كيفية صناعة العطور كيميائياً
كيفية صناعة العطور كيميائياً
تمرّ العطور بمراحل متعددة لتصل إلى شكلها النهائي، وفيما يأتي توضيح لذلك:
المكونات المستخدمة
يُوجد العديد من المواد المستخدمة في صناعة العُطر الكيميائي، ويُمكن أنّ تكون المواد المستخدمة في إنتاج العطور مستخلصةً ممّا يأتي:
- الفواكه.
- التوابل.
- الأوراق.
- الأعشاب.
- الأزهار، وتُعدّ المكوّن الرئيسي، وأهمّ مادة خام في تصنيع العطور.
- المنتجات الحيوانية، مثل العنبر المُستخرج من حيتان العنبر، والمسك المُستخرج من ذكور الغزلان.
- المواد الكيميائية الاصطناعية.
استخراج المكونات
يتكوّن العطر من أجزاء طبيعية وكيميائية، وفيما يأتي توضيح لطرق استخراج هذه المكونات:
- العصر الأولي: تُوضع المواد الخام الطبيعية في وعاء كبير، وتُضغط من الأعلى بصفيحة تحوي بعض الأحيان على دبابيس لشق قشرة بعض المواد الخام وخاصةً الحمضيات، مثل: البرتقال والليمون، وتعدّ أسهل طريقة لاستخرج المكونات الطبيعية.
- الاستخراج بالمذيبات: تُنقع المواد الأولية في مذيب بارد، وبعد مرور بعض الوقت تنتقل الأجزاء الرئيسية للزيت المُراد استخراجه للمُذيب، ويتمّ بعدها تنظيف المُذيب واستخراج ما علق منه من جزيئات الرائحة النقية.
- التقطير بالبخار: تُوضع الزهور أو الأعشاب فوق الماء المُقطّر في وعاء نحاسي كبير، ويتمّ خلط المواد بالماء، ثمّ يُسخّن الماء لترتفع نسبة البخار، حيث يُنقل هذا البخار لمنطقة أخرى ليبرد ببطء، وذلك بهدف جمع الزيت المعطّر.
- الاستخراج بالشمع: تُعدّ أقدم طريقة لاستخراج الزيوت العطرية في العالم، حيث تُوضع خلالها الأزهار على صوانٍ شمعية وتُترك طول الليل، وفي هذه الفترة تنتقل الرائحة والجزيئات الزيتية للشمع، بعدها يتمّ تنظيف الشمع واستخراج هذه المواد منه.
- طُرق أخرى: هُناك طُرق أخرى مُستخدمة لاستخراج المكونات، مثل: استخراجها بثاني أكسيد الكربون، والنقع، وغيرها.
مزج الزيوت
يُعدّ مزج الزيت المرحلة الثانية من مراحل صناعة العطور، ومنها تنشأ رائحة العطر المُراد استخدامه، وفي عملية مزج الزيوت يُخلط الكحول مع الزيوت المستخرجة لتخفيف المكونات، حيث تُحدّد كمية الكحول المضافة نوع العطر إن كان كولونياً أو عطراً، حيث تبلغ نسبة الزيوت الأساسية في العطر 40%، فيما تحتوي الكولونيا على نسبة 10% فقط من الزيوت والباقي كحول.
مرحلة التعتيق
تُعدّ المرحلة الأخيرة لتصنيع العطور، ولا يُمكن البدء فيها إلّا بعد أن يُصبح الخليط جاهزًا، وفيها يُوضع العطر أو الخليط الذي يحوي مستخرجات الزيوت والكحول في منطقة مظلمة وباردة، ويبقى فيها لفترة طويلة دون أن يُلمس أو يُحرك، وتُساعد هذه العملية على ربط الكحول والزيوت معًا، وبعدها يختبر خبراء العطور والزيوت صحة الخليط ورائحته، ويُذكر أنّ قوة الرائحة تكون أقوى من قبل، وبعد الانتهاء يُمكن إضافة الزيوت أو الكحول، ثمّ يكون العطر جاهزًا للبيع وعرضه في المتاجر.
