العلامات الحيوية
ما هي العلامات الحيوية؟
العلامات الحيويّة أو المؤشرات الحيويّة (بالإنجليزية: Vital signs) هي مجموعةٌ من القياسات والقراءات للوظائف الفسيولوجيّة الرئيسية في الجسم؛ إذ تعد هذه القياسات مهمةً جدًا في الكشف عن المشاكل الصحيّة لدى الشخص أو تقييم المشكلة الصحية التي يعاني منها، كما تعد هذه القياسات الخطوة الأولى الحاسمة لأي تقييمٍ طبيّ؛ إذ إنّ الكشف المبكّر عن أيّ تغيّراتٍ في العلامات الحيويّة يرتبط عادةً باكتشاف التغيرات في الحالة الصحية للقلب والرئتين بشكلٍ أسرع، كما يظهر الحاجة لرفع مستوى تقديم الرعاية الصحيّة إلى الشخص في حال الحاجة إلى ذلك، ويشار إلى إمكانية قياس العلامات الحيوية سواءً في المستشفى، أو في المنزل، أو في غرفة الطوارئ، أو في غيرها من الأماكن، وفيما يأتي بيان العلامات الحيويّة الرئيسيّة الأربعة التي يتمّ قياسها في العادة بشكلٍ دوريّ وروتينيّ:
- درجة حرارة الجسم (بالإنجليزية: Body temperature).
- معدّل التنفّس (بالإنجليزية: Respiration rate).
- معدّل نبض القلب (بالإنجليزية: Pulse rate).
- ضغط الدم (بالإنجليزية: Blood pressure).
درجة حرارة الجسم
يمكن أن تختلف درجة حرارة الجسم وفقًا لعددٍ من العوامل المختلفة، مثل: كميّة الطعام والسوائل المستهلكة، والنشاط البدنيّ، وجنس الشخص، والوقت من اليوم، بالإضافة إلى مرحلة دورة الطمث لدى النساء؛ لكن تتراوح درجة حرارة الجسم الطبيعيّة وسطيًا بين 36.5-37.2 درجةً مئويّةً لدى الأشخاص الأصحّاء البالغين، ويُشار إلى إمكانيّة قياس درجة الحرارة من مناطق مختلفةٍ في الجسم؛ لكن قد تختلف درجة الحرارة، ومن الأمثلة على ذلك: درجة حرارة الجسم التي يتم قياسها من منطقة تحت الإبط تكون أقل بنسبةٍ بسيطةٍ من تلك المأخوذة من الفم، أما المأخوذة من الشرج أو الأذن؛ فتكون أعلى بقليلٍ مقارنةً بتلك المأخوذة من الفم؛ وتعد أدق طريقةٍ لقياس درجة حرارة الجسم عبر منطقة الشرج، وفيما يأتي بيان طرق قياس درجة حرارة الجسم:
- الفم: يُعدّ قياس درجة حرارة الجسم عن طريق الفم إحدى الطرق الموثوقة والمريحة لقياس درجة حرارة الجسم، كما تُعدّ أكثر الطرق المستخدمة شيوعًا، ويتمّ خلالها وضع مقياس الحرارة الزجاجيّ، أو مقياس الحرارة الإلكترونيّ تحت اللسان وإغلاق الشفتين للحصول على درجة الحرارة، ويُشار إلى أنّ منطقة الجيب الخلفيّ تحت اللسان (بالإنجليزية: Posterior sublingual pocket) تعطي أكثر النتائج موثوقيةً عند قياس درجة حرارة الجسم عبر الفم.
- الشرج: يُعدّ قياس درجة حرارة الجسم عبر منطقة الشرج الطريقة المثاليّة؛ إذ يتمّ قياس درجة حرارة الجسم الداخليّة وبالتالي فهي تعد ذات موثوقيةٍ عاليةٍ، لكن لا تُعدّ هذه الطريقة مريحةً، ويتمّ فيها إدخال مقياس الحرارة عبر الشرج وصولًا لبداية لمستقيم، ويُشار إلى أنّ درجة الحرارة التي تظهر عند القياس بهذه الطريقة تكون أعلى من تلك المأخودة عن طريق الفم بنسبةٍ بسيطةٍ كما ذكر سابقًا، إذ قد ترتفع بمقدار 0.5-0.7 درجةٍ مئويةٍ مقارنةً بالقراءة المأخوذة عبر الفم.
