحات الثانويّة (بالإنجليزية: Secondary thrombocytosis).
الأسباب
تظهر حالة كثرة الصفيحات الأولية دون وجود سبب معروف يؤدي إلى الإصابة بها، وقد تكون وراثية، أمّا حالة كثرة الصفيحات الثانوية فهناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بها، نذكر منها ما يأتي:
- الأنيميا أو فقر الدم؛ وهو انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء.
- فقدان الدم أو النّزيف.
- العدوى.
- الإصابة بالسرطان، كالإصابة بابيضاض الدم النقويّ المزمن (بالإنجليزية: Chronic myelogenous leukemia)؛ وهو أحد أنواع السرطان الذي يصيب نخاع العظم، والأنسجة الرخوة التي تساعد على تكوين خلايا الدم.
- تلقّي العلاج الكيميائي .
- الإصابة بالأمراض الالتهابية، كالإصابة بمرض كاوازاكي (بالإنجليزية: Kawasaki disease)؛ وهو أحد الأمراض النّادرة التي تظهر في مراحل الطفولة، وتتسبب بالتهاب الأوعية الدموية.
- الإصابة بمتلازمة خلل التنسج النقوي (بالإنجليزية: Myelodysplasia)؛ وهي حالة تتحول فيها خلايا الدم إلى خلايا غير طبيعية، مما يُحدث خللًا في نموها أو وظيفتها.
- الإصابة بالتليّف النقويّ (بالإنجليزية: Myelofibrosis)؛ وهي حالة مرضية تسبب ظهور تندبات في أنسجة نخاع العظم.
- الإصابة بكثرة الحمر الحقيقية (بالإنجليزية: Polycythemia vera)؛ وهي حالة مرضية نادرة يُصاب فيها نخاع العظم، تؤدي إلى فرط إنتاجه لخلايا الدم.
- حدوث ردّة فعل بعد تناول بعض الأدوية مثل الستيرويدات.
- استئصال الطحال (بالإنجليزية: Splenectomy)؛ وهي عملية جراحية يتمّ فيها إزالة الطحال.
الأعراض
قد لا تؤدي الإصابة بزيادة الصفيحات الدموية إلى ظهور الأعراض عند غالبية المصابين، لكن في حال ظهورها فإنّها قد تتضمّن ما يأتي:
- ظهور الكدمات على الجلد.
- حدوث نزيف في عدّة أماكن في الجسم؛ مثل المعدة والأمعاء، ونزيف الفم واللثة، ونزيف الأنف.
- تجلط الدم بشكل غير طبيعيّ، ممّا قد يسبب الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبة القلبية، أو الجلطات غير المعتادة في الأوعية الدموية للبطن.
- احمرار الأطراف المؤلم (بالإنجليزية: Erythromelalgia)؛ ويُصاب به عادةً الأفراد المصابون بزيادة الصفائح الدموية الأولية، ويتمثل باحمرار ودفء وانتفاخ اليدين والقدمين إضافةً إلى الشعور بالألم والوخز أو التنميل.
العلاج
يتضمّن علاج زيادة الصفائح الدموية علاج السبب المؤدي لارتفاعها، وقد يصف الطبيب جرعات قليلة من الأسبرين ؛ لتخفيف بعض الأعراض الخفيفة التي يعاني منها الفرد، لكن تقتضي بعض الحالات الدخول إلى المستشفى؛ كالإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية نتيجةً لزيادة صفائح الدم، أو في حال النزف الشديد، ونذكر فيما يأتي بعض الطرق العلاجية المتّبعة لخفض كمية الصفائح الدموية في الدم:
- أخذ بعض أنواع الأدوية.
- اللجوء إلى تبادل الصفيحات (بالإنجليزية: Platelet exchange)؛ وهو إجراء يتمّ فيه سحب بعض دم المُصاب لإزالة الصفائح الدموية الموجودة فيه، ثم إعادته مجددًا إلى الجسم.
- زراعة الخلايا الجذعية ؛ وهو خيار علاجي يتمّ اللجوء إليه نادرًا وذلك عند فشل العلاجات الأخرى، ويُشترط وجود متبرّع، وأن يكون المصاب شابًا.
نقص الصفائح الدموية
وهي حالة تتمثل بقلة الصفيحات الدموية (بالإنجليزية: Thrombocytopenia)، وينتج عنها الإصابة بنزيف خارجي أو داخلي، وقد يتراوح هذا النزيف في شدته من خفيف إلى شديد.
الأسباب
قد يكون نقص الصفائح الدموية ناتجًا عن إحدى الحالات الآتية:
- حالات مجهولة السبب: أي لا يوجد سبب معروف أدّى إليها.
- حالات وراثية: (بالإنجليزية: Inherited)، وتحدث عند انتقال الجين المسبب لنقص الصفائح من الأباء إلى الأبناء.
- حالات مُكتسبة: (بالإنجليزية: Acquired)، ويكتسب فيها الأفراد حالة نقص الصفائح نتيجةً لأسباب أدت إليها، بمعنى أنها لم تكن موجودة منذ الولادة، وفي ما يأتي ذكرٌ لبعض العوامل التي يؤدي وجود أحدها أو أكثر إلى الإصابة بنقص الصفائح الدموية:
- قلّة إنتاج الصفائح الدموية في نخاع العظم.
