أعراض سرطان البنكرياس
أعراض سرطان البنكرياس
عادةً لا يُعاني المصاب من ظهور الأعراض والعلامات في المراحل المبكّرة من الإصابة بسرطان البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreatic cancer)، إضافةً إلى أنّها قد تكون غير محدّدة أو تظهر بشكل تدريجيّ، الأمر الذي يُؤدّي إلى صعوبة تشخيص الإصابة به، كما أنّ ذلك يفسّر العدد الكبير من الأشخاص المصابين الذين يكونون قد وصلوا إلى مرحلة متقدمة من المرض عند اكتشافه، إذ قد تبدأ هذه الأعراض بالظهور على المصاب مع نمو السرطان، وحقيقةً قد تختلف هذه الأعراض وشدّتها من مصاب إلى آخر، كما قد تتشابه الأعراض الناجمة عن الإصابة بسرطان البنكرياس مع أعراض وعلامات ناتجة عن حالات طبية أخرى، مثل التهاب البنكرياس، أو متلازمة القولون العصبي ، أو حصى المرارة ، أو التهاب الكبد ، وبشكل عام قد تظهر الأعراض في وقت مبكّر من الإصابة بسرطان البنكرياس في رأس البنكرياس مقارنة بالأعراض التى تظهر في حال كانت الإصابة في جسم وذيل البنكرياس، ولكنّ ظهور أحد أو جميع هذه الأعراض والعلامات لا تعني إصابة الفرد المؤكّدة بسرطان البنكرياس؛ لأنّه كما قد تمّ الإشارة سابقًا قد تتشابه هذه الأعراض و العلامات مع العديد من الحالات الأخرى، ويمكن بيان الأعراض والعلامات التي تظهر على المصاب بسرطان البنكرياس بشيء من التفصيل فيما يأتي:
اليرقان
في حين أنّ العديد من أعراض سرطان البنكرياس تُنسب أولاً إلى حالة أخرى مثل مشاكل الجهاز الهضمي أو الإجهاد، إلّا أنّه لا يمكن تجاهل عَرَض اليرقان في العادة؛ وفي هذا السياق يجدر بيان أنّه عندما تتلف خلايا الدم وتتحلل إلى البيليروبين فإنّه يتم التخلّص منه في الصفراء؛ وهو السائل الذي يُنتج الكبد، فإذا كان الورم الموجود في رأس البنكرياس يعيق تدفّق الصفراء عبر القناة الصفراوية فإنّ ذلك قد يؤدّي إلى حدوث اليرقان؛ الذي يتمثّل باصفرار الجلد وبياض العين، وتغيّر لون البول الى اللون البرتقالي أو الأصفر الداكن، بالإضافة إلى شحوب لون البراز، والمعاناة من حكّة في الجلد، وحقيقة لا يعدّ سرطان البنكرياس السبب الأكثر شيوعًا لليرقان، بل إنّ حصوات المرارة، والتهاب الكبد، وأمراض الكبد والقناة الصفراوية الأخرى تعتبر هي الأسباب الأكثر شيوعًا لحدوثه.
آلآم في الظهر أو البطن
غالبًا ما ينتشر سرطان البنكرياس الى الأعصاب المحيطة بالبنكرياس الأمر الذي قد يسبب آلام الظهر، كما أنّ الإصابة بهذا النوع من السرطان قد تؤدّي إلى الشعور بالألم وعدم الارتياح في الجزء العلوي من البطن والذي قد ينتشر أحيانًا الى الظهر، وتعد آلام الظهر والبطن شائعة الحدوث؛ إذ قد تحدث نتيجة مسببات أخرى غير سرطان البنكرياس، ولكن في حال كانت هذه الآلام مصاحبة لسرطان البنكرياس فقد تكون أسوأ وأكثر شدّة عندما يستلقي الشخص أو يبدأ بتناول الطعام، ويزداد ذلك تحديدًا لدى الأشخاص الذين قد تشكّل الورم عندهم في منطقة جسم البنكرياس أو ذيله، وتجدر الإشارة إلى أنّه في المراحل المبكرة من الإصابة بسرطان البنكرياس قد يأتي الألم تارة ويختفي تارة أخرى ولكن سرعان ما يصبح أكثر ثباتًا ويدوم لفترة أطول عند ازدياد حجم الورم والوصول إلى مراحل متقدمة من الإصابة بالسرطان.
