أفكار ألعاب رمضانية للأطفال
أفكار ألعاب رمضانية للأطفال
إن شهر رمضان شهر إيماني بامتياز، وله خصوصية عظيمة عند جميع أفراد الأمة الإسلامية، ومن ضمن خصوصيته اهتمام الأهل بأطفالهم وصناعة محاضن تربوية تحببهم في شهر رمضان، وتعلمهم أحكامه من صيام وسحور وصلاة وغيرها مما يتعلق بهذا الشهر الكريم.
وذلك لينشأ ناشئ الصبيان على خير عظيم، وعلى مائدة إيمانية عظيمة، ومن ضمن ما يقدمه الأهل لأطفالهم في هذا الشهر المبارك الألعاب التربوية الهادفة؛ التي تبني فيهم شخصية المسلم الحق، والذي يتشرب من القرآن الكريم ويتربى في ظلاله.
وبذلك يتبين لنا أهمية الاهتمام بالطفل في هذا الشهر الكريم، ومن ضمن هذه الاهتمامات صناعة أجواء من الفرح والمرح، واللعب المباح الذي ينمي في هذا الطفل قيماً عظيمة، ويغرس فيه الانتماءات الثابتة لدينه؛ إذ اللعب ضرورة للطفل.
أنواع الألعاب الرمضانية
اللعب على أنواع كثيرة سواء في رمضان أو في غير رمضان، وكلما كان اللعب في رمضان له علاقة بشهر رمضان وقيمه وأحكامه كلما كان أكثر نفعاً وتأثيرا في الطفل ومن أنواع اللعب في رمضان ما يأتي:
- أولاً: الألعاب المادية
كالدمى وما تصنعه مصانع الألعاب كلعب السيارات والأشكال المرحة وغيرها، وقد كانت الربيع بنت معوذ بن عفراء -رضي الله عنها- تقول: (وَنَصْنَعُ لهمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَنَذْهَبُ به معنَا، فَإِذَا سَأَلُونَا الطَّعَامَ، أَعْطَيْنَاهُمُ اللُّعْبَةَ تُلْهِيهِمْ حتَّى يُتِمُّوا صَوْمَهُمْ)، فكانت النساء الصحابيات يصنعن اللعب لأبنائهن ليصبروهم عن الجوع في صيامهم.
- ثانياً: الألعاب الثقافية
حيث يصنع التنافس بين الأبناء في أمر ثقافي محدد ضمن فترة زمانية؛ كقراءة كتيب في مجال محدد، أو حفظ سورة قرآنية تناسب عمر الطفل وقدرته، أو حفظ مجموعة من الأحاديث النبوية المتعلقة بشهر رمضان.
أو إقامة مسابقات قرآنية تخص علوم القرآن الكريم؛ كمعرفة المكي والمدني منه أو معرفة فواتح السور، أو بيان الآيات المتشابهة منه أو بيان الرقميات القرآنية؛ كعدد الأجزاء والأحزاب، والسور والسجدات، وغيرها مما يتعلق بالرقميات القرآنية أو غيرها من المسابقات، مما يتعلق بالقرآن الكريم.
- ثالثاً: جداول الإنجاز والمحاسبة
وذلك من خلال وضع لوحة يرسم عليها سلم الإنجاز أو شجرة الإنجاز أو محطات الإنجاز أو صناعة جدول متعلق بأعمال محددة ضمن نطاقات زمنية -مثل الحفاظ على التراويح أو كمية قراءة القرآن وأذكار الصباح والمساء وغيرها من الطاعات-.
ويتم التنافس فيها بين مجموعة من الأطفال، ووضع الهدايا والمكافآت على ذلك، وقد تكون المكافآت اختيار نوع الطعام الذي سيفطر عليه الطفل في يوم محدد إن قام بالإنجاز المطلوب، أو مكافأة لهم تصرف لهم ليلة العيد، أو أي مكافأة يراها المربي.
الأطفال في رمضان بين اللعب والجد
ومما لا بد من التنبه إليه أن رمضان ليس شهر تسليةٍ وترفيه، والألعاب إنما هي وسيلة وأداة يستخدمها المربي ليغرس في طفله قيم هذا الشهر، ويعوده على حسن الطاعة لله فيه، وليست هي المقصد الأساس من شهر رمضان.
وينبغي على المربي أن يعلم ولده تعظيم حرمات هذا الشهر، ويعلمه روحانياته وسكناته الرائعة في النفس؛ مما يجعل الطفل متوازناً بين الجد واللعب، لا أن يكون هم الطفل في رمضان هو اللعب، بل تحقيق مقصود رمضان؛ من تحقيق التقوى وحب الله وطاعته، والتقرب إليه وسطاً بين الإفراط والتفريط.