ما هي أسباب مرض الإيدز
أسباب مرض الإيدز
يهاجم فيروس نقص المناعة البشريَّة (بالإنجليزية: human immunodeficiency virus) الجهاز المناعي (بالإنجليزية: immune system) في الجسم ويضعفه، وذلك من خلال ارتباطه بنوع محدَّد من خلايا الجهاز المناعي التي تحمي الجسم من الإصابة بالعدوى والفيروسات يُطلق عليها اسم خلايا كتلة التمايز 4 (بالإنجليزية: 4 cluster of differentiation) واختصاراً CD4، وبمجرَّد ارتباط الفيروس بهذه الخلايا فإنَّه سرعان ما ينشئ آلاف النسخ لنفسه والتي بدورها تهاجم خلايا كتلة التمايز 4، وبالتالي ينخفض عدد هذه الخلايا حتى لا يتمكَّن الجهاز المناعي من أداء عمله بالصورة الطبيعيَّة التامة في نهاية المطاف، وبالتالي يكون المصاب أكثر عرضة للإصابة بالعدوى وبعض أنواع السرطانات التي تُهدِّد الحياة، لكن يجدر التنبيه إلى أنَّ هذه العمليَّة تستغرق فترات طويلة قد تمتدُّ إلى 10 سنوات أو أكثر، ولا يشعر خلالها المصاب بالمرض وسيبدو بصحَّة جيِّدة، ومن الجدير بالذكر أنَّ الإصابة بفيروس نقص المناعة البشريَّة قد تتطوَّر إلى مرض الإيدزأو متلازمة نقص المناعة المكتسبة أو السيدا أو التَنَقْصُم (بالإنجليزية: Acquired immunodeficiency syndrome) واختصاراً AIDS في حال تُرك المصاب دون تلقي العلاج المناسب، ويمكن القول بأن المريض مصاباً بالإيدز في حال كان عدد خلايا كتلة التمايز 4 أقل عن 200 خليَّة لكلِّ ملليمتر مكعب من الدم -يجدر العلم بأنَّ عدد خلايا كتلة التمايز 4 في الجهاز المناعي الصحِّي يتراوح ما بين 500 لكلِّ ملليمتر مكعب من الدم و1600خلية لكلِّ ملليمتر مكعب من الدم- أو في حال إصابة المريض بعدوى انتهازيَّة (بالإنجليزية: opportunistic infections) واحدة أو أكثر بغضِّ النظر عن عدد خلايا كتلة التمايز 4، وفي السياق يجدر القول بإنَّ العدوى الانتهازيَّة هي العدوى التي تصيب الأشخاص الذين يمتلكون جهازاً مناعيّاً ضعيفاً، أو العدوى التي تكون أكثر حدَّة عند إصابة هؤلاء الأشخاص بها مقارنة بالأشخاص الذين يمتلكون جهازاً مناعيّاً صحِّياً.
ويجدر التنبيه إلى أنَّ فيروس نقص المناعة البشريَّة ينتقل من شخص إلى أخر من خلال سوائل الجسم المختلفة مثل الدم، والسائل المنوي ، والسوائل المهبليَّة، وسوائل المستقيم والشرج، وحليب الثدي، إذ ينتقل الفيروس إذا لامست هذه السوائل المناطق الآتية:
- الأغشية المخاطيَّة والتي تتضمَّن الفم، والمستقيم، والمهبل.
- الأنسجة التالفة، مثل: الأنسجة التي تم جرحها أو قطعها.
- الحقن في مجرى الدم.
كما يمكن أن ينتقل فيروس نقص المناعة البشريَّة من الأم إلى طفلها أثناء الحمل والولادة، ويجدر التنبيه إلى أنَّه لا يمكن أن ينتقل من خلال الاتصال اليومي العادي، مثل: المعانقة، أو المصافحة، أو مشاركة الأشياء الشخصيَّة، أو الطعام، أو الماء.
عوامل خطر الإصابة بالإيدز
يختلف خطر تحوُّل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشريَّة إلى مرض الإيدز اختلافاً كبيراً من شخص إلى آخر ويعتمد على عدَّة عوامل، ومنها ما يأتي:
- عمر الشخص الحامل للفيروس.
- القدرة المناعيَّة للجسم للدفاع ضدَّ فيروس نقص المناعة البشريَّة.
- الإصابة ببعض أنواع العدوى الأخرى.
- مدى الرعاية الصحِّية التي يحصل عليها المريض.
- المقاومة الوراثيَّة الجينيَّة للفرد تجاه بعض سلالات فيروس نقص المناعة البشريَّة، إذ يمتلك بعض الأشخاص عدداً قليلاً من نسخ الجين الذي يساعد على مكافحة فيروس نقص المناعة البشريَّة.
- نوع سلالة فيروس نقص المناعة البشريَّة المصاب به المريض، فبعض سلالات هذا الفيروس تتطوَّر إلى الإيدز بسرعة أكبر من غيرها على الرغم من تلقِّي العلاج المناسب.
خطر الإصابة بالفيروس المُسبب للإيدز
يمكن أن يصاب أيُّ شخص من أيِّ عُمر أو عرق أو جنس بفيروس نقص المناعة البشريَّة، وبالإضافة إلى ذلك توجد مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشريَّة، ويمكن ذكرها فيما يأتي:
- تعاطي الأدوية الوريديَّة من خلال الأبر أو الحقن التي يتشارك فيها مجموعة من الأشخاص، مما يؤدِّي إلى تعرضهم لاختلاط دمائهم.
- عدم ختان الذكور.
- ممارسة العلاقة الزوجية مع الشريك المصاب دون عازل.
- الإصابة بأحد أنواع العدوى المنقولة جنسيّاً، مثل الزهري (بالإنجليزية: Syphilis)، والهربس (بالإنجليزية: Genital herpes)، والسيلان (بالإنجليزية: Gonorrhea)، والتهاب المهبل البكتيري، إذ تُسبِّب هذه الأمراض ظهور تقرُّحات على الأعضاء التناسليَّة، والتي بدورها تعمل كمدخل للفيروس ليتمكَّن من العبور إلى الجسم.
- مشاركة الإبر ومعدَّات الحقن لدى الأشخاص المدمنين على أنواع المخدِّرات الوريديَّة، بالإضافة للأدوية السترويدية والهرموانات.
- التعرُّض للإجراءات الطبِّية التي تنطوي على إجراء الجروح باستخدام أدوات غير معقَّمة، مثل: عمليات نقل الدم، وزراعة الأنسجة، بالإضافة إلى التعرُّض للوخز بالحقن غير الآمنة.
- استخدام الإبر وأدوات الوشم غير المعقَّمة.
- النوع، إذ إنَّ النساء أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشريَّة من الرجال أثناء الممارسات الجنسيَّة؛ لأنَّ الأنسجة الهشَّة الموجودة في المهبل يمكن أن تمزَّق قليلاً أثناء ممارسة الجنس، مما يسمح للفيروس بدخول الجسم، وبشكل خاص لدى الفتيات الذين تقلُّ أعمارهنَّ عن 18 عاماً، كما أنَّ المهبل يحتوي على مساحة كبيرة يمكن أن تتعرَّض للفيروس، وبالتالي يزداد خطر الإصابة بالعدوى.
- التعرُّض لعمليَّة نقل الدم أثناء التواجد في المناطق التي ينتشر فيها الفيروس، مثل: أفريقيا وأوروبا الشرقية، وبلدان الاتحاد السوفييتي السابق، وآسيا أو أمريكا الوسطى والجنوبيَّة.