فقدان الوزن
يمكن أن تتسبب أنواع كثيرة من أنواع السرطان بشكل عام في فقدان الوزن أو فقدان الشهية؛ وذلك لأنّ انتشار الخلايا السرطانية يؤدّي الى حرمان الخلايا الصحية و السليمة من العناصر الغذائية المهمة التي تحتاجها، ومن الجدير بالذكر أنّه قد يكون لسرطان البنكرياس تأثير أكبر على فقدان الوزن من أنواع السرطان الأخرى المختلفة، وذلك لأنّ البنكرياس مسؤول عادةً عن مساعدة الجهاز الهضمي على هضم الطعام عن طريق إفراز الإنزيمات في الأمعاء، وإنّ حدوث أي خلل في ذلك يؤدّي إلى صعوبة بالغة في هضم الطعام؛ خاصة الأطعمة الغنية بالدهون، وبالتالي قد يتسبب ذلك في فقدان المصاب للوزن كما قد يصاب بسوء التغذية لأنّ جسمه لم يحصل على العناصر الغذائية الأساسية والمهمة للحفاظ على عمله وصحته بشكل سليم.
مشاكل في الجهاز الهضمي
يمكن أن يعاني المصاب بسرطان البنكرياس من ظهور العديد من الأعراض والعلامات التي تتعلّق بالجهاز الهضمي في حال الإصابة بسرطان البنكرياس، وذلك بسبب ضغط الورم على المعدة أو على أجزاء أخرى من الجهاز الهضمي نتيجة لانتشاره إلى خارج البنكرياس، وقد تتضمّن هذه الأعراض كلًّا من فقدان الشهية، وعسر الهضم، والغثيان ، والتقيؤ ، وانتفاخ أو تورّم البطن، وغالبًا ما يسبب سرطان البنكرياس مشاكل في تناول الطعام وهضمه والسبب في ذلك كما ذكر سابقًا أنّ البنكرياس يلعب دورًا هامًّا في هضم الطعام في الجسم، و بشكل عام فإنّ مشاكل الهضم داخل الجسم قد ينجم عنها عدة أعراض مثل الشعور بالشبع فورًا عند بدء تناول الطعام، والتجشؤ، والغازات، وتعدّ هذه الأعراض شائعة وقد تحدث نتيجة مسببات أخرى غير السرطان، كما قد يؤدي سرطان البنكرياس إلى المعاناة من وجود البراز الدهني الذي يعدُ دليلًا على أنّه لا يتم هضم الدهون بشكل صحيح في الجسم، إضافة إلى إمكانية المعانة من الإمساك أو الإسهال.
الإعياء
على الرّغم من أنّ التعب الشديد قد يكون علامة من علامات وأعراض الإصابة بسرطان البنكرياس، إلّا أنّ ذلك قد يحدث نتيجة أسباب أخرى غير السرطان، لذلك لا ينبغي للمصاب تجاهل المعاناة من الإعياء غير المبرّر.
السكري
في حال تمّ تشخيص الفرد بالإصابة بسرطان البنكرياس في مراحل مبكّرة من المرض، فإنّ ذلك عادةً ما يكون نتيجة إجراء فحص التصوير الطبي لحالة طبية أخرى أو عند تشخيص مرض آخر مثل مرض السكري، وقد يحفّز سرطان البنكرياس الإصابة المفاجئة بمرض السكري غير المرتبطة بزيادة الوزن أو وجود سبب واضح، وذلك لأنّ سرطان البنكرياس يُدمّر الخلايا السليمة التي تُصنّع الإنسولين، وبالتالي ترتفع مستويات السكر في الدم، و من الجدير بالذكر أنّه يجب تقييم الشخص المعنيّ عند تشخيص الإصابة الحديثة أو المريبة بمرض السكري لاستبعاد الإصابة بسرطان البنكرياس.
