يوم الاستقلال أحد أهم المناسبات الوطنية التي يحتفي بها المواطنون، ويستذكرون ما قدّمه أجدادهم من تضحيات عبر التاريخ من أجل رد هيمنة الاستعمار عن وطنهم، و تونس واحدة من هذه الدول التي قدّم أبناء شعبها أرواحهم في سبيل نيل الاستقلال، فكيف وقعت تحت حكم الاستعمار الفرنسي ؟ ومتى حصلت على استقلالها؟ جميع هذه الأسئلة وغيرها سنجيبها في هذا المقال الذي سنضعه بين أيديكم.
متى يُحتفل بعيد الاستقلال التونسي؟
يحتفل الشعب التونسي في 20 مارس/ آذار من كل عام في ذكرى استقلال بلادهم من الحكم الاستعماري الفرنسي.
كيف وقعت تونس تحت حكم الاستعمار الفرنسي؟
فرضت فرنسا حمايتها على تونس بموجب اتفاقية بدلاً من الغزو المباشر، وذلك من خلال توقيع معاهدة (باردو) مع الباي التونسي "محمد الصادق" في عام 1881م، والذي ظلّ من خلالها ملكًا على البلاد مُحافظاً على هيكل الحكومة بتعيين الوزراء التونسيين، وبقاء المواطنين تحت رعايته، إلا أنّ هذه الاتفاقية أعطت فرنسا الحق في جعل السلطة العليا بيد الجنرال الفرنسي المقيم في تونس مما ساعدهم على نقل الثروات الأكثر خصوبة في شمال تونس والتي تضم وادي مجردة وغيرها إلى دول أوروبية أخرى، كما وبدأت مناجم الفوسفات العمل بالقرب من منطقة قفصة، وزرع الخضار وتصديرها إلى الخارج، وبعدها تحوّلت تلك الحماية التي فرضتها فرنسا تدريجياً إلى استعمار مباشر.
مراحل مواجهة الشعب التونسي للاستعمار الفرنسي؟
واجه الشعب التونسي الاستعمار الفرنسي بالعديد من أساليب المقاومة، وفيما يأتي بعض من مظاهر هذه المقاومة:
في عام 1907
بحلول تسعينيات القرن التاسع عشر بدأت مجموعة صغيرة مثقفة من الشبّان، أطلق على أعضائها "الشباب التونسي"، الدفاع عن حقوق التونسيين والضغط على فرنسا من أجل مشاركة أكبر من قبل المواطنين في حكومتهم.
في عام 1920
تم إنشاء "حزب الدستور" من قبل الشيخ عبد العزيز الثعالبي، حيث قدّم هذا الحزب للحكومة الفرنسية وثيقة تطالب بضمان الحريات والحصول على الحقوق ذاتها التي يتمتع بها الأوروبيون، إلا أن النتيجة كانت اعتقال زعيم الحزب عبد العزيز الثعالبي.
في عام 1934
تشكيل حزب جديد بعنوان "الحزب الحر الدستوري الجديد" من قبل مجموعة من المناضلين وعلى رأسهم المحامي التونسي الحبيب بورقيبة وذلك بعد أن انفصل هو وزملاؤه عن "حزب الدستور"، والذي كان هدفه كسب أكبر عدد من التأييد الجماهيري التونسي، وسرعان ما حل الحزب الحر الدستوري الجديد محل حزب الدستور الحالي، إلا أن الاضطرابات الخطيرة في المنطقة وقمع الحركة الجديدة أدت إلى اعتقال بورقيبة وغيره من قادة الحزب عام 1938.
عام 1956
في 20 مارس/ آذار عام 1956 تم التوقيع على معاهدة تعترف رسميًا باستقلال تونس وذلك بعد أن اضطرت فرنسا على الانسحاب تحت ضغط الكفاح الوطني التونسي عند انطلاق مقاومة تونسية مسلحة تحت قيادة الحزب الحر الدستوري الجديد.
كيف تحتفل الحكومة التونسية بعيد الاستقلال؟
تقيم الحكومة التونسية بمناسبة عيد الاستقلال مآدب الطعام الرسمية، ويقوم السياسيون بالمشاركة في هذه الاحتفالات وذلك بوضع أكاليل الزهور على قبور الشهداء الذين قدّموا أرواحهم فداءً للوطن، ويتم إلقاء الخطابات السياسية من قبلهم مستذكرين تضحيات جنود الاستقلال.
ما هي مظاهر احتفال الشعب التونسي بعيد استقلال بلادهم؟
يقوم أبناء الشعب التونسي في هذا اليوم بتزيين منازلهم ومركباتهم بالعلم التونسي وإقامة الاحتفالات في الشوارع، وتخليداً لهذا اليوم العريق يقوم التونسيون بإقامة معارض الكتب والندوات؛ لاستذكار تاريخ استقلال البلاد.
هل عيد الاستقلال التونسي يوم عطلة رسمية في البلاد؟
نعم، في 20 مارس/ آذار من كل عام تُعلَن عطلة رسمية في تونس بهذه المناسبة.
ما هي دلالات العلم التونسي؟
العلم التونسي واحدًا من أقدم الأعلام حول العالم والذي تم اعتماده رسمياً في 3 يوليو من عام 1959، حيث يتكوّن العلم من خلفية حمراء يتوسطها قرص دائري أبيض اللون وبداخله نجمة خماسية حمراء يحيط بها هلال أحمر، وفيما يأتي دلالات هذه الألوان والرموز:
- اللون الأحمر: يحاكي هذا اللون دماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن.
- اللون الأبيض: يعبّر اللون الأبيض على السلام.
- النجمة الخماسية: تعبّر هذه النجمة الخماسية على أركان الإسلام الخمسة .
- الهلال: يُعدّ الهلال رمزاً تقليدياً في الإسلام، كما ويعبِّر عن الحظ السعيد.
