ما هو منطق الفلسفة
تعريف المنطق الفلسفي
يتميّز الإنسان عن سائر المخلوقات بالفكر، فهو به أشرف شيء في الكون، فمن خلال العقل الذي يملكه استطاع أن يرتفع إلى المراتب العليا في وجوده الدنيوي، لكن نظر الإنسان وتفكيره لا يُؤديان دائمًا إلى نتائج سليمة، فقد يسهو أو يخطئ من غير إدراك ولا شعور.
لكنّ نظر الإنسان وتفكيره لا يُؤديان دائماً إلى نتائج صحيحة فقد يُخطئ من حيث لا يشعر وعن غير قصد منه، حيث يكون الإنسان حينها لم يدرس الأمر من جميع الجهات ومن جميع الوجوه، أي يكون استنباطه حينها فاسداً .
إنّ لفظ المنطق مصدر ميمي، وهو قانون تعصم مراعاته الذهن عن الخطأ في فكره، كمن راعى قواعد النحو لا يتطرق إليه الخطأ في المقال، وعلوم المنطق هي المسائل العقلية التي من خلالها يمكن تربية القوى العقلية وتنميتها بالتمرّن واكتشاف طرق التفكير السليم من خلال البحث في الألفاظ والقضايا والأقيسة والبراهين، بما فيه من التمعّن في مواطن الخطأ الصادرة عن الأحكام العقلية.
كلّ إنسان مُتوسط الفكر يُمكنه أن يتفلسف؛ فهو يبحث في ماهية الأشياء وأصولها وعلاقة بعضها ببعض، وكما يقول أرسططاليس: "إن الدهشة أول باعث على الفلسفة"، فعند حيرة المُفكر يبدأ بالتفلسف والبحث وراء دهشته وفضوله المليء بالأسئلة التي لا تنتهي؛ فمن موضوعات الفلسفة المحورية ما يأتي:
- ما بعد الطبيعة، الميتافيزيقية.
- فلسفة الطبيعة.
- علم النفس والروح.
- علم المنطق.
- علم الجمال.
- الأخلاق.
- فلسفة القانون.
- علم الاجتماع وفلسفة التاريخ.
علاقة المنطق الفلسفي بالمنطق الصوري
أمّا المنطق الفلسفي فهو أحد أنواع المنطق الصوري، ويُطلق عليه مصطلح المنطق الرمزي الجديد؛ إذ إنّ الفكرة الأساسية من المنطق الصوري القديم كانت فكرة التصور، أمّا عند المنطق الجديد فرأيه أنّ التصوّر ليست أبسط عمليات الذهن؛ بل إنّه مُركب مأخوذ من عملية أسبق منه وهي عملية الحكم.
لا يُمكن القول إنّ المنطق كان صورياً خالصاً فإن المنطق الصوري هو الذي عناه هاملتون فقال :(إنّ المنطق بالمعنى الصوري هو علم اتفاق الفكر مع نفسه)، وإنّ الفكر قانوناً ضرورياً وهو قانون عدم التناقض.
أقسام المنطق الفلسفي
اكتمل هذا النوع من المنطق الصوري على يد الفيلسوف الشهير برتراند راسل والفيلسوف وايتهيد؛ حيث كانا من المُهتمين بالمزج بين المنطق والرياضيات فوصلا تدريجيًا إلى هذا النوع الجديد الذي يستخدم نوعين من الرموز، وهي الثوابت والمُتغيرات، ويتألّف من أربعة أقسام أساسية هي كالآتي:
- منطق القضايا.
- منطق المحمولات.
- منطق الفئات.
- منطق العلاقات.
علاقة المنطق بالفلسفة
إذا أمعن الناظر بتأنٍ لماهية علمي المنطق والفلسفة؛ يجد بأنّهما وجهان لعملة نقدية؛ فإنّ المنطق هو علم العقل الموضوعي وعلم العقل الذاتي معاً والعقل الموضوعي والذاتي مُتحدان أو هما شيء واحد والعقل هو موضوع المنطق.
إذ يُستنتج منه أنّ العقل هو موضوع المنطق، إذ يقع المنطق في ثلاث دوائر كبرى من المقولات الفلسفية (التصورات التي يمكن التفكير بواسطتها) هي ما يأتي:
- مقولات الوجود.
- مقولات الماهية.
- مقولات الفكرة الشاملة.
لا يُعدّ غريبًا أن يتداخل المنطق بالفلسفة بكافّة أشكالها المعرفية والفكرية؛ إذ لا بد ولكلّ علم منهجًا منطقيًا، ويُلاحظ في نهايات المُصطلحات الفلسفية العلمية انتهاءها بكلمة "لوجي"؛ "نسق"، أي التنظيم المنهجي لموضوعاتها وقواعدها.
يُمكن الاستدلال على ذلك بالقول إنّ مبدأ أو قانون العلية أو السببية الذي يبنى عليه منطق الكشف العلمي والاستقراء في أساسه فكر أو تصور فلسفي مثل العلاقة الحتمية أو اللزومية، كما أنّ المنطق "الأفلاطوني" أو الجدل هو أساس الديالكتيك عند "هيجل" في نظرته التفسيرية حول المُجتمع وظواهره التاريخية.