من هم خزنة النار؟
من هم خزنة النار؟
الخَزَنَة في اللغة: جمع خازن، فيقال في اللغة حَفَظَة وحافظ، والمقصود به هو المؤتمن على الشيء الذي حُفظ عنده، وقد ذكر القرآن الكريم أن لجهنّم خزنة، حيث قال الله عزّ وجلّ: {وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُوا بَلَى وَلَـكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ * قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا}، والخزنة هم الملائكة الذين يقومون على النار، وقد اتصفوا بأنّ خلقهم عظيم، وبأسهم شديد، لا يعصون الله الذي خلقهم أمراً، ويفعلون ما يؤمرون، ومن وظائفهم توبيخ أهل النار بعد دخولهم إليها؛ بسبب أعمالهم وأقوالهم وأفعالهم التي أوصلتهم إلى ذلك.
عدد خزنة النار
ذكر الله -عزّ وجلّ- في القرآن الكريم عدد الملائكة المسؤولين عن جهنّم، وهم تسعة عشر ملكاً، قال تعالى: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ}، وقد ذكرت الآيات حال الكفار وقد فتنوا بهذا العدد، حيث ظنوا أنّهم قادرون على التغلب على هذا العدد القليل، ولم يتنبهوا أنّ الواحد من هؤلاء الملائكة يملك من القوة ما يواجه به البشر كلهم، ولذلك ذكر الله -عزّ وجلّ- حالهم بعد الآية السابقة مباشرةً، فقال: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ}، إلّا أنّ بعض المفسرين رأى أنّ العدد المذكور في الآية يُشير إلى صفوف الملائكة؛ فهم تسعة عشر صفّاً، وقيل إنّ العدد يدلّ على نقباء الملائكة؛ فهم تسعة عشر نقيباً، وقيل أنّه عندما نزلت آية: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ}، قال أبو جهل لقريش: "أيعجز كل عشرةٍ منكم أن يبطشوا برجلٍ منهم"، فقال أبو الأشد الجُمَحيّ وكان شديد البطش: "أنا أكفيكُم سبعة عشر، فاكفوني أنتم اثنين"، فنزلت تتمة الآيات.
أسماء خزنة النار
لم يرد في الشرع ذكر أسماء خزنة النار، إنّما ورد فقط اسم رئيسهم ومقدمهم، وهو مالك، فقد قال الله تعالى في محكم كتابه: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ}، وقد وصفهم الله تعالى بقوتهم وعظمتهم، وذلك تناسباً مع وظيفتهم التي أوكلهم إياه ربهم -جلّ وعلا-، فقال -عزّ وجلّ-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}، وممّا ورد في وظيفتهم أيضاً توبيخهم لأهل النار، وهو ما ذكره الله -عزّ وجلّ-؛ حيث قال: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ * قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ}.