أعراض نقص الكالسيوم والمغنيسيوم
أعراض نقص الكالسيوم والمغنيسيوم
يرتبط نقص المغنيسيوم بحالة نقص كالسيوم الدم التي قد تحدث كنتيجة ثانوية لنقص المغنيسيوم وتُسبّب التشنّج والشد العضلي، وللتخلص من هذه الأعراض يجب تصحيح مستويات كِلا العنصرَين، وفي ما يأتي أعراض كلّ حالة منهما:
أعراض نقص الكالسيوم
يُمكن أنّ يحدث نقص الكالسيوم في أيّ عُمر، وعلى الرغم من أنّه قد لا تظهر أيّ أعراض على المُصابين به في بداية إصابتهم، إلّا أنّه فيما بعد قد يُصاب المريض بعدّة مشاكل صحية مُتعلقة بضعف العظام نتيجةً لنقص الكالسيوم؛ فعلى سبيل المثال قد يؤثر النقص على الأطفال بشكلٍ يمنع وصولهم إلى كامل الطول المُتوقّع لهم عند بلوغهم، أمّا البالغون فقد يُسبّب لهم نقصاً في الكتلة العظمية ؛ مما يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis)، وتتضمن الأعراض أيضاً الإصابة بالخمول، والقلق، والتهيج، والرعاش، والإصابة بالنوبات، وما يُعرَف بالارتجافات الحزمية (بالإنجليزية: Muscle Twitching)،
وفي حال كان النقص مزمناً فقد يُسبّب اضطرابات في معدل الأيض، واختلالات وظيفية أخرى؛ كآلام الصدر، وتشنجات العضلات، وتكسر الأظافر وهشاشتها، وخدران أصابع اليدين والقدمين، وجفاف الجلد، كما قد يؤدي إلى الإصابة بكساح الأطفال (بالإنجليزية: Rickets)، وانخفاض الكثافة العظميّة (بالإنجليزية: Osteopenia)، بالإضافة إلى الاكتئاب، والإعياء الشديد، ومشاكل في الجلد والأظافر والأسنان، كما قد يزيد من آلام المُتلازمة السابقة للطمث (بالإنجليزية: Premenstrual Syndrome) لدى الإناث.
وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول نقص الكالسيوم يمكن قراءة مقال ما هي أعراض نقص الكالسيوم .
أعراض نقص المغنيسيوم
يُمكن أن يتعرض بعض الأشخاص الأصحاء الذين لا يحصلون على كميات كافية من المغنيسيوم إلى النقص فيه دون الشعور بأعراض ذلك، لكنّ استمرار النقص لفترة طويلة قد يرتبط بالعديد من المشاكل الصحية؛ كارتفاع ضغط الدم، والضعف، والاكتئاب، ومن أعراضه أيضاً الإعياء، والغثيان، والتقيؤ، وفقدان الشهية، وقد يتطور ليُسبّب التنميل والخدران ، واضطراب النظم القلبي (بالإنجليزية: Arrhythmia)، وتشنج العضلات، كما قد يُسبّب تغيرات في الشخصية، وفي حال ازدياد حدة النقص فقد يُسبّب اضطراباً في الكهارل (بالإنجليزية: Electrolytes) ويؤدي إلى انخفاض مستويات الكالسيوم والبوتاسيوم في الجسم.
وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول نقص المغنيسيوم يمكن قراءة مقال ما هي أعراض نقص المغنيسيوم في الجسم .
العلاقة بين نقص الكالسيوم والمغنيسيوم
يُمكن أن يُعاني الأشخاص الذين تنخفض لديهم مستويات المغنيسيوم في الدم بشكل كبير من نقص كالسيوم الدم (بالإنجليزية: Hypocalcemia)، ونقص بوتاسيوم الدم (بالإنجليزية: Hypokalemia) كذلك، وفي ما يأتي توضيحٌ لذلك:
- الكالسيوم: يُسبّب انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم ما يُعرَف بمرض نقص الكالسيوم والذي يُسمّى علمياً بنقص كالسيوم الدم.
- وللمزيد من المعلومات حول نقص الكالسيوم يمكن قراءة مقال ما هو نقص الكالسيوم .
- المغنيسيوم: يتعرض بعض الأشخاص إلى نقص المغنيسيوم عند انخفاضه في الدم عن المستويات الطبيعية وهي حالة تُعرَف طبياً باسم نقص مغنيسيوم الدم (بالإنجليزية: Hypomagnesemia).
