ما هو فصل الشتاء
فصل الشّتاء
فصل الشّتاء هو أحد فصول العام الأربعة، ويتلو الخريف مباشرةً، ويبدأ عند حدوث الظّاهرة الفلكيّة المعروفة بالانقلاب الشتويّ، وذلك في الحادي والعشرين من ديسمبر من كلّ عام، ويستمرّ حتّى اليوم العشرين من مارس من السّنة التي تليها؛ حيث يحدث الاعتدال الربيعيّ، وذلك في النّصف الشماليّ من الكرة الأرضيّة، ويكونُ وقت الشّتاء مُتعاكساً بين نصفي الكرة الأرضيّة الشماليّ والجنوبيّ؛ فهو يبدأ في النّصف الجنوبيّ في اليوم الحادي والعشرين يونيو، ويستمرّ حتّى الثاني والعشرين من سبتمبر.
يتميّز فصل الشّتاء بتدنّي درجات الحرارة، وتزايد هطول الأمطار أو الثّلوج في دوائر العرض العليا حسب الموقع الجغرافيّ للمنطقة، بينما يبقى الطقس مُستقرّاً تماماً في دوائر العرض الدّنيا القريبة من خطّ الاستواء، ويتميّز الشتاء كذلك بقصر عدد ساعات النّهار، وطول ساعات الليل في اليوم الواحد، كما تُهاجر بعض الحيوانات من الأماكن الباردة إلى تلك الأكثر دفئاً، أو تبيت الشتاء حفاظاً على حياتها، وتموت العديد من أنواع النّباتات خُصوصاً تلك التي تعطي البذور للعام القادم، ولذلك يُعدّ الشّتاء في الثقافة الإنسانيّة رمزاً للقحط وشُحّ الغذاء.
مدّة فصل الشتاء
يدوم فصل الشّتاء 89 يوماً، وهذا يجعلهُ أقصر بعدّة أيّامٍ من فصل الصّيف؛ حيث يمتدّ ذاك الأخير 93 يوماً تقريباً في كلّ عامٍ، والسّبب في التّفاوت البسيط للأوقات التي تأخذها الفصول لتُتمَّ دورتها على الأرض هو وجود العديد من العوامل البسيطة التي تؤثّر على موقع الأرض الفلكيّ بالنّسبة إلى الشّمس، وتأثير الشّمس عليها، مثل: ابتعاد المنطقة عن خطّ الاستواء في الكرة الأرضيّة، والتأثّر بحركات الكواكب الأخرى.
موعد فصل الشّتاء
يمكن احتساب موعدي بدء فصل الشّتاء وانتهائه وفقاً لما يُسمّى التّقويم المناخيّ، وهي طريقة لتقسيم السّنة إلى أربعة فصولٍ بناءً على أثر تغيّر الطقس والحرارة وحده، وتعتمد طريقة التقسيم هذه على تغيير مواعيد بدء الفصول؛ بحيث تتوافق مع بدايات أشهر السّنة الميلاديّة، وفيها يبدأ كلّ فصلٍ في اليوم الأوّل من أحد الشّهور، وينتهي بنهاية شهرٍ آخر، وفي هذه الحالة تكون بداية الشتاء في يوم 1 ديسمبر من كلّ عامٍ، ونهايته في 28 فبراير في السّنة العادية، أو في 29 فبراير في حال كانت السّنة كبيسةً، أمّا تاريخا بداية الشتاء وانتهائه المعتمدين على حركة الأرض حول الشّمس، والمتمثّلة بالانقلاب الشتويّ والاعتدال الربيعيّ، فيكونان وفقاً للتقويم الفلكيّ.
كيفيّة حدوث فصل الشّتاء
يوجد اعتقادٌ خاطئٌ لدى العديد من النّاس أنَّ سبب توالي الفصول هو اقتراب الأرض من الشّمس وابتعادها عنها ، فشكلُ مدار الأرض حول الشّمس ليس دائريّاً تماماً، بل هو بيضويّ قليلاً، ولذلك فإنَّ الأرض قد تقتربُ أو تبعد عن الشمس على مدار العام مسافةً تصلُ إلى ما يقارب خمسة ملايين كيلومتر، إلّا أنَّ اختلاف المسافة الشّاسع هذا ليسَ له أثرٌ كبيرٌ على درجة حرارة الأرض، بل السّبب الحقيقيّ لحدوث الفصول هو ميلان محور دوران الأرض حول نفسها بزاوية 23.5 درجةً تقريباً عن محور دورانها حول الشّمس.
