ما هو الوسواس وما علاجه
تعريف الوسواس
يعرف الوسواس في معاجم اللغة العربية بأنه مصدر خماسي مشتق من الفعل الرباعي وَسْوَسَ بمعنى حدّث بإلحاح، فنقول: وسوس الشيطان إلى بني آدم أي ألح عليه في أمر ما لا طائل منه، والوسواس اصطلاحاً هو حديث النفس، وقد يصبح مرضاً قهرياً لا يمكن التخلص منه إذا تجاوز الحد الطبيعي في التفكير، فيسيطر على الإنسان في كل أحاديثه الباطنية والعلنية.
قد يكون الوسواس وسواساً مؤقتاً عرضياً، حيث تسيطر فكرة ما على الإنسان ثم تزول، وقد يكون دائماً فيسمى في هذه الحالة مرضاً نفسياً ويحتاج بالطبع إلى علاج خشية أن يتفاقم إلى ما لا يحمد عقباه، فمثلاً إذا أصاب المرء في دينه فقد يصل به الأمر إلى الشك بالمسلمات والثوابت العقائدية.
أعراض الوسواس
- طرح أسئلة كثيرة، وتكرار التفكير في نفس المواضيع؛ مثل: من خلق الله، وكيف يستطيع الله أن يراقب كل الناس في آن واحد، وازدياد الهواجس الدينية.
- الخوف من الإصابة بالعدوى والأمراض، وهذا يترتب عليه مبالغة في النظافة، واهتمام زائد بالطهارة سواء الطهارة البدنية، أو طهارة المكان، مما يؤدي إلى كراهية الاحتكاك بالآخرين، أو لمس الأشياء، وكراهية الإخراجات الشخصية.
- الشك في إغلاق الأجهزة، والتأكد مراراً وتكراراً من ذلك، والشك في أداء الصلاة، أو أدائها على أكمل وجه.
- الخوف الزائد من الموت، ومن الحلال والحرام، ومن انتهاك الحرمات.
- التفاؤل أو التشاؤم برقم ما أو لون ما إلى حد الاعتقاد بحتمية وقوع أمر ما.
- أفكار عدوانية لإيذاء الآخر، أو ارتكاب فعل جنسي غير أخلاقي معه، ويترتب عليه شعور بالدونية والاكتئاب.
- المبالغة والتكلف في محاولة نطق مخارج الحروف على نحو صحيح عند التكبير، أو قراءة الفاتحة.
- المبالغة في ضبط اتجاه القبلة.
- الشك في الذبيحة هل تم ذبحها على الطريقة الإسلامية، وبشكل صحيح.
- الشعور بالمسؤولية على نحو كبير، وهذا يترتب عليه استعادة الأحاديث مع الغير للتأكد من عدم الكذب.
أسباب الوسواس
- سبب مرضي يتعلق بنقص مادة السيروتونين في الدماغ، مما يؤدي إلى الإصابة بالاضطربات السلوكية ومن بينها الوسواس، واكتشف المختصون أن العلاج في هذه الحالة مجدٍ مقارنة مع غيره.
- سبب وراثي يتعلق بوجود المرض في تاريخ العائلة، ومازال هذا السبب موضع دراسة الباحثين.
- سبب اجتماعي يتعلق بالبيئة الاجتماعية المحيطة بالإنسان، والتي تسبب له اضطراباً في الحالة النفسية تبدأ بالقلق والاكتئاب الشديد.
علاج الوسواس
فترة العلاج لا تتم بين ليلة وضحاها، بل تحتاج إلى خمس سنوات في بعض الحالات، وهذه المدة تختلف من مريض إلى آخر حسب الحالة، والسبب، ومدى الاستجابة، ويمكن تلخيص طرق العلاج في ما يأتي:
- العلاج باستخدام العقاقير الدوائية؛ مثل: الأدوية المضادة للاكتئاب التي تهدف إلى رفع نسبة مادة السيروتونين.
- العلاج النفسي من خلال الحديث مع المريض حول الأسباب، ومحاولة إيجاد حلول، وهذا قد يتطلب تغيير المكان، أو العمل، أو البحث عن أي شيء في في سبيل إسعاد المريض.
- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وطلب النجاة من الله تعالى، فالله وحده يستطيع رفع البلاء، وجلب الرخاء.
- إذا كان المرض يرتبط بأسباب لها علاقة بالدين كالطهارة مثلاً، فيجب إيضاح قاعدة شرعية للمريض، وهي أن اليقين لا يزول بالشك، بل يحتاج إلى يقين مثله.