الجلطات الدموية
إنّ وجود الجلطات الدموية لا يعني حتمًا أن الشخص مصاب بالسرطان، وذلك لأنّ معظم الجلطات الدموية تنجم من مسببات أخرى، ولكن في بعض الأحيان يكون الدليل الأول على إصابة الشخص بسرطان البنكرياس هو وجود جلطات دموية في وريد كبير؛ وغالبًا ما تكون في الساق؛ ويطلق على هذه الحالة اسم الخثار الوريدي العميق (بالإنجليزية: Deep vein thrombosis) واختصارًا DVT، وقد يصاحبها ظهور أعراض مثل الألم، والتورّم، والاحمرار، والشعور بدفء الساق المصابة، وفي بعض الأحيان قد تنفصل قطعة من الجلطة الدموية ومن ثم تنتقل إلى الرئتين ممّا قد يسبب صعوبة بالغة في التنفس أو قد تتسبب في آلام الصدر لدى المصاب ويطلق على هذه الحالة الانصمام الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary embolism).
تضخّم المرارة أو الكبد
من الممكن أن يشعر الطبيب أثناء فحص الشخص بوجود كتلة كبيرة الحجم تحت الجانب الأيمن من القفص الصدري أو قد يتم ملاحظتها من خلال اختبارات التصوير التي يتم إجراؤها للكشف عن مشكلة أخرى، وحقيقةً قد تكون هذه الكتلة ناتجة عن انسداد القناة الصفراوية نتيجة الإصابة بسرطان البنكرياس، ممّا قد يؤدي إلى تراكم المادة الصفراء في المرارة الأمر الذي يؤدّي إلى ازدياد حجم المرارة، ومن جانب آخر قد يشعر الطبيب أيضًا في بعض الأحيان بحافة الكبد أسفل القفص الصدري الأيمن أثناء فحص المريض أو قد يتم ملاحظة كبر حجم الكبد من خلال اختبارات التصوير؛ وفي هذه الحالة قد يكون السبب هو حدوث تضخّم في الكبد خصوصًا في حال انتشار السرطان إلى تلك المنطقة.
أعراض نادرة الحدوث
قد تنتِج بعض الأورام العصبية الصماوية البنكرياسية العديد من الهرمونات الزائدة، ونتيجة لذلك قد تظهر على المصاب بعض الأعراض والعلامات التالية:
- ارتفاع مستوى السكر في الدم.
- عدم وضوح الرؤية.
- العطش الشديد.
- التبوّل الزائد.
- الورم الإنسوليني: (بالإنجليزية: Insulinomas) المتمثّل بكلّ من ارتفاع الإنسولين والذي يسبّب التعرّق، والقلق، والشعور بالدوار، والإغماء جراء انخفاض نسبة السكر في الدم.
- الورم الغلوكاغوني: (بالإنجليزية: Glucagonomas) والذي قد يسبّب الإسهال، والعطش أو التبول المفرط، وفقدان الوزن.
- الورم الغاستريني: (بالإنجليزية: Gastrinomas) الذي قد يسبب حدوث قرحة في المعدة يمكن أن تنزف، وآلامًا في البطن، والارتجاع، وفقدان الوزن.
- الورم السوماتوستاتيني: (بالإنجليزية: Somatostatinomas) الذي قد يؤدّي إلى المعاناة من كلّ من الإسهال، وفقدان الوزن، وألم في البطن، والبراز الدهني كريه الرائحة.
- الورم المفرز لعديدات الببتيد المعوية المنشأ الفعالة وعائيًّا: (بالإنجليزية:Vipomas) الذي قد يؤدّي إلى حدوث الإسهال المائي، وتشنّج البطن، وتورّد الوجه.
دواعي مراجعة الطبيب
قد لا يكون سبب الأعراض الظاهرة على المصاب والتي قد تم ذكرها سابقًا في المقال هو الإصابة بسرطان البنكرياس، إذ قد تكون هذه الأعراض مصاحبة للعديد من الأمراض والحالات الأخرى الشائعة الأخرى كما تمّ الإشارة سابقًا، ولكن في حال قلق الفرد المعنيّ وظهور الأعراض عليه بشكل مفاجئ فإنّه يُوصى عندها بمراجعة الطبيب، وذلك لأنّ فرصة نجاح العلاج في حال الكشف عن الإصابة بالمرض في وقت مبكّر تكون مرتفعة.