- الإبط: تعد هذه الطريقة مريحةً؛ لكنها أقل دقةً من الطرق الأخرى، ويتمّ خلالها وضع مقياس الحرارة الزجاجيّ أو الإلكترونيّ تحت الذراع في منطقة الإبط، وتكون درجة الحرارة المُقاسة بهذه الطريقة أقل من تلك المأخوذة عن طريق الفم بنسبةٍ بسيطةٍ؛ إذ قد تنخفض بمقدار 0.3-0.4 درجةٍ مئويةٍ مقارنةً بالقراءة المأخوذة عبر الفم.
- الأذن: يتمّ في هذه الطريقة استخدام مقياسٍ حراريّ خاصٍ لقياس درجة حرارة طبلة الأذن (بالإنجليزية: Eardrum)؛ مما يظهر درجة حرارة الجسم الأساسيّة، والتي تعبر عن درجة حرارة الأعضاء الداخليّة كما ذكرنا، وتُعدّ هذه الطريقة سريعةً وشائعة الاستخدام.
- الجلد: يتمّ في هذه الطريقة قياس درجة الحرارة بشكلٍ سريع من الجبهة باستخدام مقياس حرارةٍ خاص.
- الأعضاء الداخليّة: يتمّ اتّباع طريقة قياس الحرارة من الأعضاء الداخليّة بشكلٍ شائعٍ في بعض حالات الاضطربات الصحيّة الحرجة والخطيرة التي يكون فيها الشخص المصاب في غرفة العناية المركزة (ICU)؛ حيث يتمّ وضع مجسّاتٍ خاصةٍ على بعض الأعضاء بشكلٍ مباشرٍ، مثل: القلب، أو المثانة، أو المريء.
قد تحدث اضطراباتٌ في درجة حرارة الجسم؛ كالارتفاع عن المعدّل الطبيعيّ المؤدي إلى الحمّى (بالإنجليزية: Fever)؛ والتي ترتفع فيها درجة حرارة الجسم درجةً مئويّةً واحدةً تقريبًا أو أكثر من ذلك مقارنةً بدرجة حرارة الجسم الطبيعيّة المقدّرة 37 درجةً مئويّةً؛ وذلك وفقًا للأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة (بالإنجليزية: American academy of family physicians)، ويمكن القول إنّ الحمى عند معظم البالغين تتمثل بارتفاع درجة حرارة الجسم عن 38 درجةً مئويّةً في حال تم قياسها عن طريق الفم، أما الانخفاض عن المعدّل الطبيعيّ والمعروف بانخفاض حرارة الجسم (بالإنجليزية: Hypothermia)؛ فتنخفض فيه درجة حرارة الجسم إلى ما دون 35 درجةً مئويّةً.
معدل نبض القلب
يعد معدّل نبض القلب من العلامات الحيويّة، ويقيس هذا المؤشر عدد ضربات أو نبضات القلب في الدقيقة الواحدة أو مدى سرعة نبض القلب، ويُقدّر معدّل النبض الطبيعيّ بما يتراوح بين 60-100 نبضةٍ في الدقيقة؛ إذ يعتمد معدّل نبض القلب الطبيعي على عددٍ من العوامل، مثل: وضعيّة الجسم؛ كالوقوف أو الجلوس، ومقدار ممارسة التمارين الرياضيّة ، والعُمُر، والوزن، والأدوية المستخدمة، كما أن معدل نبض القلب يمكن أن يدل على إيقاع أو نظم نبض القلب بالإضافة إلى قوة النبض؛ إذ قد يدل وجود مشكلةٍ في معدل نبض القلب على الإصابة باضطراب النظم القلبي (بالإنجليزية: Arrhythmia)، ولتقييم النبض فإنه توجد مؤشرات أخرى بالإضافة إلى معدل نبض القلب وإيقاعه، ومنها ما يأتي:
- حجم الدم المدفوع في النبضة الواحدة.
- معدّل زيادة النبض .
- سعة النبضة.
