ما المقصود بالتحيات لله والصلوات والطيبات
معنى التحيات لله في التشهد
سُمّي التشهّد بذلك لما يتضمّنه من الشهادتين، ويعود أصل التحيّة لما ورد في قول الله -تعالى-: (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ)، والتحيّات بمعنى التحيّة لله والسلام منه، فإن أطلقها المسلم اتّجاه أخيه فإنّما يريد بها الدعاء له بقوله سلّمك الله، وقد يُراد منها أيضاً أنّ المُلك لله، فحيّاكَ الله بمعنى ملّككَ الله.
وقيل هي السلامة من الأذى، وقيل الشيء الباقي الدائم، وقيل العظمة، وقيل هي السّلام، وقد كان الناس في الجاهليّة يحيّيون بها الملوك والعظماء، فلمّا جاء الإسلام نهى عن القول بها واستبدلها بقول التحيّات لله؛ بمعنى العظمة والتمجيد، والتقديس لله وحده.
معنى الصلوات في التشهد
أصل الصّلاة في اللّغة الدعاء، والمراد منها في التشهد العبادات بجميع أنواعها، وقيل إنّها الرحمة، وقيل الصلاة الشرعيّة المتضمّنة ركوعاً وسجوداً وغيرها من الأفعال، وكل ذلك لله فإنّ الصلاة كلّها لله، والدعاء كلّه له، لا لأحدٍ غيره.
معنى الطيبات في التشهد
الطّيبات في التشهد صفة للصلوات الواردة قبلها، وهي كل ما يكون من الطيّب من الكلام، بما يصلح أن يُثنى به على الله ويليق به -سبحانه-، وذلك بدلاً ممّا كان الناس يحيّيون به ملوكهم وعظمائهم في الجاهليّة.
وقيل هي ذكر الله -تعالى-، وقيل هي الأقوال الصالحة مثل الدعاء، وقيل بالمعنى الأعمّ هي جميع الأعمال الصالحة من الأقوال والأفعال، وهي وحدها لله -تعالى- دون أن يكون منها شيئاً لغير الله.
معنى السلام على النبي في التشهد
روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في التشهّد أنّه كان يقول: (التَّحِيَّاتُ المُبَارَكَاتُ، الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ).
ففي السلام على النبيّ والرحمة عليه العفو والإحسان، ثمّ فيه توجيه السلام لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، والدعاء له بالسلامة، وأن تغشاه رحمة الله وبركاته وتفضيلاته، وأن يبارك الله له فيما قدّمه للإسلام والمسلمين، وينفعه به في آخرته.
وهو في مجمله دعاء للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وإن قال المسلم السّلام على النبيّ ورحمة الله وبركاته، لكن الأفضل أن يقول: السّلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته، وذلك كما علّم رسول الله أصحابه -رضوان الله عليهم-.
ورود صيغة التشهد في الإسراء والمعراج
وردت هذه الصيغة للتحّيات في الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج ؛ حين عُرج برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى السماوات العُلا، وقد كان حين قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "التحيات لله، والصلوات والطيّبات".
ردّ الله عليه فقال:" السّلام عليكَ أيّها النبي ورحمة الله وبركاته"، ثمّ قال رسول الله: "السّلام علينا وعلى عباد الله الصالحين"، فلمّا سمعت الملائكة بذلك قال جبريل: "أشهد أنّ لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله".