ما معنى الفلسفة الراشدة؟
تعريف الفلسفة الراشدة
هي الفلسفة التي تضم بين المعقول من العقل والمنقول في القرآن الكريم والسنة النبوية من أجل الوصول إلى حقائق ترسخ الإيمان في القلوب، حيث تدعو هذه الفلسفة إلى استخدام العقل؛ لأن الله عز وجل قد أمرنا إلى إعمال العقل والتفكر في آياته ومخلوقاته بقصد ترسيخ الإيمان لدى الناس، وإن غاية الفلسفة الراشدة تشابه غاية الإيمان في الوصول إلى الحقيقة التامة بعيداً عن الأكاذيب والوهم.
ويتضح من هذا كله أن لا تعارض أو تضارب بين حقيقة الإيمان وغاية الفلسفة الراشدة، وإن وجد أي تعارض فإنه يتم تقديم رأي الدين والإيمان في أي قرار أو تفكير؛ لأن الدين والإيمان من عند الله، أما الفلسفة هي نتيجة إعمال العقل عن الناس، فالعقل لا يستطيع أن يحيط بكل الحقائق.
الفلسفة الراشدة تقوي التفكير
إن طرح التساؤلات المتأملة في أشكال الموجودات بالكون الشاسع، من خلال استخدام العقل مكنون الفلسفة من النظر والتحليل يؤدي ذلك إلى تقوية التفكير الإدراكي وتطوير قدرة العقل على تحليل المعطيات الموجودة مؤدياً بذلك لتطوير طرق التفكير المتبعة.
تعلم الفلسفة التفكير بتعقل وتعارض أشكال التقليد والتبعية المؤثرة على قدرة العقل البشري، وهذا يتوافق تماماً مع دعوة الإسلام، حيث قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ).
المنهاج الفلسفي للفلسفة الراشدة
للفلسفة الراشدة استخدامات منهجية في محاور الفلسفة:
- المحور التأملي
- يعتمد هذا المحور على التفكير العميق لعقل الفيلسوف.
- المحور العقلي
- يعتمد هذا المحور على إدراكات العقل في تفكيره.
- المحور التحليلي
- يعمل على الوصول للأسباب الحقيقية للموجودات بموضوعية.
علاقة الفلسفة الراشدة بالإيمان
تعتبر الفلسفة الراشدة واحدة من طرق التفكير وإعمال العقل حيث تجمع بين العقل والنقل، ولا خلاف بينهما، بل يستخدمان من أجل الوصول إلى حقيقة ترسيخ أسس الإيمان، فلا تعارض واضح بين الفلسفة الراشدة والإيمان الحق، بل متوافقين في لب الموضوع والهدف رغم اختلاف المنهج، مع الاشتراك دعوتهما في إعمال العقل.
إن توافق علاقة الفلسفة والدين من حيث غايتهما، من خلال أنهما يركزان أن الوجود والقيم، سبب للوصول إلى معرفة الحقيقة، كما أكده الفيلسوف ابن رشد ، حين وضح عدم اختلافهما، على مختلف المستويات.
وتدعوا الفلسفة إلى القيام بأعمال العقل كما جاء الأمر من الله في آيات القرآن، من أجل ترسيخ الإيمان وتقويته، وكما جاء الأمر في قوله تعالى بالنظر إلى قدرته من خلال التفكر في مخلوقاته حيث قال تعالى: "أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ". [
يجمع المؤمن بين التفكر والنظر في معاني القرآن وعظم خلقه للكون، بغاية الوصول إلى العلم والإيمان الثابت الذي لا زيغ فيه، وهذا يشابه ما يطالب به الفلاسفة المؤمنون مثل الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمان، الذي أثبت أن التعمق بالفلسفة يقود عقول الناس نحو الدين الحق.