ما هي أسباب عذاب القبر
ما هي أسباب عذاب القبر؟
هناك الكثير من الأفعال والأقوال التي تكون سبباً لعذاب صاحبها في القبر، بيّنها الله تعالى في كتابه، ووضّحها النبي صلى الله عليه وسلم في سنته؛ لتحذير العباد من الوقوع فيها، واجتنابها، وفي هذا المقال بيان أبرزها:
الشرك والكفر بالله
فإن الشرك أعظم المعاصي، ورأس الخطايا، فالكفر بالله لا يغفره الله أبداً مهما فعل الإنسان من أعمال حسنة، قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا)، وهذا يدلّ على أن للكافر نصيب من عذاب القبر، فجاء في ذلك قوله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ)، وهذا العذاب المذكور في الآية يكون قبل العذاب الأكبر يوم القيامة.
الغلول
ويقصد بالغلول الأخذ من أموال العامة للمسلمين، ويطلق على الخصوص على أموال الغنائم، فإن الغنائم التي يحصل عليها المسلمون بعد قتال الكفار في المعارك، لا يجوز الأخذ منها أو التصرف بها، لأن مردّها إلى الله تعالى، وقد أنزل الله تعالى تقسيمها في القرآن الكريم، وقد قاس العلماء عليها الأموال العامة؛ كالزكاة، والخراج، وأموال بيت المسلمين، فيحرم على المسلم الأخذ من هذه الأموال بغير حق، إذ هو من الأسباب الموجبة لعذاب القبر.
الكذب
إن الكذب صفة وخصلة ذميمة، ينافي الإيمان، وينبت النفاق، ويدمّر الأخلاق، وله آثار سيئة، تشكّل خطراً على المجتمع، وقد دلّ على أن الكذب يعد سبباً موجباً لعذاب القبر، قوله صلى الله عليه وسلم: (وأَمَّا الرَّجُلُ الذي أتَيْتَ عليه، يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إلى قَفَاهُ، ومَنْخِرُهُ إلى قَفَاهُ، وعَيْنُهُ إلى قَفَاهُ، فإنَّه الرَّجُلُ يَغْدُو مِن بَيْتِهِ، فَيَكْذِبُ الكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ)، ومعنى كلمة يشرشر؛ أي يقطع، وشدقه؛ هو جانب الفم، فهذا الحديث يبين خطورة الكذب وخطورة عقوبته، ولما كانت أعضاء الكاذب؛ من لسانه وعينه وأنفه، تساعده على كذبه، وقعت العقوبة عليهم كذلك.
.
النميمة
تعد النميمة من الأسباب الموجبة لعذاب القبر، ويقصد بها نقل الكلام بين الناس بغرض الإفساد وإن كان صادقاً في كلامه؛ لإيقاع العدواة ونشر الفتنة، وبثّ الحقد والبغض والكره في القلوب، وهدم البيوت، وقد دلّ على ذلك الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنه: (مَرَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحَائِطٍ مِن حِيطَانِ المَدِينَةِ، أوْ مَكَّةَ، فَسَمِعَ صَوْتَ إنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ في قُبُورِهِمَا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يُعَذَّبَانِ، وما يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ ثُمَّ قالَ: بَلَى، كانَ أحَدُهُما لا يَسْتَتِرُ مِن بَوْلِهِ، وكانَ الآخَرُ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ).