أعراض سلس البول
سلس البول
يتمّ التحكم بعمليّة التبول من خلال الإشارات العصبية التي يُرسلها الدماغ إلى المثانة والإحليل، وتتمثل وظيفة المثانة في تخزين البول لحين الحاجة للذهاب إلى الحمام، بينما يُمثل الإحليل المجرى الذي يمرّ من خلاله البول إلى خارج الجسم. وتجدر الإشارة إلى أنّ عضلات المثانة الملساء تكون في حالة من الارتخاء في الأوضاع الطبيعية؛ ممّا يسمح لها بتخزين البول، كما تعمل العضلات السفلى في الحوض على دعم المثانة وتثبيتها في مكانها، وفي الوقت نفسه تعمل العضلة العاصرة المحيطة بالإحليل على إغلاق مجرى البول ممّا يمنع تدفق البول إلى الخارج. وعند امتلاء المثانة، والشعور بالحاجة للذهاب إلى الحمام، يرسل الدماغ الإشارات العصبية التي تعمل على انقباض عضلات المثانة وفتح مجرى البول؛ ممّا يسمح بتفريغ محتويات المثانة من البول. وفي الحقيقة يحدث سلس البول نتيجة خلل في أيّ من تلك الأجزاء التي تتحكم في عملية التبول؛ ممّا يؤدي إلى تسريب كميات من البول وعدم القدرة على التحكم في إفراغ المثانة في الوقت المناسب. وينبغي القول أنّ سلس البول يؤثر على الملايين من الرجال والنساء في جميع أنحاء العالم، ولا تقتصر تأثيرات سلس البول على الناحية الجسدية للمريض، إذ إنّ ذلك يؤثر على الحياة العاطفية، والنفسية، والاجتماعية للمريض؛ فكثيراً من المرضى قد يخافون من القيام بالأنشطة اليومية العادية، وقد لا يستطيعون الاستمتاع بالحياة نتيجة الأعراض المصاحبة لسلس البول.
أعراض سلس البول
تعتمد أعراض سلس البول على نوع السلس الذي يؤثر على المريض، وفيما يأتي تفصيل ذلك:
- أعراض سلس البول الإجهادي: (بالإنجليزية: Stress incontinence)، يُعدّ سلس البول الإجهادي أكثر أنواع سلس البول شيوعاً، وخاصة لدى النساء اللواتي سبق لهن الحمل والولادة واللواتي تعرّضن لانقطاع الطمث. وتحدث أعراض سلس البول الإجهادي نتيجة تعرض عضلات المثانة التي تسيطر على التبول للضغط البدني الإضافي المفاجئ، ممّا يُسبّب تسرب البول دون إرادة المريض. وتتضمن الأمثلة على الإجهاد البدني السعال ، والعطس، والضحك ، ورفع أحمال ثقيلة، وممارسة الرياضة.
- أعراض سلس البول الإلحاحي: (بالإنجليزية: Urge incontinence)، يُعرف هذا النوع من سلس البول باسم سلس البول المنعكس (بالإنجليزية: Reflex incontinence)، أو سلس البول الناتج عن فرط نشاط المثانة (بالإنجليزية: Overactive bladder)، وهو ثاني أكثر أنواع سلس البول شيوعاً. ويحدث سلس البول في هذا النوع نتيجة انقباض مفاجئ ولا إرادي للجدار العضليّ للمثانة، مُسبّباً الرغبة الملحة في التبول والتي لا يُمكن التحكم بها وإيقافها. وينبغي القول أنّ سلس البول الإلحاحي قد يكون ناتجاً عن تلف الأعصاب التي تتحكم في المثانة وعضلاتها وفي الجهاز العصبي أيضاً، وتتضمن العوامل التي تُسبّب الشعور بالحاجة الملحة للتبول: التغيير المفاجئ في وضعية الجسم، وسماع صوت الماء الجاري، وممارسة الجنس وخاصة خلال النشوة الجنسية.
- أعراض سلس البول الفيضي: (بالإنجليزية: Overflow incontinence)، يُعدّ هذا النوع من سلس البول أكثر شيوعاً لدى الرجال الذين يعانون من مشاكل في غدة البروستاتا، والذين يعانون من تلفٍ في المثانة، وانسدادٍ في مجرى البول. وممّا يُميز هذا النوع من سلس البول عدم قدرة المثانة على الاحتفاظ بكمية البول التي يُصنّعها الجسم، إضافة إلى عدم قدرتها على إفراغ محتوياتها بالكامل، ويصاحب هذا النوع من سلس البول عدة أعراضٍ وهي التبول بشكل متكرر، إضافة إلى تقطير البول وتسريبه من الإحليل بشكلٍ مستمر.
