ما هي أقوى عملة في العالم
الدولار الأمريكي أقوى عملة في العالم
يُعتبر الدولار الأمريكي أقوى عملة في العالم ، أيّ العُملة العالميّة الأكثر اسقراراً، والقادرة على الصمود أمام الأزمات الماليّة العالميّة؛ إذ يلجأ الكثير من الأشخاص والحكومات الدوليّة للاحتفاظ بها عند الأزمات والاضطربات الاقتصاديّة؛ وذلك لعدّة أسباب اقتصاديّة كالآتي:
- احتفاظ المصارف والبنوك المركزيّة في أغلب دول العالم بالدولار الأمريكي كأكبر عُملة احتياطيّة عالميّة غير رسميّة، حيث تُشير إحصائيّات صندوق النقد الدوليّ (IMF) في نهاية عام 2019م إلى أنّ الدولار الأمريكيّ يُشكّل تقريباً نسبة 60% من مجموع احتياطي البنك المركزي من العُملات الأجنبيّة المعروفة.
- التداول والتجارة بالدولار الأمريكي لا يقتصر فقط على المُعاملات الماليّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة، بل يمتاز الدولار الأمريكي بقابليته للتداول في شتّى أنحاء العالم، وبشكلٍ خاص في دول الاتحاد السوفياتي السابق ودول قارّة أمريكا اللاتينيّة؛ علماً بأن حجم التداول بالدولار الأمريكي حول العالم قُدِّرَ بقيمة 1,671 مليار دولار،وبحسب الإحصائيات الاقتصاديّة في عام 2018م فإنّ نصف هذا التداول كان خارج الأسواق الأمريكيّة.
- الاستقرار بالسياسات الاقتصاديّة والمناخ السياسيّ في الولايات المُتحدة الأمريكيّة؛ ممّا يلعب دوراً رئيسياً في دعم قيمة عملتها.
- اعتبار السندات الأمريكيّة الصادرة من وزارة الخزانة الأمريكيّة بأنّها شكل من أشكال الدَّين الدولي الآمن؛ وذلك لأنّها محطّ ثقة بالسداد الكامل وفي الوقت المحدد، وبحسب إحصائيّات صندوق النقد الدوليّ في نهاية عام 2019م فإنّ نسبة 40% من إجمالي ديون دول العالم يتمّ إصدارها بالدولار الأمريكي؛ ولهذا فإنّ المصارف الأجنبيّة تتجه إلى ضخّ مبالغ كبيرة بعملة الدولار الأمريكيّ؛ وهذا ما يجعله العملة الأكثر قابليةً للاسترداد؛ وذلك لتسهيل أعمال التجارة العالميّة.
هيمنة الدولار الأمريكي كعملة احتياط عالمية
دعمت الولايات المتحدة الأمريكيّة الدول الحلفاء خلال الحرب العالميّة الثانية مقابل حصولها على الذهب؛ ممّا جعلها الحائز الأكبر للذهب في العالم آنذاك، وبعدما انتهاء الحرب اتجهت العديد من الدول لربط عُملتها المحليّة بالدولار الأمريكي؛ ومنذ ذلك الوقت برزت عملة الدولار الأمريكي كعملة عالميّة وأصبحت العُملة الاحتياطية الأكبر في العالم حتّى الوقت الحالي.
كان لاتفاقية بريتون وودز دور بارز في جعل الدولار الأمريكي أكبر عملة احتياطية في العالم؛ إذ اجتمع ممثلون من 44 دولة من دول الحلفاء في مدينة بريتون وودز في ولاية نيوهامبشير بالولايات المتحدة الأمريكيّة عام 1944م؛ للتوصل إلى نظام مالي عالمي جديد لإدارة النقد الأجنبي العالمي، وإثر هذه الاتفاقية تقرّر وقف ربط عملات دول العالم بالذهب وربطها بالدولار الأمريكي المرتبط بالذهب؛ وبذلك تطوّر الدولار الأمريكي من عملة محليّة لعملة احتياطيّة عالميّة.
قرّرت الحكومة الأمريكيّة في مطلع السبعينيات من القرن الماضي وقف ربط عملتها بالذهب، وذلك بعدما زادت مُطالبة الدول للذهب مقابل ما تمتلكه من دولارات أمريكيّة؛ محاولةً بذلك وضع حدّ للتضخم المالي العالمي، علماً بأنّ فكّ ربط الدولار الأمريكي بالمعيار الذهبي أدّى إلى ظهور ما يُدعى بتعويم العُملة ؛ أيّ أنّ أسعار صرف العُملات لا تكون بأسعار ثابتة بل عائمةً بشكل مُتغيّر ونظراً إلى حجم الاقتصاد الأمريكي وقوّته وهيمنة الأسواق الماليّة الأمريكيّة فإنّ الدولار الأمريكي ما زال أكبر عُملة احتياطيّة في العالم رغم تخلّيه عن المعيار الذهبي.
نبذة تعريفيّة عن الدولار الأمريكي
يُشار إلى عملة الدولار الأمريكي اختصاراً بالرمز العالمي (USD) أو بالرمز الشكلي ($) أو( $US)، علماً بأنّ الدولار الأمريكي الواحد يتجزّأ إلى 100 سنت، وقد تمّ إصدار الدولار الأمريكي في الأسواق المالية بشكله الحالي لأول مرّة عام 1914م، ويُعدّ بنك الاحتياطي الفيدرالي الجهة المسؤولة عن إصدار فئات عُملة الدولار الأمريكي الورقيّة والمعدنيّة، والتي تتوافر في الوقت الحالي على هيئة سبع فئاتٍ ورقيّة، وهي: 1، و2، و5، و10، و20، و50، و100 دولار، في حين يتمّ إصدار مجموعة مختلفة من فئات الدولار وأجزائه على شكل قطع نقديّة معدنيّة للتداول اليومي في التعامُلات التجاريّة المختلفة على هيئة ستّ فئات معدنيّة، هوي: السنت الواحد، و5 سنت، و10 سنت، وربع الدولار (25 سنت)، ونصف الدولار (50 سنت)، والدولار الواحد.
الدول التي تعتمد الدولار الأمريكي كعملة رسمية
يُعدّ الدولار الأمريكي العُملة الوطنيّة الرسميّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة ، كما أنّه العُملة الوطنية الأكثر استخداماً في قارّة أمريكا الشماليّة؛ إذ يتمّ تداوله بشكل رسمي في معظم دول القارّة، وكذلك في بعض البلاد والأقاليم التابعة لمنطقة البحر الكاريبي وأمريكا الوسطى، حيث تتخذ خمسة أقاليم أمريكيّة وسبع دول مستقلة الدولار الأمريكي كعملة رسمية لها، وهي: الإكوادور، وجمهوريّة تيمور الشرقيّة، والسلفادور، وجزر مارشال، وميكرونيزيا ، وبالاو، وزيمبابوي.
تجدر الإشارة إلى أنّ الدولار الأمريكي أكثر العُملات تداولاً على مستوى العالم، وذلك بحسب حجم التداول في سوق فوركس للعملات الأجنبيّة وِفقاً لإحصائيات بنك التسويات الدوليّة لعام 2019م؛ والتي تُشير إلى أنّ متوسط حجم التداول اليومي للدولار الأمريكي لعام 2019م بلغ ما يُقارب 2.9 تريليون دولار، علماً بأنّ سوق فوركس هو أكبر سوق مالي في العالم؛ إذ يُقدَّر متوسط حجم التداول اليومي الإجمالي فيه بما يُقارب 6.6 تريليون دولار أمريكي.