ما هو البنكرياس
البنكرياس
يُعتبر البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreas) إحدى الغدد الموجود في الجسم، ويقع داخل البطن ولا يستطيع الإنسان الإحساس به أو لمسه، ويبلغ طوله ما يُقارب 15 سم، وتُحيط به المعدة (بالإنجليزية: Stomach)، والأمعاء الدقيقة (بالإنجليزية: Small Intestines)، والطحال (بالإنجليزية: Spleen)، والمرارة (بالإنجليزية: Gallbladder).
وظائف البنكرياس
يمكن القول إنّ للبنكرياس وظائف عديدة، ولكن يمكن إجمال أهمّها في وظيفتين رئيسيّتين كما يأتي:
- هضم الطعام: تُفرز الأنسجة خارجية الإفراز(بالإنجليزية: exocrine tissues) الخاصة بالبنكرياس إنزيماتٍ تُساعد على عملية الهضم، وبعد التقاء هذه الإنزيمات بالعصارة الصفراء (بالإنجليزية: Bile) المُفرزة من قبل المرارة (بالإنجليزية: Gallbladder)؛ يدخلان إلى الاثني عشر (بالإنجليزية: Duodenum) للمساعدة على هضم الطعام، ويمكن تفصيل إنزيمات البنكرياس كما يلي:
- الإنزيمات المسؤولة عن هضم البروتين، وهي الكايموتريبسين (بالإنجليزية: Chymotrypsin) والتريبسين (Trypsin).
- الإنزيم المسؤول عن هضم الكربوهيدرات، وهو الأميلاز (بالإنجليزية: Amylase).
- الإنزيم المسؤول عن تحطيم الدهون إلى أحماض دهنية (بالإنجليزية: Fatty Acids) وكولسترول، وهو إنزيم الليباز (بالإنجليزية: Lipase).
- تنظيم مستوى السكر: تعمل خلايا جُزر لانغرهانس (بالإنجليزية: Islets of Langerhans) داخلية الإفراز على إنتاج هرمونَين يُعرفان بالإنسولين (بالإنجليزية: Insulin) والجلوكاجون (بالإنجليزية: Glucagon) إلى الدم، وفي الحقيقة يقوم الإنسولين بخفض نسبة السكر في الدم، بينما يقوم الجلوكاجون بزيادته، وبهذا فهما يتعاونان من أجل تنظيم مستويات السكر في الدم بحسب وضع الجسم وحاجته.
اضطرابات البنكرياس
هناك العديد من الاضطرابات التي تحدث نتيجة تعرّض خلايا البنكرياس للضرر، ومن هذه الاضطرابات ما يأتي:
- مرض السكري من النوع الأول: يتمثّل مرض السكري من النوع الأول (بالإنجليزية: Diabetes, type 1) بمهاجمة جهاز المناعة لخلايا البنكرياس، مما يؤدي إلى تلفها، وعادةً ما تترتب على ذلك حاجة المصاب لأخذ حقن الإنسولين مدى الحياة.
- مرض السكري من النوع الثاني: يحدث النوع الثاني من مرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes, type 2) بسبب عدم قدرة البنكرياس على إفراز وإطلاق الإنسولين كما يجب، وكذلك بسبب مقاومة خلايا الجسم للاستجابة لهرمون الإنسولين.
- التليف الكيسي: يُعرّف التليّف الكيسيّ (بالإنجليزية: Cystic Fibrosis) على أنّه اضطراب جينيّ يُصيب عدداً من أجزاء الجسم، وغالباً ما تتأثر به الرئتان والبنكرياس، ممّا يتسّبب بظهور السكري ومعاناة المصاب من اضطرابات الجهاز الهضميّ في أغلب الأحيان. وتتم السيطرة على هذه الحالات بإعطاء المصاب إنزيماتٍ عن طريق الفم لتحلّ مكان الإنزيمات التي لا يستطيع البنكرياس التالف إنتاجها.