ولأنّ القلب يدفع الدم عبر الشرايين أثناء النبض؛ فإن الشرايين تتمدد وتنقبض مع تدفق الدم؛ لذلك يمكن قياس معدّل نبض القلب الطرفيّ من عدّة مناطق من الجسم، وأكثرها شيوعًا: نبض الشريان الكعبريّ (بالإنجليزية: Radial pulse) في المعصم وهو أكثر المواقع استخدامًا للتأكد من النبض الطرفي خلال الممارسات الطبيّة اليوميّة، أمّا بالنسبة لطريقة قياس النبض في العيادات الصحيّة فيشيع قياس النبض السباتيّ (بالإنجليزية: Carotid pulse) في الرقبة، ومن أكثر مواقع القياس الأخرى شيوعًا ما يأتي:
- النبض الزنديّ (بالإنجليزية: Ulnar pulse).
- النبض العضديّ (بالإنجليزية: Brachial pulse).
- نبض الشريان الظنبوبيّ الخلفيّ (بالإنجليزية: Posterior tibialis pulse).
- نبض الشريان الظهرنايّ للقدم (بالإنجليزية: Dorsalis pedis pulse).
- النبض الفخذيّ (بالإنجليزية: Femoral pulse).
معدل التنفس
يمثل معدّل التنفّس عدد مرات التنفّس خلال الدقيقة الواحدة؛ حيث يتمّ ببساطة عدّ الأنفاس المأخوذة في الدقيقة الواحدة من خلال مراقبة انتفاخ منطقة الصدر، وغالبًا ما يتمّ قياس معدّل التنفّس أثناء الراحة، ويشار إلى أن معدّل التنفّس الطبيعيّ لدى البالغين في وقت الراحة يتراوح بين 12-20 نَفَسٍ في الدقيقة الواحدة، ويوجد عددٌ من العوامل التي قد تزيد معدّل التنفّس، مثل: الحمّى، وممارس*/ة التمارين الرياضيّة، والإصابة ببعض الأمراض والمشاكل الصحيّة؛ ومع ذلك فإن معدل التنفس السريع أو البطيء قد يدل أيضًا على وجود مشكلةٍ تنفسيةٍ خطيرةٍ في بعض الأحيان، ويُشار إلى وجود بعض المؤشرات الأخرى المهمّة التي قد يتمّ قياسها بالإضافة إلى معدل التنفس، مثل: عمق النَفَس ونمط معدل التنفّس.
ضغط الدم
يعد ضغط الدم من العلامات الحيوية المهمة لتقييم حالة الدورة الدمويّة لدى الشخص، ويمكن تعريف ضغط الدم بمقدار القوّة أو الضغط الذي يبذله الدم على جدران الشرايين أثناء مروره بها، ويتمّ التعبير عن قراءة ضغط الدم برقمين مثل 120/80 وذلك بوحدة ملليمتر من الزئبق (بالإنجليزية: Millimeters of mercury) واختصارًا mm Hg؛ إذ يُعبّر الرقم الموجود في الأعلى عن ضغط الدم الانقباضيّ (بالإنجليزية: Systolic pressure)، ويمثل الضغط المطبّق على الشرايين أثناء نبض القلب وضخّ الدم من القلب عبر الشرايين، والرقم الموجود في الأسفل يعبر عن ضغط الدم الانبساطيّ (بالإنجليزية: Diastolic pressure) ويمثل الضغط المطبّق على الشرايين أثناء انبساط أو ارتخاء عضلة القلب بين النبضات، ويُشار إلى وجود تباينٍ كبيرٍ في قراءات ضغط الدم بين الأفراد، ومع ذلك فإنه توجد مجموعةٌ من المتطلبات والإجراءات الواجب توفرها أو اتّخاذها قبل قياس ضغط الدم، نبيّن منها ما يأتي:
- امتناع الشخص المراد قياس ضغط دمه عن شرب السوائل المحتوية على مادة الكافيين قبل القياس بساعةٍ على الأقل.
- الامتناع عن التدخين أو أخذ أي منتجاتٍ تحتوي على النيكوتين قبل إجراء القياس بربع ساعة على الأقل.
- تفريغ المثانة أو التبوّل قبل قياس ضغط الدم؛ إذ قد يساهم امتلاء المثانة في رفع قراءة ضغط الدم بمقدار 10 ملم زئبقي.