أسباب نقص الكالسيوم والمغنيسيوم
يُمكن أن يؤدي استخدام بعض أنواع مدرات البول العروية (بالإنجليزية: Loop Diuretics) إلى فقدان الجسم أحياناً لعدد من الكهارل؛ كالبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم، كما توجد العديد من الأسباب الأخرى لنقص الكالسيوم والمغنيسيوم، وفي ما يأتي توضيحٌ لذلك.
أسباب نقص الكالسيوم
يُمكن أن تنخفض مستويات الكالسيوم في الدم نتيجة لعدد من الأسباب، ومنها ما يأتي:
- نقص فيتامين د: يحتاج الجسم إلى فيتامين د في عملية امتصاص الكالسيوم، وبالتالي فإنّ نقصه يُعدّ أحد الأسباب المؤدية إلى نقص الكالسيوم، ومن الجدير بالذكر أنّ العديد من الأشخاص لا يحصلون على كميات كافية من هذا الفيتامين؛ لعدم تعرضهم لأشعة الشمس بشكل يُمكّن الجسم من تصنيعه.
- قصور جارات الدرقية: قد تؤدي الإصابة بقصور جارات الدرقية (بالإنجليزية: Hypoparathyroidism) إلى الإصابة بنقص الكالسيوم، وتجدر الإشارة إلى أنّ قصور جارات الدرقية هو مرض يحدث نتيجةً للإصابة بمرض مناعي ذاتي ، أو بعد إجراء عملية جراحية، أو حتى نتيجة بعض الأسباب الجينية .
- مشاكل الكبد والكلى: تؤثر أمراض الكلى ومشاكل الكبد في الكالسيوم بشكلٍ غير مباشر؛ فهي تُسبّب نقص مستويات فيتامين د، وبالتالي إلى نقص الكالسيوم.
- الإصابة ببعض الحالات المرضية الأخرى: يُمكن أن تؤدي الإصابة ببعض الحالات المرضية إلى نقص مستويات الكالسيوم، ومن هذه الحالات: قصور جارات الدرق الكاذب (بالإنجليزية: Pseudohypoparathyroidism)، أو فرط المغنيسيوم أو نقصه، أو الأورام المُسماة بالنقيلة المُتصلبة (بالإنجليزية: Sclerotic Metastases)، أو ما يُعرَف بمتلازمة فانكوني (بالإنجليزية: Fanconi Syndrome).
- أسباب أُخرى: يزيد خطر الإصابة بنقص الكالسيوم مع التقدّم في العمر لدى الكثير من الأشخاص، وذلك بسبب عددٍ من العوامل؛ كتغيُّر الهرمونات لدى النساء خاصة، واستخدام أنواع من الأدوية التي قد تُقلّل امتصاص الكالسيوم ، وعدم تحمّل بعض الأطعمة الغنية به، أو قِلّة تناول مصادره لفترة طويلة من الزمن وخاصّة في مرحلة الطفولة، أو بسبب عوامل جينية معينة.
أسباب نقص المغنيسيوم
تنخفض مستويات المغنيسيوم عادةً بسبب عدد من العوامل، ومنها ما يأتي:
- اضطرابات الجهاز الهضمي: يُمكن للعديد من مشاكل الجهاز الهضمي أن تؤدي إلى استنزاف المغنيسيوم من الجسم، كداء كرون (بالإنجليزية: Crohn's Disease)، ومتلازمة سوء الامتصاص (بالإنجليزية: Malabsorption Syndromes)، وحساسية القمح (بالإنجليزية: Celiac Disease)، بالإضافة إلى استئصال جزء من الأمعاء الدقيقة جراحياً، أو الإصابة بالإسهال لفترة طويلة، أو التهاب الأمعاء نتيجة التعرض للإشعاعات.
- الاضطرابات الكلوية: يُمكن للإصابة بمرض السكري أو استخدام مدرات البول والعديد من الأدوية الأخرى لفترة طويلة أن يؤدي إلى فقدان المغنيسيوم عن طريق الكلى.
- اضطرابات الأيض والغدد الصماء: مثل نقص الفوسفات، أو الإصابة بمرض السكري، أو فرط الألدوستيرونية الأولية (بالإنجليزية: Primary Aldosteronism)، أو اضطرابات جارات الدرقية، أو حتى فرط الإرضاع.
