خلق الانسان في كبد
معنى خلق الإنسان في كبد
معنى الكبد هو التعب والمشقّة، فالإنسان خُلق ووجد في هذه الحياة ليصارع فيها ويكابد أمر الدنيا والآخرة، وقد قال الله -عز وجل- في كتابه الكريم واصفًا حال الإنسان في حياته الدنيا: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ).
تفسير آية: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ)
والمعنى في هذه الآية، أنّ الله -عزّ وجل- خلق الإنسان وجعله يصارع الكبد وهو في بطن أمّه، إذ يكون حينها في ضيقٍ شديد نتيجة وجوده في رحم أمّه، وما ينتج عن هذا الأمر من معاناة في مواجهة الضيق والظلمات التي يواجهها وحده، وتستمر معاناة الإنسان ذلك عندما يدنوا أجله ويحين وقت خروجه من رحم أمّه، وقد تعدّدت آراء العلماء في تفسير هذه الآية، ومن ذلك ما يأتي:
- قيل الكبد بمعنى الاستواء والاستقامة؛ أي أنّه خُلق بأحسن صورة كما في قوله تعالى: (يا أيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ* الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ).
- قيل المراد بالكبد؛ أي يُكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة، والمجاهدة في طلب الرزق.
- قال بعض العلماء يصح أن تشمل الآية المعنيين؛ أي: "في حُسنِ قامةٍ واستقامةٍ، و﴿فِي كَبَدٍ﴾ في معاناةٍ لمشاقِّ الأمور".
سبب نزول آية (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ)
نزلت هذه الآية على حسب أقوال المفسرين في رجل من بني جمح، كان يُلقّب بأبي الأشدين، واسمه أسيد بن كلدة الجمحي وكان شديداً قوياً يضع الأديم العكاظي تحت قدميه، ويقول: من أزالني عنه فله كذا وكذا، فلا يطاق أن ينزع من تحت قدميه إلا قطعاً ويبقى موضع قدميه لشدّة قوته وصلابته.
لماذا خلقنا الله في كبد
هناك حكم بالغة لخلق الإنسان في كبد، نذكرها فيما يأتي:
- خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في كبد؛ حتى يتمتع بالحياة وينعم، فمن لا يذوق طعم الشقاء لا ينعم بنعيم الدنيا.
- المؤمن لا ينظر إلى ابتلاء الله له أنه شيء مضر، بل يُدرك حكمة الله في هذا التعب.
- فرض الله -عز وجل- بعض الفروض التي قد تحمل المشقة، مثل: الحج، والزكاة، والصيام؛ وذلك حتى يختبر الله مدى صبر العبد وشدّة إيمانه.
- التأكيد على أنّ عناء الإنسان في الدنيا ما هو إلّا مؤقت ورحلة عابرة، وأنّ الله خلقه الله ليعبده ويشكره على النعم.
- مكافحة الإنسان لنفسه الأمّارة بالسوء وحدها جهاد يؤجر عليه.
التعريف بسورة البلد
هي سورة مكية، وهي سورة من سور المفصل، عدد آياتها عشرين آية، وهي السورة التسعون في ترتيب سور القرآن الكريم، حيث تقع في الجزء الثلاثين والحزب الستين، ابتدأت السورة بقَسَمٍ وشأنها شأن كثير من سور الكتاب، قال تعالى في سورة البلد: (لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ).
نزلتْ سورة البلد بعد سورة ق وقبل سورة الطارق، وقد سُمّيت بسورة البلد؛ لأنّ الله -تعالى- ابتدأ السورة بالقسم بالبلد الحرام، والمقصود بها مكّة المكرّمة كما قال أهل التفسير، وسُمّيت أيضًا بسورة العقبة، وأطلق بعض أهل العلم والتفسير على سورة البلد اسم سورة "لا أقسم"، ومن أهم موضوعاتها؛ التركيز على تثبيت إيمان المسلمين بيوم الحساب ويوم البعث، وميَّزت مصائر الناس يوم الحساب.