ما المقصود من الإسراء والمعراج
المقصود بالإسراء
يُمكن تعريف الإسراء في اللُّغة والاصطلاح على النحو التالي:
- في اللُّغة
مصدر من أسرى، وهو السير ليلاً، وذهب جُمهور اللُّغويين على أنّ سرى وأسرى بمعنى واحد، ويرى البعض: أنّ أسرى هو من سار في أول اللّيل، وسرى: من سار في آخره.
- في الاصطلاح
يُقصد به هو الذهاب بالنبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- على دابةٍ تُسمّى البُراق، مع جبريل -عليه السّلام- من البيت الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القُدس، خلال جُزءٍ من اللّيل ورُجوعه إلى مكة في نفس اللّيلة.
المقصود بالمعراج
يُمكن تعريف المعراج في اللُّغة والاصطلاح على النحو التالي:
- في اللُّغة
مفعال من العُروج؛ وهو الصُعود، والأصل منه عَرَجَ يعرُج؛ إذا صعد، والمعراج: هو الدرج أو السلم الذي يُصعدُ به إلى السماء، وقيل: هو ما تعرجُ به الأرواح عند قبضها.
- في الاصطلاح
المعراج يُطلق على صُعود النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- إلى ما فوق السماوات السبع، ورُجوعه في جُزءٍ من اللّيل.
معجزة الإسراء والمعراج
وقعت مُعجزة الإسراء والمعراج للنبيّ مُحمّد -عليه الصّلاةُ والسّلام-، وكانت على المشهور من أقوال العُلماء في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب من السنة الثانية عشرة من البعثة، وكانت هذه المُعجزة من مكة إلى بيت المقدس، ثُمّ إلى السماوات السبع، وما فوقها كسدرة المُنتهى، في جُزءٍ من اللّيل، وفيما يأتي بيانٌ لأهم أحداثهما:
أحداث رحلة الإسراء
كانت هذه المُعجزة للنبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- بعد رحلته إلى الطائف ؛ من باب المواساة له، وسبقها نُزول جبريل -عليه السّلام- إلى النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- في حادثة شقّ صدره وغسله بماء زمزم، ثُمّ نزل إليه وهو بمكة، وسار به في اللّيل إلى المسجد الأقصى.
وثبت عن النبي الصادق أنه قال: (أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابَّةٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، يَضَعُ حافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قالَ: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ، قالَ: فَرَبَطْتُهُ بالحَلْقَةِ الَّتي يَرْبِطُ به الأنْبِياءُ، قالَ ثُمَّ دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فيه رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَجاءَنِي جِبْرِيلُ -عليه السَّلامُ- بإناءٍ مِن خَمْرٍ، وإناءٍ مِن لَبَنٍ، فاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فقالَ جِبْرِيلُ: اخْتَرْتَ الفِطْرَةَ).
أحداث المعراج
عُرج بالنبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- من بيت المقدس إلى السماوات، فرأى في السماء الدُنيا آدم -عليه السّلام-، فسلّم عليه، وأقرّ بنبوّته، وأراه أرواح الشهداء عن اليمين، وأرواح الأشقياء اليسار، ثُم رأى في السماء الثانية يحيى وعيسى -عليهما السّلام-، وفي السماء الثالثة رأى يوسف -عليه السّلام-، وفي الرابعة إدريس -عليه السّلام-، وفي الخامسة هارون -عليه السّلام-، وفي السادسة رأى موسى -عليه السّلام-.
وكانوا جميعهم يُسلّمون عليه ويُسلّم عليهم، ويُقرّون بنبوّته، ثُمّ صعد إلى سدرة المُنتهى، ورفع الله -تعالى- له البيت المعمور، ثُمّ دنا من الله -تعالى- حتى كان قاب قوسين أو أدنى، وفرض الله -تعالى- عليه الصلاة، وكانت في بدايتها خمسون صلاة حتى أصبحت خمس، وذلك لمّا طلب منه موسى -عليه السّلام- أن يرجع إلى الله -تعالى- ويسأله التخفيف.
ورأى في السماء السابعة إبراهيم -عليه السّلام- وهو مُسندٌ ظهره إلى البيت المعمور، ويدخل إليه سبعون ألف ملك كُل يوم ولا يعودون عليه، ثُمّ رأى سدرة المُنتهى فإذا بأوراقها كآذان الفيلة من حيث الشكل والكُبر، وثمارها كالقلال؛ أيّ كأواني الفخار التي يُشربُ منها.