- يُنصح بالجلوس لمدة خمس دقائق على الأقل قبل قياس ضغط الدم.
- يُنصح بالجلوس بوضعيّةٍ يكون فيها الظهر مدعومًا أو مستندًا؛ أي يجدر تجنّب الجلوس على الكراسي اللينة أو الكنب.
- وضع القدمين على الأرض بشكلٍ غير متقاطعٍ أثناء قياس الضغط .
- وضع الذراع على سطح مستوٍ؛ كالطاولة مع جعل الجزء العلويّ من الذراع بمستوى القلب.
- لفّ حزام أو رباط جهاز قياس الضغط؛ بحيث يقع منتصفه بشكلٍ مباشر فوق منحنى الكوع.
ويُمكن تفسير قراءات ضغط الدّم وتحديد ما إذا كانت طبيعيةً أم لا على النّحو الآتي:
- ضغط الدم الطبيعيّ: يُقدّر معدّل ضغط الدم الطبيعيّ لدى الشباب والبالغين الأصحّاء بما يتراوح بين 90/60 ملم زئبقيّ و120/80 ملم زئبقيّ.
- ضغط الدم المرتفع: يمكن القول إنّ ضغط الدم مرتفعٌ عن المعدّل الطبيعيّ عندما تتراوح قراءة ضغط الدم الانقباضيّ بين 120-129 ملم زئبقيّ مع بقاء معدّل ضغط الدم الانبساطيّ ضمن معدّله الطبيعيّ أقل من 80 ملم زئبقيّ.
- المرحلة الأولى من ارتفاع ضغط الدم: (بالإنجليزية: Stage 1 hypertension)؛ يتراوح ضغط الدم الانقباضيّ في هذه المرحلة بين 130-139 ملم زئبقيّ أو يتراوح ضغط الدم الانبساطيّ بين 80-89 ملم زئبقيّ.
- المرحلة الثانية من ارتفاع ضغط الدم: (بالإنجليزية: Stage 2 hypertension)؛ تعد هذه المرحلة من ارتفاع ضغط الدم أكثر خطورةً من سابقتها، وهي المرحلة التي يساوي فيها ضغط الدم الانقباضيّ 140 ملم زئبقيّ أو أعلى، أو يساوي فيها ضغط الدم الانبساطيّ 90 ملم زئبقيّ أو أعلى.
- ضغط الدم المنخفض: يُعبّر مصطلح انخفاض ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypotension) عن هبوط ضغط الدم إلى ما دون 90/60 ملم زئبقي.
العلامات الحيوية الأخرى
توجد العديد من المؤشرات الأخرى التي قد تكون مفيدةً عند قياسها مع العلامات الحيويّة الأربعة الرئيسيّة التي تمّ ذكرها، ولكن اختلف العلماء حول إمكانية إضافة هذه المؤشرات ضمن العلامات الحيوية؛ فقد تمّ في السابق اعتماد معدّل الألم كإحدى العلامات الحيويّة في بعض مشافي الولايات المتحدة الأمريكيّة ولكن تمّ التخلي عن هذا المؤشر نتيجة الاستخدام غير المسيطر عليه للأدوية الأفيونيّة (بالإنجليزية: Opioid) المسكّنة للألم ، أمّا بالنسبة للعلامات الأخرى والتي تتمثل بقياس التأكسج النبضيّ (بالإنجليزية: Pulse oximetry)، وحالة التدخين (بالإنجليزية: Smoking status) لدى الشخص؛ فقد وجد أن لهما أهميةً في النتائج السريرية للمرضى؛ إذ يساهم قياس التأكسج النبضيّ في بعض الحالات في الكشف عن حالة الوظائف الفسيولوجية التي قد لا تكون واضحةً عند قياس العلامات الحيويّة الأربعة الرئيسيّة، ويتمّ القياس باستخدام جهازٍ إلكتروني خاصٍ يتمّ وضعه على إصبع اليد، أو القدم أو الأنف، أو الأذن، أو الجبهة لقياس تشبّع خلايا الدم الحمراء بالأكسجين، ويُقدّر معدّل التشبّع الطبيعيّ والجيد بين 90-92%.