هذا الميلان هو العامل الجوهريّ في تباين الفصول ؛ فعلى مدار السّنة تختلف زاوية سقوط أشعّة الشمس على سطح الأرض عدّة درجاتٍ، وهذا التفاوت يصنع فرقاً كبيراً جداً في كميّة الطّاقة التي تصلُ من الشمس إلى سطح الأرض، حيث يتعرَّضُ جزء منها للحجب؛ بسبب جزيئات الغلاف الجويّ عندما تسقط بزاوية مائلةٍ، فيُصبح الجوّ أبرد، أو يصلُ جزء أكبر منها إلى سطح الأرض عندما تسقط بزاوية عموديّة، فيُصبح الجوّ حارّاً، وبهذا يحدث الصّيف في النصف الشّمالي أو الجنوبيّ من الأرض عندما تسقط أشعة الشّمس بزاوية عموديّة، ويحدث الشتاء عندما تسقط بزاوية مائلة، وتتعاكسُ الفصول بصورة دائمة بين نصفي الأرض: الشماليّ، والجنوبيّ.
مظاهر فصل الشّتاء
يأتي الشّتاء بين فصلي الخريف والرّبيع، ويُعدّ أبرد فصول السّنة؛ لأنّ أشعة الشمس تسقطُ فيه على الأرض بزاويةٍ مائلةٍ، ويختلف طول النّهار أثناء الشتاء؛ إذ يقصرُ تدريجيّاً مع تقدّم الفصل ، وبهذا يخلتفُ طول الليل على حساب النهار، وحسب المكان على الأرض؛ فبدءاً من القطبين الشماليّ والجنوبيّ، واللذين يقعان على دائرتي عرض 66 درجةً شمالاً وجنوباً، يأتي يوم واحدٌ على الأقلّ في شتاء كلّ سنةٍ يكون عبارةً عن ظلام دامس لمُدّة أربع وعشرين ساعةً، بينما عند خطّ الاستواء تحتفظ الأيّام بطولها الطبيعيّ، فلا يكاد يزداد طولها أو ينقص عن اثنتي عشرة ساعةً إلا بدقائق معدودة، وبشكلٍ عامّ يكون النّهار أقصر ما يُمكن أثناء العام في يوم الانقلاب الشتويّ في أنحاء نصف الأرض الشماليّ كلّها، أي في ليلة 21 ديسمبر، وبعد ذلك يزداد تدريجيّاً.
تزدادُ برودة الشتاء مع الاتّجاه نحو دوائر العرض العليا جنوباً أو شمالاً في الكرة الأرضيّة، أمّا عند خط الاستواء فإنَّ تأثيره يكون ضئيلاً؛ بسبب تعرّض تلك المناطق دائماً لأشعّة الشمس بزاويةٍ شبه عموديّة. وقد يكونُ الشّتاء خطيراً على الإنسان، فلو لم تكُن لدى البشر إمكانات التّدفئة والاحتماء الكافية من الطقس البارد، لتعرَّضُوا للكثير من الإصابات السيّئة في الشتاء، وأهمّها إصابات الصَّقيع ، وتجمّد الجلد والأنسجة، والتي يُنصح بتجنّبها، وذلك بإبقاء الجلد جافّاً ودافئاً في هذا الفصل من العام.
تأثير الشّتاء على الأنظمة البيئيّة
يجلب الشّتاء الكثير من التغيّرات إلى الأنظمة البيئيّة الطبيعيّة، فالعديدُ من الحيوانات تهاجر بحثاً عن مكانٍ أكثر دفئاً للحياة فيه، فهي تهاجر جنوباً في النّصف الشماليّ للأرض، وتبحث عن مكانٍ ذي مناخٍ مُعتدلٍ لتتكاثر فيه، وتشير الدّراسات الحديثة إلا أنَّ أوقات هجرة الحيوانات بدأت تتغيّر بسبب ظاهرة الاحتباس الحراريّ؛ إذ تُفضّل بعض أنواع الكائنات الحيّة البقاء في بيئتها في الشتاء، وفي هذه الحالة قد تختارُ تمضية الموسم وهي في حالة قريبةٍ من النوم تُسمّى السُّبات الشتويّ ، بحيث تُخفّض استهلاكها للطاقة، وذلك بتخفيف نشاطها الحركيّ والجسديّ إلى الصّفر تقريباً، أمّا الحيوانات التي تبقى يقِظةً فإنَّها تتكيّف بطريقتها الخاصّة مع الشتاء، فبعضُها قد تغيّر لون فروها؛ ليُساعدها على التكيّف مع بيئتها، والتّمويه بين الثّلوج.