- تقدم العمر: يُمكن أن يؤثر تقدم العمر في مستويات المغنيسيوم بعدة طرق؛ فهو يقلّل امتصاصه في الأمعاء، ويزيد من كميته الخارجة مع البول، كما تزداد احتمالية استخدام كبار السن لأدوية الأمراض المزمنة التي يُمكن أن تُقلّل من مخازن المغنيسيوم، وبناء على الاستقصاءات الغذائية الوطنية ينخفض استهلاك المُسنين لهذا العنصر عن غيرهم من الفئات العمرية.
- أسباب أُخرى: يُمكن أن تنخفض مستويات الكالسيوم أيضاً نتيجة لعدد من الأسباب الأخرى غير المذكورة سابقاً؛ كالإصابة بحروق أثرت على مساحة كبيرة من الجسم، أو سوء التغذية ، أو التعرق المفرط، أو التهاب البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreatitis)، أو التبول المُفرط (بالإنجليزية: Polyuria)؛ كالذي يحدث في حالة عدم السيطرة على مرض السكري أو خلال التعافي من الفشل الكلوي الحاد، بالإضافة إلى استخدام بعض الأدوية؛ كمُدرات البول، ومثبطات مضخة البروتون، والأمفوتيراسين (بالإنجليزية: Amphotericin)، والسيسبلاتين (بالإنجليزية: Cisplatin)، والسيكلوسبورين (بالإنجليزية: Ciclosporin)، والأمينوغليكوزيد (بالإنجليزية: Aminoglycoside Antibiotic).
أضرار نقص الكالسيوم والمغنيسيوم
يُمكن أن يؤثر النقص الحاد في المغنيسيوم في عنصر الكالسيوم وفيتامين د ويُعيق توازنهما داخل الجسم (بالإنجليزية: Homeostasis).
أضرار نقص الكالسيوم
يُمكن أن يؤدي نقص كالسيوم الدم إذا استمر لفترة طويلة إلى حدوث تغيُّرات في الدماغ، والأسنان، والإصابة بهشاشة العظام ، ومرض إعتام عدسة العين (بالإنجليزية: Cataracts)، وفي النهاية قد يؤدي إلى الموت مالم يُعالَج، وذلك لما يُسبّبه من مضاعفات عديدة تُهدّد الحياة.
أضرار نقص المغنيسيوم
قد يؤدي عدم عِلاج نقص مغنيسيوم الدم وأسبابه إلى زيادة حِدة النقص، مما يُسبب العديد من المضاعفات المُهددة للحياة؛ كالنوبات، واضطراب النظم القلبي ، والتشنج الوعائي التاجي (بالإنجليزية: Coronary Artery Vasospasm)، والموت المفاجئ.
حاجة الجسم لكل من الكالسيوم والمغنيسيوم
حاجة الجسم من الكالسيوم
يوضّح الجدول الآتي الكمية الموصى بتناولها من الكالسيوم يومياً للحفاظ على صحة العظام وليستطيع الأشخاص الأصحاء الحفاظ على معدلات تخزين كافية من العنصر:
الفئة العمرية | كمية الكالسيوم (مليغرام) |
---|---|
الأطفال الرُّضع منذ الولادة إلى عمر 6 شهور | 200 |
الأطفال الرُّضع من عُمر 7 إلى 12 شهراً | 260 |
الأطفال من عُمر 1 إلى 3 سنوات | 700 |
الأطفال من عُمر 4 إلى 8 سنوات | 1000 |
الأطفال من عُمر 9 إلى 18 سنة | 1300 |
البالغين من عُمر 19 إلى 50 سنة | 1000 |
الإناث من عمر 51 إلى عمر 70 سنة | 1200 |
الذكور من عمر 51 إلى عمر 70 سنة | 1000 |
البالغين من عُمر 71 سنة فما فوق | 1200 |
الحوامل من عُمر 14 إلى 18 سنة | 1300 |
الحوامل من عُمر 19 إلى 50 سنة | 1000 |
المُرضعات من عُمر 14 إلى 18 سنة | 1300 |
المُرضعات من عُمر 19 إلى 50 سنة | 1000 |
حاجة الجسم من المغنيسيوم
