ما هو مسجد قباء
مسجد قباء أول مسجد في الإسلام
كان بناء مسجد قباء عندما وصل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنوّرة مهاجراً من مكّة، فكان مبرك الناقة في مسجد قباء؛ فاختاره موقعاً لبناء المسجد في المكان الذي بركت فيه ناقته، وكان فيه بئرٌ للصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري، ومن الجدير بالذكر أنّ النبي -عليه الصّلاة والسّلام- أول من وضع حجراً في قبلته، ثمّ جاء أبو بكرٍالصدّيق -رضي الله عنه- ووضع حجراً آخر، ثمّ فعل عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- كما فعل أبو بكر، فشرع النّاس بعدهم في البناء والفرحة تغمرهم حتى أكملوا بناء المسجد.
وروت الشموس بنت نعمان أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يأتي بالحجر قد ألصقه إلى بطنه فيضعه، فيأتي الرجل يريد أن يقلَّه فلا يستطيع، حتى يأمره -صلّى الله عليه وسلّم- أن يدعه ويأخذ غيره، وبعد أن تمّ بناء المسجد أثنى الله تعالى على أهل قباء؛ حيث قال في سورة التوبة: (لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)، وممّا تجدر الإشارة إليه؛ أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ميّز مسجد قباء عن غيره من المساجد؛ حيث كان يزوره في كلّ يوم سبت ويصلي فيه، وبقيت هذه العادة عند أهل المدينة إلى يومنا هذا.
موقع مسجد قباء
يقع مسجد قباء في الجنوب الغربي من المدينة المنوّرة ، على بعد خمسة كيلو متراتٍ من المسجد النبويّ الشريف.
سبب تسمية مسجد قباء
سُمّي مسجد قباء بهذا الاسم نسبةً إلى بئر قباء ،الذي كان موجوداً في هذه المنطقة وسمّيت باسمه.
الفرق بين مسجد قباء والمسجد النبوي
يوجد عدد من الفروقات بين المسجد النبوي الشريف ومسجد قباء فيما يأتي ذكرها:
- بنى النبي -صلى الله عليه وسلّم- مسجد قباء أولاً حيث وصل إلى منطقة قباء قبل المدينة المنورة ومكث فيها أربعة أيام، ثم في اليوم الخامس غادر إلى المدينة وبنى المسجد النبوي فيها.
- يقع مسجد قباء في منطقة قباء التي تبعد عن المدينة المنورة خمسة كيلو مترات، بينما يقع المسجد النبوي داخل المدينة المنورة.
- تبلغ مساحة مسجد قباء حالياً 13500 متر مربع، بينما تبلغ مساحة المسجد النبوي 399,483 متر مربع.
- تعادل الصلاة في المسجد النبوي ألف صلاة، بينما لم يُذكر مضاعفة أجر الصلاة في مسجد قباء .
هل مسجد قباء المسجد الذي أسس على التقوى؟
تعددت أقوال العلماء في المسجد الذي أُسّس على التقوى، فقال بعض العلماء هو مسجد قباء، ومن أصحاب هذا القول: ابن عباس، والحسن، والضحاك، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: (مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ)؛، إذ إنّ مسجد قباء أسّس في المدينة المنورة من أول يومٍ، وكان بناؤه قبل بناء المسجد النبويّ، بالإضافة إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: (نزلت في أهلِ قباءٍ "فيهِ رجالٌ يحبُّونَ أن يتطَهروا واللَّهُ يحبُّ المطَّهِّرين"، قالَ: كانوا يستَنجونَ بالماءِ فنزلت فيهم هذِه الآيةُ).،
كما أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عندما نزلت الآية الكريمة قال لأهل قباء: (يا مَعشرَ الأَنصارِ، إنَّ اللَّهَ قَد أثنى عليكُم في الطُّهورِ، فما طُهورُكُم؟ قالوا: نتَوضَّأُ للصَّلاةِ، ونغتَسلُ منَ الجَنابةِ، ونَستَنجي بالماءِ، قالَ: فَهوَ ذاكَ، فعليكُموه)، ويدلّ هذا الحديث على أنّ المسجد المذكور في الآية هو مسجد قباء، وقال فريقٌ من العلماء أنّ المسجد الذي أُسّس على التقوى هو مسجد المدينة المنوّرة، واستدلوا على ذلك بالرواية عن ابن عمر -رضي الله عنه- عندما سُئل عن المسجد الذي أُسس على التقوى، فقال: (مسجد المدينة).
فضل زيارة مسجد قباء
إنّ لزيارة مسجد قباء والصلاة فيه فضائل عديدةٌ، منها:
- أنّ الصلاة فيه تعدل أجر عمرةٍ، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:(من تطَهَّرَ في بيتِهِ، ثمَّ أتى مسجدَ قباءٍ، فصلَّى فيهِ صلاةً، كانَ لَهُ كأجرِ عمرةٍ).
- ما روي عن سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال:(لأَن أُصلِّيَ في مسجِدِ قُباءَ رَكْعتينِ أحبُّ إليَّ من أن آتيَ بيتَ المقدسِ مرَّتينِ، لو يعلَمونَ ما في قُباءَ لضربوا أَكْبادَ الإبلِ).
- ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه، من أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (كان يأتي قباءَ، يعني كلَّ سبتٍ، كان يأتيه راكبًا وماشيًا).