ما هو سبب رعشة اليدين
ما هو سبب رعشة اليدين
رعشة اليدين أو اهتزاز اليدين أو رجفة اليدين ( Hand tremor ) جميعها مصطلحات تُعبر عن أحد الاضطرابات التي تؤثر في حياة الشخص المصاب وطريقة إنجازه لمهامهِ اليومية، إلّا أنّها لا تشكل خطورة على صحته في العادة، وقد تكون مؤشرًا في بعض الحالات على الإصابة بأحد الاضطرابات العصبية أو التنكسية، وفيما يأتي ذكرٌ لأهم الأسباب التي تؤدي إلى رعشة اليدين:
أسباب فسيولوجية
قد تكون رعشة اليدين أحد أعراض الإصابة بالرعاش الفسيولوجي (Physiologic tremor)، الذي يحدث كرد فعل طبيعيّ لبعض الممارسات أو الحركات، وفيما يأتي بيان بعض العوامل التي تزيد من احتمالية ظهور وملاحظة الرُعاش الفسيولوجيّ:
- قلة النوم؛ إذ يؤدي عدم الالتزام بساعات النوم المحددة إلى تحفيز الجهاز العصبي مما يؤدي إلى رعشة في اليدين.
- القلق النفسيّ، فقد يؤدي معاناة بعض الأفراد من القلق أو التوتر أو العصبية، إلى تهيج الجهاز العصبي مسببًا رعشة في اليدين.
- استهلاك كميات كبيرة من الكافيين.
- التدخين.
- التقدّم في العمر.
- الشعور بالبرد أو الحرّ الشديدين.
استخدام بعض الأدوية
قد تُسبّب بعض الأدوية رعشة في اليدين كأحد آثارها الجانبيّة أو كأحد الأعراض الانسحابية، وفيما يأتي بيان أنواع الأدوية التي قد تكون سببًا لرعشة اليدين:
- الأدوية المنبه كالأمفيتامين (Amphetamines).
- الكورتيكوستيرويدات.
- مضادات الاكتئاب كدواء بوبروبيون (بالإنجليزية: Bupropion).
- مضادات اضطراب النظم ( Antiarrhythmic agent ) كدواء أميودرون (Amiodarone)
- بعض الأدوية المستخدمة لمرضى الربو.
- أحد الأعراض الانسحابية لبعض الأدوية، مثل التوقف عن استخدام ناهضات البيتا (beta agonists)، والأدوية المضادة للقلق.
اضطرابات حركية
قد تزيد بعض أنواع اضطرابات الحركة التي يصاب بها الأفراد احتمالية حدوث رعشة اليدين، وتتمثل هذه الاضطرابات بما يأتي:
- الرعاش مجهول السبب: يعدّ الرعاش مجهول السبب (Essential Tremor) أحد أكثر أنواع اضطرابات الحركة شيوعًا، وكما يوحي المصطلح المستخدم لوصف الاضطراب فإنّ السبب وراء هذا النوع من الرعشة لا يزال مجهولًا مع ترجيح للأسباب الجينية والوراثية في أغلب الحالات، وفي الحقيقة غالبًا ما يُصيب اليدين، والرأس والحبال الصوتية، ويزداد سوءًا مع الحركة.
- خلل التوتر العضلي: ويُعرف أيضًا بالديستونيا (Dystonic tremor)، وهو اضطراب عضلي قد يحدث في أيّ عضلة في الجسم، ويُرجّح أنّه يصيب الشباب في منتصف العمر، وفيه يرسل الدماغ إشارات خاطئة للجسم تؤدي إلى فرط نشاط العضلات، فيعاني المصاب نتيجةً لذلك من ظهور الجزء المصاب بوضعية غير طبيعية واستمرار الحركات غير المرغوب فيها.
اضطرابات الأعصاب
قد تكون رعشة اليدين دليلًا على الإصابة بأنواع محددة من اضطرابات الأعصاب، ويمكن بيانها كما يأتي:
- مرض باركنسون: يحدث مرض باركنسون المعروف أيضًا ب الشلل الارتعاشي (Parkinson's Disease) نتيجة تضرر خلايا المخ المسؤولة عن إرسال الإشارات العصبية للحركة، ويمكن القول أنّ المصابين بمرض باركنسون يُعانون في الغالب من رعشة في جهة واحدة من الجسم، ومع مرور الوقت تنتقل الرعشة إلى الجهة الأخرى، وغالبًا ما يسبب بطء في حركة الجسم، وخلل في التوازن، وتيبّس اليدين والقدمين.