- كثرة استخدام أو تحطيم الجسم للصفائح الدموية، في حين يكون إنتاج نخاع العظم للصفائح كافيًا.
- انحصار الصفائح الدموية في الطحال.
الأعراض
تتضمّن أعراض وعلامات نقص الصفائح الدموية ما يأتي:
- سهولة أو زيادة ظهور الكدمات على الجلد.
- نزيف سطحيّ داخل الجلد، ويظهر على شكل طفح جلديّ من بقع أرجوانية أو حمراء اللون، وعادةً تظهر على الجزء السفليّ من الساقين.
- ظهور الدم في البول أو البراز.
- تضخم الطحال .
- شعور بالتعب.
- المعاناة من غزارة الطمث بصورة غير اعتيادية، ويظهر ذلك عند النساء.
- نزيف من اللثة أو الأنف.
- زيادة فترة النزف بعد التعرض للجروح.
العلاج
على الرغم من أنّ حالة نقص الصفائح قد تستمرّ لأيام أو سنوات، إلّا أنّها قد لا تحتاج علاجًا في الحالات الخفيفة، أمّا الحالات التي تستدعي علاجًا، فإن ذلك يعتمد على شدّتها والعوامل المؤدية إليها، وبذلك فإنّ الحالات التي تكون فيها حالة نقص الصفائح ناتجة عن الإصابة بمرض معين، أو تناول دواء معين، فإنّ علاج السبب هنا قد يكون كفيلًا بعلاج المشكلة، ويُشار إلى أنّ الطبيب قد يلجأ إلى الإجراءات الآتية لعلاج الحالات التي يكون فيها نقص الصفائح شديدًا:
- صرف الأدوية العلاجية.
- نقل الدم أو نقل الصفائح الدموية.
- استئصال الطحال.
اختلال الصفائح الدموية
تتمثّل حالة اختلال الصفائح أو اضطراب الصفائح (بالإنجليزية: Platelet dysfunction) بوجود عدد طبيعي للصفائح في الدم، إلّا أنّ هذه الصفائح لا تقوم بعملها كما يجب، ويُشار إلى أنّ اختلال الصفائح قد يكون مرتبطًا بوجود بعض الأمراض النادرة التي تؤدي إليه.
الأسباب
قد يكون اختلال الصفائح الدموية حالة وراثية تظهر عند الفرد منذ ولادته، أو قد تكون حالة مكتسبة أو ثانوية، تظهر نتيجة الإصابة بمرض أو اضطراب معين.
اضطرابات صفائح الدم المكتسبة
تحدث اضطرابات صفائح الدم المكتسبة نتيجةً لأحد العوامل الآتية:
- تناول بعض الأدوية: ومن أمثلتها:
- الأسبرين وغيره من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Non-steroidal anti-inflammatory drugs)، واختصارًا NSAIDs.
- الأدوية المضادّة للتخثّر (بالإنجليزية: Antiplatelet drugs)، مثل دواء كلوبيدوغريل (بالإنجليزية: Clopidogrel)، وغيره من الأدوية التي تستخدم لمنع السكتات الدماغية والنوبات القلبية.
- الإصابة بأمراض معيّنة: بحيث تؤثر هذه الأمراض في وظيفة الصفائح، مثل:
- تشمّع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis).
- أمراض الكلى.
- الورم النقوي المتعدد (بالإنجليزية: Multiple myeloma).
- الذئبة الحمامية الجهازية (بالإنجليزية: Systemic lupus erythematosus).
- بعض الإجراءات الطبية: مثل إجراء المجازة القلبية الرئوية (بالإنجليزية: Cardiopulmonary bypass) أثناء عملية القلب المفتوح .
اضطرابات صفائح الدم الموروثة
ومن أمثلة الاضطرابات أو الأمراض وراثية التي قد تؤدي إلى اختلال الصفائح الدموية ما يأتي:
- مرض فون ويل براند (بالإنجليزية: Von Willebrand disease)، وهو أكثر اضطرابات الصفائح الدموية الوراثية شيوعًا.
- مرض جلانزمان (بالإنجليزية: Glanzmann disease).
- متلازمة فيسكوت آلدريك (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome).
- متلازمة تشيدياق هيغاشي (بالإنجليزية: Chédiak-Higashi syndrome).
- متلازمة برنارد سوليير (بالإنجليزية: Bernard-Soulier syndrome).
الأعراض
تختلف الأعراض المرافقة لاضطرابات الصفائح الدموية باختلاف سبب الإصابة وشدّته، وقد يعاني المصابون باختلالات الصفائح الدموية من الأعراض الآتية:
- سهولة ظهور الكدمات على الجلد.
- فرط النزيف بعد التعرض لجرح بسيط، أو عملية جراحية بسيطة كقلع الأسنان، أو عند إجراء الختان للذكور.
- شدة أو غزارة الطمث عند النساء.
- ظهور نقاط حمراء صغيرة على الجلد بعد الإصابات البسيطة.
العلاج
يختلف العلاج باختلاف السبب المؤدي للإصابة باضطراب الصفائح الدموية، وباختلاف الأعراض التي ترافق الحالة، و يشمل العلاج الإجراءات الآتية:
- علاج السبب االمؤدي للإصابة باختلال الصفائح الدموية.
- التوقف عن أخذ الأدوية التي تسبب النزيف.
- اللجوء لإجراءات أخرى مساعدة، حسبما تقتضي الحالة.