ما هي صغائر الذنوب
صغائر الذنوب
تنقسم الذنوب والمعاصي إلى صغائر وكبائر ؛ فالصّغائِر هي: "ما خرج عن حَد أقل الكبائر أو هو ما دون الحدَّين؛ حد الدنيا، ووعيد الآخرة، ولم يقترن بالنهي عنه وعيد، أو لعن، أو غضب، أو عقوبة، أو نفي الإِيمان عن فاعله".
ويتم التكفير عن الصغائر بالابتعاد عن المعصية والكبائر، والإكثار من الاستغفار، والإكثار من الأعمال الصالحة، فقد يفعل الإنسان مِنّا أفعالاً مع الظنّ بأنها قليلة أو غير مُهِمَة، وهو لا يعلم أنّها قد تُفسِد عليه حياتُه وعيشِه، وقد تقودُ لأمور أسوأ منْ الذي يتخيّل، وسنذكر بعض هذه الصغائر والهفوات فيما يأتي:
الغضب بالباطل
لقد حثّ الإسلام على تجنب الغضب المذموم الذي يخرج العقل والدين عن ضوابتهما، فيؤدي إلى الوقوع بأضرار كثيرة سنبينها فيما يأتي:
- الغَضَب يصنَع غِشاوة على بَصِيرة الشّخص، ولا يجعل النّفْس تحاسب نفسَها، فلا يعود الإنسان مُهتَماً بالآخِرين وباحتِرامِهم وتقديرهُم في موضع غضَبُه.
- قد يقود الغَضَب إلى معاصٍ أخرى، فقد يرتكِب جرائم انقِياداً لغضبِه وعدم تحَكُمُه في نفسِه.
- قد يُنعت الشّخص بالسُمعَة السّيئة لاحقاً؛ جراء ما كان قد اقترفَه في لحظة غضب، وبالتّالي فساد علاقاتُه مع الآخرين.
الحقد والحسد
يُقصد بالحَسَد بأنه كُره نِعمة الله على ذاك الشّخص المَحسُود وتمنّى زوالها عنه، وهذا يكون مَمزوجَاً بالحِقْد على هذا الشّخص، وقد صنّفهُ العُلماء من بعدِها لمراتِب أربعة من حيثُ تمنّيه زوال النّعمة عن المحسود، ومن حيثُ تمنّيه أنْ تكون له نَفسْ النّعِمة.
ول علاج الحسد يستطِيع الإنسان أنْ يتخلّص منها وبكل إصرار وعزْم، فيُواظِب على التِزام كتاب الله، وتعويد النّفس على الرّضا والقناعة بما قَسّم الله، فالقنَاعة كِنزٌ لا يفنى، وأنْ يستعِين بالله على الشيطان لإعطائه القوة على الثّبات.
السب والشتم
أوصانا الخالِق بعدم السُخرِيّة منْ النّاس وألا نشتمهُم وألا نُسمِيهُم بأسماء لا يُحبونَها، أو قد تَحِطْ من قدرِهم؛ لأنها تؤدي إلى انتهاك حُرمات المؤمنين، فلا يعُود الإنسان قادِراً على تحَمُلْ عِيشة الضّنَك، والابتعاد عن السبّ والشتم منْ أهم ما وصّى به الله والرّسول، فقد جاء النّبي الكريم ليُتمِمَ مكارِم الأخلاق على أمّة الإسلام والنّاس كافّة.
الغيبة والحديث عن الآخرين
الغيبة تتمثل بذكر المسلم أخاه المسلم بما يكره؛ وقد حذّر الله -تعالى- من التخلق بهذا الخلق فقال في كتابه العزيز: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)؛ فمثل هذه الخَلِيقة تسلِب من حسنات المسلم يوم الحِساب العَظيم، فيجب أن نحاول قدر ما استطَعنا اجتنابها والتحلّي بمكارِم الأخلاق والقول الحَسَنْ.
إيذاء الجار وإساءة التصرف معه
حثنا الله -تعالى- على فعل كل خير يؤدي إلى صلاح الأمر في الدنيا والآخرة، وأوصى جبريل -عليه السلام- النبي الكريم بالجار حتى ظنّ أنه سيورثه؛ لذا يجب أن يبتعد المسلم عن إيذاء جاره؛ فلا يقوم بإصدار فعلٍ أو قولٍ يزعجه أو يقلقه، بل يقوم بتقديم المساعدة له إذا احتاج للمساعدة، ويشاركه في أفراحه وأتراحه.
تحول الصّغائر لِكبائر
يجب الإشارة إلى أنّ هذه الذنوب الصغيرة قد تتحول إلى كبائر الذنوب ، وذلك عند تحقق عدّة أمور سنبينها فيما يأتي:
- الإصْرار على ارتِكاب هذه المعاصِي.
- الاستِهانة بعِظَم الذنب وإن كان صغيراً
- الفرحة واللّذة بارتكاب المعاصي.
- التهاون بستر الله -تعالى- ورحمته.