- سرطان البنكرياس: يختلف نوع سرطان البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreatic cancer) باختلاف نوع خلايا البنكرياس التي يُصيبها، وأشهر أنواع سرطانات البنكرياس هو سرطان القناة البنكرياسية (بالإنجليزية: Pancreatic duct)، ومن الجدير بالذكر أنّ سرطان البنكرياس عادةً ما يتم اكتشافه في المراحل المتقدمة بسبب عدم ظهور الأعراض أو ظهورها بشكل بسيط في المراحل الأولى من المرض، ومن هذه الأعراض فقدان الوزن بشكل حاد، والمعاناة من الضعف العام، وتغيّر لون البراز ليصبح أفتح لوناً، وظهور المزيد من الدهون في البراز، واليرقان، والغثيان، والتقيؤ، والشعور بألم في الجهة العليا من البطن.
- التهاب البنكرياس: يتمثّل التهاب البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreatitis) بأنّه التهاب وموت خلايا البنكرياس، وعلى الرغم من عدم القدرة على تحديد المُسبّب لذلك في كثير من الأحيان، إلا أنّه يُعتقد أنّ حصى المرارة وكذلك شرب الكحول يلعبان دوراً مهماً في حدوث هذا الالتهاب، ويمكن تصنيف التهاب البنكرياس إلى نوعين رئيسيين كما يأتي:
- التهاب البنكرياس الحاد: يندر حدوث هذا النوع من الالتهاب، ولكن في حال حدوثه فإنّه يتطلب علاجاً فورياً، وغالباً ما تظهر على المصابين به أعراض تتمثل بالحمّى، والغثيان، والتقيّؤ، وألم البطن الشديد، وآلام العضلات.
- التهاب البنكرياس المزمن: يظهر التهاب البنكرياس المزمن في حال تعرّض المصاب لالتهاب البنكرياس الحاد مرات عديدة وتعرّض خلايا البنكرياس للتلف الدائم، ومن الأعراض التي تظهر على المصابين به الإسهال، وفقدان الوزن، والسكري ، واليرقان البسيط، والشعور بألم دائم في أعلى البطن والظهر.
- أكياس البنكرياس الكاذبة: قد تظهر أكياس البنكرياس الكاذبة (بالإنجليزية: Pancreatic pseudocyst) نتيجةً لإصابة البنكرياس بالالتهاب، إذ يمتلأ بالسوائل التي قد تتطلب إجراءاً جراحياً لسحبها، كما أنّه من الممكن أن يُشفى المصاب دون حاجة للعلاج.
- تضخم البنكرياس: يمكن تعريف تضخم البنكرياس (بالإنجليزية:Enlarged pancreas) على أنّه زيادة حجم البنكرياس عن الحد الطبيعيّ، وقد يكون الأمر عادياً ولا يُشكّل خطراً، وقد يدل في بعض الأحيان على وجود مشكلة صحية تتطلب علاجاً مناسباً.
فحوصات البنكرياس
يتسطيع الطبيب القيام بالفحص البدنيّ (بالإنجليزية: Physical Examination) من أجل تشخيص أمراض البنكرياس واضطراباته؛ إذ يمكن من خلال فحص المريض جسدياً الكشف عن وجود كتل، وكذلك الكشف عن علامات أخرى ذات علاقة بالبنكرياس، وقد يطلب بعضاً من الفحوصات مثل:
- التصوير المقطعيّ المحوسب (بالإنجليزية: Computed tomography scan).
- التصوير بالرنين المغناطيسي MRI (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging).
- تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (Endoscopic retrograde cholangiopancreatography) (ERCP).
- أخذ خزعة من البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreas biopsy).
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound).
- اختبار العرق (بالإنجليزية: sweat test).
- اختبار الجينات (بالإنجليزية: Genetic testing).
المحافظة على صحة البنكرياس
أوصت إحدى المنظمات العالمية المعروفة باتباع نمط حياة صحي من أجل المحافظة على صحة البنكرياس وسلامته؛ فقد أوصت بعدم تناول أكثر من 20 غراماً من الدهون يومياً، وتجنب تناول الكحول، بالإضافة إلى ضرورة الحرص على تناول الماء وإبقاء الجسم رطباً، وتجدر الإشارة إلى أنّ الصيام يُساعد على إعادة تشكيل خلايا البنكرياس.