- أعراض سلس البول الوظيفي: (بالإنجليزية: Functional incontinence)، وهو أكثر أنواع السلس انتشاراً بين كبار السن وخاصة في دور رعاية المسنين. ويتميز هذه النوع من سلس البول بعدم قدرة المصاب على الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب لإفراغ محتويات المثانة؛ بسبب مشكلة في الحركة؛ نتيجة الارتباك، والأمراض العقلية، وضعف البصر، وصعوبة التنقل والحركة، ومشاكل المفاصل التي تعيق فتح زر البنطال. وتجدر الإشارة إلى أنّ كلّاً من الاكتئاب، والقلق، والغضب يُمكن أن يؤدّي إلى عدم الرغبة في استخدام الحمام.
- أعراض سلس البول المختلط: (بالإنجليزية: Mixed incontinence)، وتتضمن أعراضه خليطاً من أعراض سلس البول الإلحاحي وسلس البول الإجهادي.
أسباب سلس البول
تُقسم أسباب سلس البول إلى أسباب مؤقتة وأخرى دائمة، وهي موضحة كما يأتي:
- سلس البول المؤقت: لا يُعدّ سلس البول المؤقت مرضاً وإنما عرضاً لبعض الأمراض، كما قد يكون ناتجاً عن ممارسة بعض العادات اليومية. وبشكل عام يُمكن القول أنّ أسباب سلس البول المؤقت تتضمن تناول بعض المشروبات، والأطعمة، والأدوية التي تعمل على تحفيز المثانة وزيادة حجم البول؛ مثل: الكحول، والكافيين، والمشروبات الغازية، والمياه الفوارة، والمحليات الصناعية، والشوكولاتة، والفلفل الحار، والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من التوابل، والسكر، والأحماض وخاصة الفواكه الحمضية، وأدوية القلب، والأدوية الخافضة لضغط الدم، والمهدئات، ومرخيات العضلات، والجرعات الكبيرة من فيتامين ج . كما يُمكن أن يكون سلس البول المؤقت ناتجاً عن التهاب المسالك البولية ، إضافة إلى الإمساك الشديد؛ إذ إنّ المثانة تتشارك مع المستقيم في العديد من الأعصاب ذاتها، وإنّ تراكم البراز الصلب والمضغوط في المستقيم؛ يُحفز هذه الأعصاب ويزيد من معدّل التبول.
- سلس البول الدائم: يُمكن أن ينتج سلس البول الدائم عن العديد من الأسباب، ومنها ما يأتي:
- الحمل: يُمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية وزيادة وزن الجنين إلى حدوث سلس البول الإجهادي.
- الولادة المهبلية: يُمكن أن تُضعف الولادة المهبلية العضلات اللازمة للتحكم بالمثانة، كما قد تُضعف الأعصاب التي تتحكم بالمثانة والأنسجة الداعمة لها، ممّا يؤدي إلى هبوط قاع الحوض؛ وقد يُسبّب هبوط قاع الحوض تدلي المثانة، والرحم ، والمستقيم، والأمعاء الدقيقة إلى مستوى أدنى من الوضع المعتاد مسبباً بروزها في المهبل، وهذا ما قد يُسبّب سلس البول.
- التقدم في العمر: يُمكن أن يؤدي التقدم في العمر إلى تقليل قدرة المثانة على تخزين البول، وزيادة انقباضات عضلات المثانة اللا إرادية.
- انقطاع الطمث: (بالإنجليزية: Menopause)، تقل كمية الإستروجين لدى النساء بعد انقطاع الطمث، وهو هرمون يُساعد في الحفاظ على بطانة المثانة والإحليل بصحة جيدة؛ وقد ينتج عن نقص مستواه تدهورَ أنسجة المثانة والإحليل، وبالتالي زيادة فرصة الإصابة بسلس البول.
- استئصال الرحم: (بالإنجليزية: Hysterectomy)، هناك العديد من العضلات والأربطة التي تساهم في دعم الرحم والمثانة، وتؤدي عملية استئصال الرحم إلى تلف عضلات قاع الحوض الداعمة، ممّا قد يؤدي إلى سلس البول.
- تضخم البروستاتا: يُسبّب تضخم البروستاتا زيادة خطر الإصابة بسلس البول لدى الرجال وخاصة مع التقدم في العمر.
- سرطان البروستاتا: يُمكن أن يُسبّب سرطان البروستاتا غير المعالج سلس البول لدى الرجال، وفي كثير من الأحيان يحدث سلس البول نتيجة تناول الأدوية المستخدمة لعلاج سرطان البروستات كأحد آثارها الجانبية.
- انسداد مجرى البول: يُمكن أن تُسبّب حصوات المثانة إضافة إلى الأورام التي تُصيب المسالك البولية إعاقة تدفق البول بشكل طبيعيّ؛ وبالتالي الإصابة بسلس البول.
- الاضطرابات العصبية: يُمكن لبعض الاضطرابات العصبية مثل مرض التصلب المتعدد (بالإنجليزية: Multiple sclerosis)، ومرض باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson's disease)، والسكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke)، وأورام الدماغ، وإصابة العمود الفقري أن تؤثر على الأعصاب التي تتحكم بعمل المثانة؛ ممّا يُسبّب سلس البول.