يوضّح الجدول الآتي الكميات الموصى بتناولها يومياً من المغنيسيوم، بينما يبلغ المستوى الأقصى المقبول منه (بالإنجليزية: Tolerable Upper Intake Level) للأشخاص فوق عمر 8 سنوات 350 مليغرام يومياً ويشمل ذلك الحامل والمرضع:
الفئة العمرية | كمية المغنيسيوم (مليغرام) |
---|---|
الذكور من عمر 19 إلى 30 سنة | 400 |
الإناث من عمر 19 إلى 30 سنة | 310 |
الذكور أكبر من 31 سنة | 420 |
الإناث أكبر من 31 سنة | 320 |
الحامل من عمر 14 إلى 18 سنة | 400 |
الحامل من عمر 19 إلى 30 سنة | 350 |
الحامل من عمر 31 إلى 50 سنة | 360 |
المرضع من عمر 14 إلى 18 سنة | 360 |
المرضع من عمر 19 إلى 30 سنة | 310 |
المرضع من عمر 31 إلى 50 سنة | 320 |
علاج نقص الكالسيوم والمغنيسيوم
عند توقّع الإصابة بنقص مغنيسيوم الدم عادةً ما يُشير الأطباء في الوقت ذاته إلى إجراء فحوصات لنقص العناصر الغذائية الأخرى، حيث إنّ علاج نقص المغنيسيوم وحده يُمكن أن يؤدي إلى تفاقم نقص الكالسيوم، وذلك بسبب ما يحدث داخل الجسم من ارتباط بين جزيئات العنصرَين.
علاج نقص الكالسيوم
يُعدّ نقص الكالسيوم من المشاكل سهلة العلاج إلى حد ما، وتعتمد الطريقة المُتبعة في علاجه على حدة النقص، ففي بعض الحالات قد يكتفي الطبيب بإجراء تغييرات في نمط حياة المريض وزيادة الأطعمة الغنية بالكالسيوم في نظامه الغذائي، ولا حاجة في هذه الحالة لتناول أيّ مكمّل غذائي، بينما قد يوصي الطبيب باستخدام هذه المكمّلات في بعض الحالات الأخرى، إلّا أنّ هذه الطرق أحياناً قد لا تُجدي نفعاً في علاج النقص ويُضطر الطبيب إلى إعطاء المريض حقن الكالسيوم بشكلٍ منتظم، ولكن تجدر الإشارة إلى ضرورة تجنّب استخدام مكمّلات الكالسيوم دون موافقة الطبيب على ذلك، إذ يُمكن أن يؤدي تناول جرعات أعلى من الكمية الموصى بها إلى مشاكل جدية ومنها تكوّن حصى الكلى.
علاج نقص المغنيسيوم
يُعالَج نقص مغنيسيوم الدم عادة بزيادة استهلاك مصادره في النظام الغذائي واستخدام المكمّلات الغذائية، كما أنّه قد يُعالَج بالحقن الوريدي في حالات النقص الشديد المُصاحَب بالنوبات وغيرها من الأعراض.
وللمزيد من المعلومات حول مصادر المغنيسيوم يمكن قراءة مقال أين يوجد المغنيسيوم في الغذاء .
لمحة عامة حول الكالسيوم والمغنيسيوم
يُساعد عنصر الكالسيوم الجسم على أداء عدة وظائف ضرورية للحياة؛ كالمساهمة في تخثر الدم، وانقباض العضلات، وتمكين القلب من النبض، كما يُحافظ على صحة العظام ويُساعد على بنائها، إذ تحتوي العظام والأسنان على ما يُقارب 99% من الكالسيوم الموجود في الجسم، أمّا عنصر المغنيسيوم فيدخل في العديد من العمليّات الفسيولوجية؛ كإنتاج الطاقة، ونقل الأيونات، وتصنيع البروتينات والأحماض النووية ، كما يدخل في عملية تبادل الإشارات بين الخلايا (بالإنجليزية: Cell Signaling)، وهو معدنٌ أساسي وعامل مرافق لمِئات الإنزيمات، ويملك وظائف هيكلية عديدة، وتجدر الإشارة إلى وجود ارتباط وثيق بين هذين العنصرين في عملية الأيض؛ إذ يعتمد كلٌّ منهما على الآخر في عمليات امتصاص الأغذية في الأمعاء، والتخلص من الفضلات عبر الكلى، كما أنّ عنصر المغنيسيوم قد يُساهم في عمليات أيض العظام، بغضّ النظر عن تأثيره السلبيّ في امتصاص الكالسيوم.