- التصلّب المتعدد: يحدث التصلب المتعدد المعروف أيضًا بالتصلب اللويحي (Multiple Sclerosis) نتيجة تلف طبقة الميالين (Myelin) الموجودة على الأعصاب، مما يؤدي لظهور أعراض كرعشة في اليدين أو في أجزاء أخرى من الجسم.
- السكتة الدماغية: تحدث السكتة الدماغية (Stroke) عند تكوّن جلطة دموية في أحد الشرايين التي تصل للدماغ، فتمنع وصول الدم إليه، ممّا قد يسبب ضررًا دائمًا في المسارات العصبية وقد يؤدي في بعض الحالات إلى المعاناة من رعشة اليدين.
- إصابات الدماغ الرضيّة : ( Traumatic brain injury)؛ فقد يُعاني البعض من رعشة في اليدين نتيجة التعرض لإصابة جسدية تؤثر في أعصاب معينة في الدماغ مسؤولة عن تنسيق الحركة.
أسباب أخرى
توجد العديد من الأسباب والاضطرابات الصحيّة الأخرى التي قد تسبّب رعشة في اليدين، وفيما يأتي بيان بعضها:
- انخفاض مستوى سكر الدمّ: تؤدي الإصابة ب انخفاض مستوى السكر في الدم إلى المعاناة من رعشة اليدين، ويُعزى السبب في ذلك إلى فقدان الأعصاب والعضلات الطاقة اللازمة لأداء عملها.
- نقص فيتامين ب12: يؤدي نقص فيتامين ب 12 إلى اختلال عمل الجهاز العصبي، ممّا قد يُسبب رعشة اليدين، لذا يُشار إلى أهمية المحافظة على مستوياته من خلال تناول الأطعمة الغنية به كاللحوم والأسماك، والدواجن والبيض، ومشتقات الحليب، وفي حال كان النقص شديدًا يلجأ الطبيب لإعطائه على شكل حقن.
- فرط نشاط الغدة الدرقية: المعروف أيضًا بزيادة نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism)، فقد تكون رعشة اليدين إحدى الأعراض المرتبطة به، وفي الحقيقة يؤدي عمل الغدة بجهد كبير إلى المعاناة من بعض الأعراض الأخرى، ومنها:
- خسارة الوزن غير المبررة.
- زيادة الحساسية للضوء.
- اضطراب النوم.
- تسارع نبضات القلب.
- الأمراض التنكسية الوراثية: كمرض الرنح أو الاختلاج الحركي (بالإنجليزية: ataxia)، أو متلازمة كرموسوم إكس الهشّ (بالإنجليزية Fragile X Syndrom ).
- أسباب أخرى: ومنها ما يأتي:
- الاكتئاب.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- التسمم بالزئبق.
- الفشل الكلوي.
- فشل الكبد.
- تعاطي الكحول.
دواعي مراجعة الطبيب
يُشار إلى ضرورة مراجعة الطبيب في حال المعاناة من رعشة اليدين، إذ يقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات الطبية التي تُساعد على تحديد سبب الإصابة وتشخيص الحالة المرضية، ويُنصح المصاب برعشة اليدين بمراجعة الطبيب أيضًا في الحالات الآتية:
- زيادة الحالة سوءًا مع مرور الوقت.
- الرعشة التي تؤثر في ممارسة الأنشطة اليومية.
ملخص المقال
تعدّ رعشة اليدين حالة طبية غير خطيرة، وقد تكون في أغلب الحالات ردة فعل طبيعية للجسم عند شعوره بالبرد أو الحرارة، أو كنتيجة لشرب الكثير من الكافيين، وقد ترتبط في بعض الحالات الأخرى بمجموعة من الأسباب المرضية كنتيجة لتناول أو إيقاف أدوية معينة، أو الإصابة باضطرابات الحركة، أو اضطرابات الجهاز العصبي، لذا لا بدّ من مراجعة الطبيب في حال المعاناة منها لتقييم الأسباب المؤدية إليها وتشخيص الحالة.