تتراوح مدة تعتيق العطور من عدة أشهر إلى سنة؛ وذلك لأنّ عدم تعرّض العطر للأكسجين وإبقائه في الظلام في درجات حرارة منخفضة يعمل على حفظه، كما يُقلّل من احتمالية تلفه، حيث تُضاف في هذه المرحلة مُضادات الأكسدة، مثل: بوتيل هيدروكسي تولوين الذي يُساعد على إطالة عمر الرائحة، ويُذكر أنّ نضوج العطر وتحوّله لشكله الكيميائي يحدث مُباشرةً بعد تخفيف العطر بالكحول، لكنّ هذه المرحلة تكون للتأكّد من الرائحة.
تاريخ العطور حول العالم
ترجع أصول العطر إلى العصور القديمة، فمع اكتشاف النار قبل الميلاد كان البشر الأوائل مُهتّمين بقطع الأعشاب، والنباتات، والأخشاب لحرقها، وكانت تنتج بعد الحرق رائحة تختلف من مادة وأخرى، حيث استخدم البشر هذه الروائح في فرك أجسادهم خلال الصيد لتجنّب انتشار رائحتهم وشمّها من قِبل الطرائد.
يُنسب للحضارة المصرية القديمة استخراج العُطر وانتشاره، حيث كان يُستخدم في الاحتفال الديني، وذلك من خلال حرق الزيوت العطرية والعطور المُعتّقة لظنّهم أنّ هذه الزيوت المحروقة تحمي الآلهة والقرابين، وبأنّها مُفيدة لتوصيل الرسائل والصلوات للموتى، وكذلك لإجراء مراسم التحنيط، وبعد فترة زمنية دخلت هذه العطور في الحياة العامة وصارت تُستخدم بكثرة بين أفراد الشعب لتنظيف الجسد، ويُشار إلى أنّ مصر اشتُهرت بتجارة التوابل، والبخور، والمواد الأولية الأخرى المستخدمة في استخراج الزيوت العطرية.
ارتبطت العطور بالعصور الهلنستية والرومانية بكلّ ما هو مُقدّس، إذ كانت تُحرق المواد الأولية العطرية في اللحظات المرحة، والرقصات، والشعائر الجنائزية، كما أنّها انتشرت بين السكان، وكانت تُستخدم بكثافة في الحمامات الرومانية، وبعد الرومان كان للعرب فضل كبير في انتشار طرق مختلفة لحفظ العطور وتصنيعها، ومن أهمّها: فن التقطير القديم، والذي انتشر في جميع أنحاء أوروبا.
شهدت فرنسا في القرن 18م ثورةً كبيرةً في صناعة العطور، إذ استُخدم في الكثير من الأغراض، حتى أنّه دخل في صناعة النبيذ، وكان يُرش مع السكر للأكل، وفي القرن العشرين لم تعدّ صناعة العطور مُقتصرةً على فئة معينة، حيث بدأ مصممو الملابس في تسويق عطور خاصة بهم، وأصبحت صناعة العطور من أكثر الأمور ربحًا وانتشارًا في دور الموضة والعلامات التجارية الشهيرة.
تدخل الكثير من المكوّنات في صناعة العطر، حيث يكون بعضها نباتياً، مثل: الأزهار والحمضيات، وبعضها الآخر حيوانياً، مثل: العنبر المُستخرج من الحوت، ويمرّ العطر بالعديد من المراحل ليصل إلى الشكل الذي نستخدمه؛ حيث تتمثّل المرحلة الأولى باستخراج الزيوت العطرية من المكونات النباتية والحيوانية، ثمّ تُمزج الزيوت بالكحول، وتُمثّل مرحلة التعتيق آخر مرحلة، حيث يُترك فيها الخليط في مكان بارد ومظلّم حتى يتشبّع بالرائحة.