ما معنى طهارة البدن
ما معنى طهارة البدن
الطّهارة من الحدث
يُقصد بطهارة البدن من الحدث هو: طهارته الحكميّة من الحدثين الأصغر والأكبر، وبيان الحدث الأصغر والحدث الأكبر نذكره فيما يأتي::
- الحدث الأصغر: وتيضمّن:
- البول.
- الغائط.
- خروج الرّيح.
- خروج المذي.
- خروج الودي.
- خروج المني حال خروجه بغير لذّة.
- الماء الذي يخرج من المرأة حال ولادتها.
- الحدث الأكبر: ويتضمّن:
- الجنابة: حيث قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: (وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا).
- الحيض: حيث قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّـهُ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).
- النفاس .
الطّهارة من النّجس
النّجس لغةً: هو كلّ مُستقذرٍ تنفر النفس منه، وفي الاصطلاح الشّرعي: هو كلّ ما يمنع صحّة الصّلاة من المُستقذرات؛ كالدّم، والبول، ويُعبَّر عنه بالخبث أيضا، ويُقصَد بطهارة البدن من النّجس: هو طهارته الحقيقية من المُستقذرات والنّجاسات التي يمكن رؤيتها بالعين ولمسها باليد وشمّها بالأنف، وتجدر الإشارة إلى أنّ الطهارة من النّجاسة في البدن والثوب والمكان تُعدّ من شروط صحّة الصّلاة، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، حيث قال: (إِذَا أقْبَلَتِ الحَيْضَةُ، فَدَعِي الصَّلَاةَ، وإذَا أدْبَرَتْ، فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وصَلِّي).
كيفية الطهارة من الحدث
تكون الطهارة من الحدث الأصغر بالوضوء، ومن الحدث الأكبر بالغُسل، وينوب عن الغسل والوضوء التيمّم عند فقد الماء أو عند عدم القدرة على استعمال الماء، وتجدر الإشارة إلى أنّ الطهارة تكون بأمرين اثنين:
- أوّلهما: الطهارة بالماء وهذا هو الأصل؛ فرفع الحدث لا بد له من الماء، أمّا الخبث فلا يشترط فيه الماء، فإذا زالت النجاسة بأي مزيل حكمنا بالطهارة، كأن تزول بالريح مثلا أو بالشمس؛ لأن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً. والماء المطهّر هو الماء النازل من السماء؛ كماء المطر والثلوج، أو الماء الخارج من الأرض؛ كماء العيون والآبار؛ وذلك لأنه ماءٌ طاهرٌ طالما كان باقٍ على أصل خلقته، فيُطهِّر من الأحداث والأخباث، حتى لو تغيّر طعمه أو لونه أو ريحه بشيء طاهرٍ؛ وقد دلّ على ذلك قول رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الماءَ طَهُورٌ لا يُنَجِّسُهُ شيءٌ).
- ثانيهما: يقوم الصّعيد الطاهر مقام الماء؛ إذا فُقِد أو كان موجوداً مع انتفاء القدرة على استعماله، فيُلجأ للطّهور الآخر وهو التراب الطاهر، ويكون ذلك بالتّيمم .
كيفية الطهارة من النجس
يدلّ قول الله -تعالى- في الآية الكريمة: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) على وجوب تطهير الثّوب من النّجاسة، ممّا يدلّ بدوره من باب أولى على وجوب تطهير البدن منها، أمّا كيفيّة الطهارة من النجاسة في الثوب أو البدن أو المكان فبيانها وتفصيلها فيما يأتي:
- الغسل: كتطهير الثوب من نجاسة رطبةٍ بغسله بالماء، أو تطهير الجسم أو المكان النجس بغسل منطقة النجاسة فيه بالماء، فالنجاسة المائعة يصب الماء عليها.
- الحتّ والحكّ ثم الغسل: فإن كان للنّجاسة جرم -أي كتلة أو أي شيء متجمد- فعندها يتمّ حتّها وحكّها ثمّ يتمّ غسلها بالماء، وإن كانت مثلا على ثوب أو ملتصقةً بالأرض فتطهّر بإزالة جرمها.
- الغسل سبع مرات إحداهن بالتراب: كتطهير الإناء من لوغ الكلب فيه؛ وذلك بغسله سبع مرات بالماء إحداهنّ تكون بالتراب.
- النّضح: كتطهير بول الصّبي الذي لم يطعم.
- الاستنجاء: بإزالة الغائط الذي يخرج من الإنسان والتّطهر منه بالماء، وإن كان بعض السلف قد ذهبوا إلى أنّ التّطهر من الغائط يكون بالاقتصار على الاستجمار بالحجارة لكنّه قول مرجوح.
- الدلك: وذلك كتطهير النعل بالمشي.
- االمسح: وذلك كتطهير الزجاج والسكاكين والبلاط.
حكمة الطهارة
حثّ الإسلام في العديد من النصوص الشرعيّة على المحافظة على الطهارة والنظافة، ومن ذلك قول الله -تعالى- في كتابه الكريم: (إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)، وقول رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الشريف: (الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ)، وتكمن الحكمة من ذلك في عدّة أمور، نذكر عدداً منها فيما يأتي:
- موافقة الفطرة: لا شكّ في أنّ الإنسان بفطرته السليمة يميل إلى النظافة، وينفر ويبتعد عن الأوساخ والمستقذرات، فكان من الطبيعي أن يدعو دين الإسلام الحنيف ويحثّ على النظافة والطهارة، وذلك لكونه دين الفطرة.
- محبة الله -تعالى- للمتطهّرين: حيث يحبّ الله -تعالى- بأن يقف المسلم بين يديه أثناء الصّلاة وهو طاهر الظّاهر والباطن، وكذلك نظيف القلب والجسم.
- صون كرامة المسلم وعزّته: أراد الإسلام أن يحافظ على كرامة المسلم ويصونها، وجعله عزيزاً بين الناس، وحتّى يتحقّق ذلك كان لا بدّ للمسلم بأن يحافظ على نظافته لكون الناس بطبيعتهم يميلون إلى حبّ الإنسان النّظيف وحبّ الجلوس معه والاستماع إليه، ويتجنّبون كذلك مَن كان على خلافه.
- المحافظة على الصّحة: لا شكّ في أنّ القذارة والأوساخ من أسباب الأمراض والأسقام، وأكثر ما يتعرّض للاتّساخ من أعضاء الجسم هو: الوجه واليدين والرّجلين والأنف؛ لِذا فقد حثّ الإسلام الحنيف على تنظيفها عدّة مرات في اليوم؛ وذلك تجنّباً للإصابة بالأمراض.
- تحقّق نقاء القلب وصفائه: لا شكّ في أنّ الإسلام قد حثّ المسلم على المحافظة على طهارته ونظافته الظاهرة ليكون ذلك دافعاً قويّاً له للحفاظ على طهارته الباطنة من بابٍ أولى؛ فيحفظ قلبه من الغلّ، والغشّ، والحقد، والحسد، والضغينة، ويملؤه إخلاصاً وحبّاً لله -تعالى-.